كوليرا أم تلوث مياه؟.. ماذا يحدث في أسوان الآن؟
كوليرا أم تلوث مياه؟.. ماذا يحدث في أسوان الآن؟ (القصة الكاملة)
يعيش سكان مدينة أسوان وقراها أوقاتًا عصيبة إثر انتشار شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بتلوث مياه الشرب، مما أدى إلى إصابة المئات بحالات تسمم ووفاة 6 أشخاص، حسب ما تم تداوله، إلا أن شركة مياه الشرب بأسوان ومديرية الصحة بالمحافظة نفت هذه المعلومات.
استغاثات من قرية أبو الريش
تصدرت استغاثات أهالي قرية أبوالريش مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتكوا من تلوث مياه الشرب، مشيرين إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بنزلات معوية حادة أدت إلى وفاة 6 حالات.
المهندس أحمد عبد المالك، أحد سكان القرية ويعمل بمصنع كيما، قال "إن مياه الشرب ملوثة، ونذهب يوميًا بعشرات الحالات إلى مستشفيات الحميات؛ فلماذا ينكر المسؤولون ذلك؟"، مطالبًا بإحالة الموضوع للنيابة العامة قبل أن تتحول المشكلة إلى كارثة.
نفي رسمي للحالات المبلغ عنها في أسوان
على الجانب الآخر، نفى الدكتور محمد سعيد، مدير عام الصحة بأسوان، صحة ما يتردد عن حالات تسمم أو وفيات نتيجة تلوث المياه.
أكد "سعيد" أن الحالات التي تم احتجازها بمستشفيات الجامعة والمسلة والصداقة الجديدة، بالإضافة إلى إدفو وكوم أمبو ودراو ونصر النوبة، لا تتعدى 28 حالة، مشيرًا إلى أن هذه الحالات تعود إلى فيروسات موسمية أو تناول أطعمة ملوثة، وهو أمر معتاد خلال فصل الصيف.
نفي شائعات تخصيص مستشفى لاستقبال الحالات
كما نفت هيئة الرعاية الصحية بأسوان الشائعات حول تخصيص أحد أدوار مستشفى أسوان التخصصي لاستقبال حالات تسمم.
وفي سياق متصل، علق الإعلامي عمرو أديب على هذه الأحداث في برنامجه "الحكاية"، مشيرًا إلى وجود حالات إعياء ونزلات معوية دون معرفة الأسباب.
رئيس الوزراء يؤكد سلامة مياه الشرب
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أيضًا علق على ظهور عدد من حالات النزلات المعوية في أسوان، موضحًا أن الدولة تتابع هذا الوضع، حيث أرسلت فرق طبية لمعرفة مصدر المرض.
في نفس السياق، عُقد اجتماع طارئ برئاسة اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، مع مديري المستشفيات، بحضور الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان أنه لا يوجد حتى الآن ارتباط وبائي بين الحالات، حيث أظهرت السجلات أن معظم الحالات جاءت من منطقتي أبو الريش بحري ودراو، ولكل منهما محطة مياه منفصلة.
وفي استجابة سريعة لقلق المواطنين بشأن تلوث مياه الشرب، أجرى المهندس عبد الصبور الراوي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسوان، جولة تفقدية مع هيئة المعمل المركزي ولجنة مختصة من مديرية الصحة إلى محطة مياه "أبو الريش قبلي".
نتائج الفحوصات تؤكد سلامة المياه
خلال الزيارة، تم أخذ عينات من المياه، وأظهرت النتائج أن تركيز الكلور فيها مطابق للمواصفات.
في سياق متصل، تفقد الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، والمهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، مستشفى دراو المركزي للاطمئنان على حالات الإصابة بالنزلات المعوية.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، في تصريح تليفزيوني، أن الفريق المركزي لا يزال يعمل بشكل علمي ودقيق للوصول إلى الأسباب الرئيسة لانتشار الأعراض في الأيام الأخيرة.
وقفة احتجاجية لأهالي أبو الريش
نظم أهالي قرية أبو الريش وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف تشغيل محطة المياه التي تغذي القرية، مطالبين بتوصيلهم بمحطة مياه جبل شيشة.
كما أشار عبد المالك إلى أن مجموعة من قيادات القرية اجتمعت مع المسؤولين لتقديم مطالبهم، والتي تشمل عزل مرشح أبو الريش قبلي وإجراء صيانة شاملة له.
وأضاف عبد المالك أن من بين المطالب الملحة أيضًا "وضع حل لمشكلة مصرف السيل، ومنع إلقاء مياه الصرف الصحي والصناعي فيه، والذي يصب في نهر النيل بالقرب من مأخذ مياه القرية".
وتداولت خلال الساعات القليلة الماضية، أنباء عن انتشار الكوليرا في أسوان، وذلك إثر تعرض عدد كبير من المواطنين إلى "القيء والإسهال".
وفي ضوء تداول أنباء عن انتشار الكوليرا في أسوان، وجه الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بإرسال فريق مركزي من قطاع الطب الوقائي إلى محافظة أسوان، وذلك على خلفية تزايد عدد الحالات المصابة بأعراض النزلات المعوية، مثل الإسهال والغثيان والقيء، التي ترددت على مستشفيات المحافظة.
ورصدت التقارير الأولية عدد من المرضى الذين ترددوا على مستشفيات (المسلة، الصداقة، أسوان الجامعي، دارو المركزي) حتى مساء يوم 18 سبتمبر 2024، حيث تم تسجيل 63 حالة تم حجزها في المستشفيات، بينما تم علاج باقي الحالات وتوجيههم لاستكمال العلاج في منازلهم.
ونفت "الصحة"، خلال تقريرها وجود حالات إصابة بـ الكوليرا، حيث لم يتم العثور على ارتباط وبائي واضح بين جميع الحالات، حيث أن معظمها من منطقتي أبو الريش بحري ودروا، ولكل منهما محطة مياه منفصلة.
ويظل خطر الإصابة بالنزلات المعوية منخفضًا إذا تم اتباع الإجراءات الصحية الوقائية التالية:
- غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام.
- شرب المياه النظيفة من مصادر آمنة وغير ملوثة.
- تناول الطعام المطهو جيداً وتجنب الأطعمة من الباعة المتجولين.
- غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها.
أعراض الكوليرا
والكوليرا هي عدوى بكتيرية تصيب الأمعاء وتنتقل عادةً عبر المياه أو الطعام الملوث ببكتيريا Vibrio cholerae. تظهر أعراض الكوليرا غالباً بشكل سريع وتشمل:
إسهال مائي شديد: يكون الإسهال مفاجئاً وغزيراً، وغالباً ما يُوصف بأنه يشبه "ماء الأرز" بسبب مظهره الشفاف مع بقع بيضاء صغيرة.
غثيان وقيء: قد يحدث القيء بشكل مفاجئ ومتكرر، خاصة في المراحل المبكرة من العدوى.
جفاف شديد: يحدث نتيجة فقدان كميات كبيرة من السوائل بسبب الإسهال والقيء، مما قد يؤدي إلى:
جفاف الفم والحلق.
العطش الشديد.
انخفاض إنتاج البول أو انعدامه.
تقلصات العضلات.
انخفاض ضغط الدم: نتيجة فقدان السوائل.
تسارع نبضات القلب.
تعب عام وضعف: بسبب فقدان السوائل والأملاح بشكل كبير.
في الحالات الشديدة، قد يؤدي الجفاف السريع إلى صدمة أو فشل في وظائف الجسم، مما قد يكون مهددًا للحياة إذا لم يُعالج بسرعة.
ويمكن علاج الكوليرا بسهولة إذا تم التشخيص المبكر والعلاج الفوري باستخدام محاليل الإماهة الفموية "أو السوائل الوريدية في الحالات الشديدة" والمضادات الحيوية في بعض الحالات.
وللوقاية من وباء الكوليرا، من المهم اتباع مجموعة من الإجراءات الصحية والنظافة العامة. فيما يلي بعض الطرق الفعالة للوقاية:
للوقاية من وباء الكوليرا، من المهم اتباع مجموعة من الإجراءات الصحية والنظافة العامة، وفيما يلي بعض الطرق الفعالة للوقاية:
شرب المياه النظيفة
استخدم المياه النقية للشرب والطهي.
إذا كانت مصادر المياه غير مضمونة، فيجب غلي الماء لمدة دقيقة على الأقل قبل شربه، أو استخدام أقراص تعقيم المياه أو المرشحات (الفلاتر) المناسبة.
النظافة الشخصية
غسل اليدين بانتظام بالصابون والماء النظيف، خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام أو إعداده.
استخدام معقم اليدين في حالة عدم توفر الماء والصابون.
تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة
تناول الطعام المطهو جيداً والمقدم ساخناً.
تجنب الأطعمة غير المطهية أو الأطعمة المعروضة في الشوارع، مثل الأطعمة من الباعة المتجولين.
قشر الفواكه والخضروات بنفسك قبل تناولها.
تجنب تناول الأسماك والمحار النيء أو غير المطبوخ جيداً.
النظافة في إعداد الطعام
غسل الفواكه والخضروات جيداً بالماء النظيف قبل تناولها.
استخدم أدوات نظيفة لإعداد الطعام، وتأكد من تخزين الطعام في ظروف صحية.
التخلص من الفضلات بطرق آمنة
التخلص من النفايات والفضلات البشرية بطرق صحية (مثل استخدام المراحيض أو دورات المياه العامة النظيفة).
تجنب تلويث مصادر المياه بالصرف الصحي.
استخدام اللقاحات
في المناطق الموبوءة أو في حالة السفر إلى مناطق ينتشر فيها الكوليرا، يمكن تناول اللقاح الفموي المضاد للكوليرا كإجراء وقائي.
التوعية الصحية
نشر الوعي حول كيفية انتقال الكوليرا وطرق الوقاية منها في المجتمعات، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية.
مراقبة صحة البيئة
ضمان وجود نظام فعّال لمراقبة جودة المياه والصرف الصحي في المناطق السكنية، والتدخل الفوري في حالة ظهور حالات اشتباه بالكوليرا.
وباتباع هذه التدابير الوقائية، يمكن تقليل خطر الإصابة بوباء الكوليرا والحد من انتشاره في المجتمعات.