الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في البومه الجديد.. تشيلي جونزاليس يبحث كيفية التعامل مع الفنانين غير المتوافقين مع المعايير الأخلاقية

الأحد 15/سبتمبر/2024 - 01:09 م
تشيلي جونزاليس
تشيلي جونزاليس

ما الذي يحدد الفن؟ وهل يمكن أن يتعايش الفن مع النزعة التجارية؟ كيف يجب أن نتعامل مع الفنانين الذين لم يعدوا يتوافقون مع معاييرنا الأخلاقية؟

تعد هذه بعض من الموضوعات التي تناولها المغني تشيلي جونزاليس، في ألبومه الأخير الذي يحمل اسم "جونزو"، والذي تم طرحه مؤخرا.

وفي منعطف تأملي، يتصارع الفنان المولود في كندا، مع أفكار بشأن رحلته الإبداعية وطبيعة كونه فنانا في الوقت الحالي.

وبعد أعوام من التركيز على المؤلفات الموسيقية، يحول جونزاليس مساره من خلال "جونزو"، ليقدم ألبوما غنيا بالكلمات - مما يسمح له بالتعبير عن الأفكار التي كانت تجول بخاطره بشأن الفن والهوية والنزاهة.

وقال الموسيقي الكندي الذي يعيش في كولونيا منذ أعوام، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "بدأت في كتابة كلمات الأغاني مرة أخرى في مطلع عام 2022. وهذه هي الأغاني التي خرجت بأكبر قدر من القوة".

ويضيف: "أنا لا أفكر في جمهوري. أنا أقوم فقط بالإنتاج بقدر ما أستطيع. أحاول أن يكون لدي خط واضح إلى عقلي اللاواعي، وأذهب إلى أبعد ما أستطيع، وأتبع الكلمات حيثما تأخذني. وفي مرحلة لاحقة بكثير أقول لنفسي /حسنا... سأنتقل الآن إلى وضع الترفيه/."

ويخصص المغني وعازف البيانو والمنتج والفنان /52 عاما/، واسمه الحقيقي جيسون تشارلز بيك، الأغنية الأضخم أهمية في ألبومه الجديد، لعملية الإبداع الفني.

وتحمل الاغنية اسم "المذبحة الكلاسيكية الجديدة"، وهي عبارة عن صخب مقفى عن الفنانين الذين يصنعون الموسيقى لكي تتوافق فقط مع المنطق الخوارزمي لقوائم التشغيل، وبالتالي تحقق أكبر قدر ممكن من النجاح (التجاري).

ويقول إن "دور الفنان هو عدم السماح للخوارزمية بأن تملي علينا ما نصنعه. ولكن حتى يحدث ذلك، فإنه بمجرد أن نصنع شيئا ما، يتعين أن نستخدم الخوارزمية لصالحنا."

أما الأغنية التي قد تكون الأكثر إيجازا، ولكن الأكثر استفزازا، من بين 11 أغنية في الألبوم الجديد، هي "تبا لك يا فاجنر".

ويقول جونزاليس: "أنا لست أول شخص يلفت الانتباه إلى خطاب فاجنر البغيض، ولكنني أريد فقط أن أقول إن ذلك يتوافق مع كوني معجبا بموسيقاه، كما ياوافق أيضا مع انبهاري بالطريقة التي عاش بها حياته بصورة دراماتيكية."

جدير بالذكر أن والد جونزاليس عرّفه منذ أن كان مراهقا، على موسيقى المؤلف الموسيقي الألماني الراحل، ريتشارد فاجنر، وشجعه على قراءة نصوصه وترجماتها وحفظها أيضا، كما حضر "مهرجان بايرويت" في وقت مبكر جدا من حياته.

ويقام المهرجان الموسيقي المعروف عالميا، في كل عام بمدينة بايرويت بألمانيا، ويضم أعمالا أوبرالية لفاجنر.

وعن فاجنر وكتاباته المعادية للسامية، يتذكر جونزاليس أنه قال لوالده ذات مرة: "اسمع يا أبي، أنت رجل يهودي... أنا لم أكن أعلم أن هذا الرجل كتب هذا الكتاب... ولكنك الآن تعزف موسيقاه منذ أعوام، بدون توقف، وتأخذ أبناءك الثلاثة إلى معبد موسيقاه. ما هو شعورك تجاه ذلك؟". فأجاب والده قائلا: "علينا أن نفصل الفن عن الفنان".

وأوضح جونزاليس: "لقد ظل ذلك أشبه بالمقولة في ذهني منذ ذلك الحين. لقد كان فاجنر هو أول فنان يجعل هذا السؤال يدور في ذهني، وكان والدي أول من قدم نوعا من الإجابة، وظل هذا معي منذ ذلك الحين".

وبدأ جونزاليس بتقديم التماس لإعادة تسمية شارع يحمل اسم ريتشارد فاجنر في كولونيا، ليكون شارع تينا تيرنر – على اسم المغنية الراحلة الشهيرة التي لُقبت بـ "ملكة الروك آند رول" - وذلك للفت الانتباه أيضا إلى هذه المنطقة من التوتر.

وتقول حملة جونزاليس، إن فاجنر "الإنسان الوحشي"، لا علاقة له بكولونيا نفسها، وذلك على عكس تيرنر، التي اتخذت من هذه المدينة الواقعة في غرب ألمانيا، موطنا لها لمدة تسعة أعوام.

ويشير جونزاليس إلى إنه ليس "محاربا لصالح ثقافة الإلغاء"، ويعتقد أننا يتعين علينا جميعا الاستماع إلى موسيقى فاجنر، تماما مثلما نفعل مع الفنانين الآخرين المثيرين للمشاكل – من أمثال كاني ويست، نجم الراب الامريكي /47 عاما/.

ويوضح قائلا: "لا أستطيع أن أتوقف عن الاستماع إلى كاني. فأنا لدي روابط عاطفية مع الموسيقى التي كانت مهمة بالنسبة لي في وقت من حياتي، والتي ألهمتني كفنان وكشخص، والتي ربما تكون قد ساعدتني في لحظات معينة."