بعد ترشيحه للأوسكار.. ما هو فيلم رحلة 404؟
بعد ترشيحه للأوسكار.. ما هو فيلم رحلة 404؟
فيلم رحلة 404.. أعلنت نقابة المهن السينمائية عن اختيار فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار، لتمثيل مصر في جوائز الأوسكار لعام 2024.
ترشيح فيلم رحلة 404 لتمثيل مصر في جوائز الأوسكار لعام 2024
وأوضحت النقابة في بيان رسمي أن الفيلم تم ترشيحه بعد تصويت لجنة من السينمائيين والنقاد المستقلين، التي اختارته من بين مجموعة من الأفلام الأخرى التي كانت مرشحة.
تدور أحداث فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار حول "غادة"، التي تواجه مشكلة طارئة قبل سفرها إلى مكة لأداء فريضة الحج. تجد "غادة" نفسها مضطرة للعودة إلى أشخاص من ماضيها الملوث، الذين كانت قد قطعت علاقتها بهم، من أجل جمع مبلغ كبير من المال.
يتناول فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار التساؤل حول ما إذا كانت "غادة" ستتمكن من جمع المال والسفر لأداء الحج، أم ستواجه تداعيات سلبية نتيجة لجوئها إلى أصدقاء الماضي.
الفيلم من إخراج هاني خليفة ويضم في بطولته منى ذكي، محمد فراج، ومحمد ممدوح.
وحصل فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار على تقدير كبير، حيث نال جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثالثة عشرة، التي أقيمت في فبراير الماضي، والتي حصلت فيها النجمة منى ذكي على جائزة خاصة ولجنة التحكيم.
واجتمعت لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في جوائز الأوسكار، المكونة من مجموعة من السينمائيين والنقاد المستقلين، اليوم الإثنين، وأعلنت عن اختيار فيلم رحلة 404 من إخراج هاني خليفة لتمثيل مصر في الأوسكار 2024، وذلك بعد حصوله على أغلبية الأصوات.
وأكدت اللجنة أن عملية الاختيار لم تكن سهلة، نظراً للهيمنة الكبيرة التي تفرضها الأفلام التجارية على الإنتاج السينمائي المصري.
وأضافت أن هناك حاجة ملحة للتصدي لهذه الأفلام التي تؤثر سلبًا على سمعة صناعة السينما المصرية العريقة، داعية الجهات السينمائية المسؤولة إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين جودة الأفلام.
وفي تصريحاته، قال نقيب السينمائيين مسعد فودة: "شهدت اللجنة منذ جلستها الأولى تحديات كبيرة، حيث تطلب الترشيح عقد جلستين؛ الأولى لمراجعة القائمة الطويلة ومشاهدة الأفلام، والثانية لاختيار الفيلم الأنسب من القائمة القصيرة.
وشهدت الجلسة الثانية جدلاً واسعاً بين الأعضاء بسبب مستوى الأفلام المعروضة، مما دفعنا لمناشدة كافة الجهات والمؤسسات وشركات الإنتاج بضرورة الاهتمام بمضمون ومستوى الفيلم المصري، لضمان أن يعكس قوة السينما كرسالة ثقافية قوية إلى العالم".
وأشار فودة إلى أن اختيار فيلم رحلة 404 كان نتيجة تصويت اللجنة، الذي أظهر أن الفيلم يحمل مضموناً جيداً ويستحق تمثيل مصر في المنافسة الدولية.
كما أكد أن الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة قد اعتمدت آلية جديدة لتحديث قوائم أعضاء اللجنة كل ست سنوات، لضمان تجديد الدماء وتحسين مستوى الاختيار.
وفي ختام تصريحه، قدم نقيب السينمائيين شكره لجميع أعضاء اللجنة على الجهد الكبير المبذول خلال جلسات الاختيار.
قصة فيلم رحلة 404
وجسدت الفنانة منى زكي شخصية "غادة السعيد" فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار، حيث تلخص الشخصية الرئيسية أزمتها الدينية والوجودية، محاولة التخلص من ذنب اقترفته بحق امرأة مسنّة.
قرار غادة بأداء فريضة الحج يعكس رغبتها في الهروب من فوضى حياتها في القاهرة، التي عانت فيها من مشاكل اجتماعية ونفسية منذ فقدانها عذريتها كطالبة جامعية، حتى انغماسها في عالم الدعارة، وفي تلك اللحظة، تتوجه غادة إلى مكة، آملة في أن تجد هناك الخلاص الروحي والجسدي.
الرقابة المصرية اعترضت على عنوان الفيلم الأصلي، مما أدى إلى تغييره إلى رحلة 404، ليصبح العنوان رمزيًا يتركز على مفهوم الرحلة كحالة عامة تنطبق على كل من يعاني من الشكوك الدينية والصراع مع الغواية.
تتعمق قصة غادة في استكشاف صراعها مع الفشل الاجتماعي والعاطفي، والذي أدى بها إلى اتخاذ قرار الانغماس في الدعـــارة كوسيلة لمعاقبة الذات.
وبينما تعيش غادة تحت ضغط الحاجة إلى المال لعلاج والدتها المريضة، تسعى إلى إيجاد حلول يائسة، ما يدفعها إلى محاولة التواصل مع زوجها السابق المدمن "طارق"، الذي تراه السبيل الوحيد لحل مشاكلها.
فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار، الذي كتبه محمد رجاء وأخرجه هاني خليفة، يعتمد بشكل كبير على الحوار والأداء التمثيلي في سرد الأحداث، مع التركيز على الصراع الداخلي للشخصيات، لا سيما غادة.
تقدم منى زكي أداءً مميزاً يعكس الصراعات النفسية والروحية لشخصيتها، مما يعزز عمق الفيلم وقوة رسالته.
نهاية فيلم رحلة 404
يؤكد فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار على القلق الوجودي الذي يسيطر على حياة الإنسان، وتطرح تساؤلات حول الذنب، الغواية، والغفران.
النهاية التي تظهر غادة وهي تسير نحو النور تعطي انطباعًا بالطمأنينة، لكنها تترك السؤال مفتوحًا: هل انتهت رحلة القلق حقاً، أم أن الشكوك لا تزال قائمة؟.
فيلم رحلة 404 المرشح للأوسكار يعيد النظر في مفهوم التوبة والغفران من خلال قصة امرأة تعاني من صراعات نفسية ودينية عميقة، ويعكس جانباً من المجتمع المصري بواقعية، ليفتح باب النقاش حول قضايا اجتماعية ودينية شائكة.