فى ذكراه الثانية.. إبراهيم فطاير أقدم مُحفظ قرآن فى كفر الشيخ.. كفّ بصره وهو طفل.. وحفظ القرآن "سماعي"
الأحد 10/يناير/2021 - 01:21 م
تحل اليوم الأحد، الذكرى الثانية على رحيل الشيخ إبراهيم فطاير، آخر حبة فى عقد المُحفظين الرواد، وأحد أقدم وأشهر مُحفظى القرآن الكريم فى محافظة كفر الشيخ، والذى وافته المنية فى عام 2019م، عن عُمر ناهز الـ80 عاماً.
وُلد "فطاير"، فى عام 1938م، بمدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وفقد بصره كُلياً فى السابعة من عمره، إلا أنه تحدى إعاقته، وحفظ القرآن الكريم "سماعى" عقب فُقدناه بصره، على يد الشيخ "يوسف شتا"، رحمه الله، وأتم حفظه وهو فى الحادية عشر من عُمره، ليُصبح من أشهر مُحفظى القرآن الكريم، بل أصبح قارئاً أيضاً فى بعض المآتم والحفلات التى كانت تُقام فى مسقط رأسه بمدينة بيلا.
التحق "فطاير"، فى قسم حُفاظ فى إحدى المدارس الابتدائية، ببيلا، حيث كان هناك فصل لتحفيظ القرآن الكريم، لفاقدى البصر، وبدأ فى تحفيظ القرآن للمُلتحقين فى هذا القسم، وكان وقتها يبلغ من العُمر 14 عاماً، وذلك فى أوئل الخمسينيات من القرن الماضى، ثم عُين بعد ذلك مُؤذناً بالأوقاف، وعمل أيضاً بتحفيظ القرآن الكريم فى إحدى الكتاتيب التابعة لوزارة الأوقاف، وتتلمذ على يديه الكثير من المشايخ، والقُراء، والأطباء، وأساتذة الجامعات، الذين ذاع صيتهم فى محافظة كفر الشيخ، والمحافظات المُجاورة.
أحيا "فطاير"، الكثير من المآتم والحفلات، وقرأ القرآن الكريم مع عدد كبير من مشاهير القُراء فى مصر، منهم: الشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، والشيخ إبراهيم الشعشاعى، والشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، والشيخ عنتر مسلم، والدكتور فرج الله الشاذلى، والدكتور أحمد نعينع، والدكتور عبد الفتاح الطاروطى"، وغيرهم.
ظل "فطاير" يعمل فى تحفيظ كتاب الله فى أحد المساجد القريبة من منزله إلى أن وجد صعوبة فى الانتقال من المنزل، نظراً لتقدمه فى العُمر، ثم حرص على تجميع عدد من الأطفال فى منزله، وقام بتحفيظهم كتاب الله، حتى وفاته.
يحكى الشيخ عبد السلام الهوارى، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، وزوج نجلة الشيخ إبراهيم فطاير، لـ"مصر تايمز"، إحدى نوادر الشيخ الراحل، قائلاً: "أنه كان يعمل مُؤذناً ومُحفظاً أيضاً لكتاب الله بمسجد الرحمة بمدينة بيلا لفترة طويلة، وفى إحدى المرات كان يُحفظ تلميذاً آيات من سورة النحل: {فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْف مِنْ فَوْقهمْ}، فأخطأ التلميذ وقالها: {فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْف مِنْ تَحْتِهِمْ}، فقال له الشيخ: "يا بنى لو أنت مش حافظها هندسها حتى، هو السقف هيقع عليك من فوقك ولا من تحتك".
وأضاف "الهوارى"، إن الراحل كان صابراً مُحتسباً بعدما فقد بصره وهو طفل صغير، وأيضاً بعدما فقد ولديه فى حياته، لافتاً أن الشيخ إبراهيم فطاير، كان يتّسم بالتواضع والبساطة، وكان محبوباً بين جميع أهالى مدينة بيلا بشكل خاص، ومحافظة كفر الشيخ بشكل عام، وخرج من تحت يده الآلاف، داعياً الله العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجعل القرآن الكريم فى قبره مُؤنساً، وعلى الصراط نوراً، وفى القيامة شفيعاً.