في ذكرى ميلاده.. محطات هامة في حياة عز الدين ذو الفقار
يحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار الذي يعد أحد أبرز وأهم مخرجي السينما المصرية على مدار سنوات طويلة، الذي استطاع أن يثري السينما المصرية بالعديد من الأفلام الهامة .
نشأة عز الدين ذو الفقار
ولد عز الدين ذو الفقار في 28 أكتوبر عام 1919 بمدينة العباسية حيث كان والده الاميرالاي أحمد مراد بك ذو الفقار كان عميد شرطة ووالدته نبيلة هانم ذو الفقار وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار .
كان ذو الفقار طالبا نابغا وحصل على منحة ودرس علم الفلك. بعد المدرسة الثانوية ، التحق بالكلية العسكرية لإرضاء والده ، على الرغم من أن ذو الفقار لم يعترض على الفكرة نفسها لأنه رأى أن تعلم الدراسات العسكرية من شأنه أن يوسع تصوراته. خلال تلك الفترة تعرف على عدد من الشخصيات البارزة التي شكلت السياسة المصرية فيما بعد ، مثل الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات ويوسف السباعي وثروت عكاشة وأعضاء آخرين في حركة الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو 1952. وبعد ذلك تم ترشيحه مرتين لمنصب وزير الثقافة ، لكنه رفض منصب الدولة لأنه كان يحب السينما.
تخرج من الكلية الحربية وأصبح لاحقًا ملازم. على الرغم من كونه ضابطًا مميزًا ، إلا أن حدثًا مأساويًا هز ذو الفقار حتى النخاع وهو وفاة والده الذي كان قريبًا جدًا منه وعانى من الاكتئاب ونصحه إخوته بتغيير أسلوب حياته ومهنته وبالفعل استقال بعد ذلك وهو برتبة يوزباشي (نقيب) في سلاح المدفعية ليعمل بالسينما التي كان يعشقها منذ الصِغَر وبدأ بالعمل مساعد للمخرج محمد عبد الجواد في أفلام الدنيا بخير 1946، وأزهار وأشواك 1947، وعادت إلى قواعدها 1946.
قام بكتابة قصة وسيناريو فيلم أسير الظلام في عام 1947 الذي اشترك في كتابة الحوار معه الشاعر أحمد رامي، كما أتيح له أن يقوم بإخراج هذا السيناريو الذي كان من بطولة مديحة يسري وسراج منير ومحمود المليجي وزوزو شكيب وثريا فخري ونجمة إبراهيم، وهو الفيلم نفسه الذي أعاد تقديمه في العام 1962 بعنوان الشموع السوداء من بطولة مايسترو الكرة المصرية صالح سليم والفنانة نجاة الصغيرة. وفي العام نفسه قدم فيلمين الأول مأخوذ عن السيرة الشعبية أبو زيد الهلالي 1947 عن مغامرات البطل الشعبي الشهير، تمثيل سراج منير وفاتن حمامة، والثاني بعنوان الكل يغني كتب له القصة والسيناريو وكان الفيلم من بطولة كلً من كاميليا وأميرة أمير.
كما اشترك بالتمثيل في فيلم خلود عام 1948 أمام فاتن حمامة وبشارة واكيم وكمال الشناوي وإسماعيل يس ومحمود السباع، وكان من إنتاجه بالاشتراك مع أحمد حمامة والد فاتن حمامة. عملت فاتن حمامة معه في مجموعة كبيرة من أفلامه وكانت البداية في فيلم أبو زيد الهلالي عام 1947 الذي أتى بعده عدة أفلام سينمائية متميزة أهمها أنا الماضي عام 1951، وسلوا قلبي عام 1952، وموعد مع الحياة عام 1953، وموعد مع السعادة عام 1954 وهو آخر أفلامهما معاً قبل انفصالهما. قام ذو الفقار بإخراج فيلمين تسجيليين هما «حرب الإشاعات» 1954، ونشيد الوطن الأكبر من تلحين عبد الوهاب وغناء مجموعة كبيرة من المطربين والمطربات عام 1960. أخر أفلامه كان فيلم الشموع السوداء عام 1962.
في عام 1958، أسس ذو الفقار برفقة شقيقه الأصغر صلاح ذو الفقار شركة للإنتاج السينمائي هي شركة أفلام عز الدين ذو الفقار، وأنتجت الشركة العديد من الأفلام الهامة، منها بين الأطلال في عام 1959، الرجل الثاني عام 1959، ملاك وشيطان عام 1960، الرباط المقدس عام 1960، وصراع الأبطال في عام 1962. مشوار ذو الفقار السينمائي لم يتخطي سوي 16 عاما وذلك نظرا لوفاته في سن الشباب ولكنه ترك تاريخا ثريا ومليئا بالنجاحات فرصيده كمخرج يصل إلي 33 فيلم، منهم 3 أفلام في قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين ورصيده كمؤلف يصل إلي 26 فيلم.
وفاة عز الدين ذو الفقار
توفى عز الدين ذو الفقار في 1 يوليو عام 1963 عن عمر ناهز 43 عاما بعد صراع مع المرض تاركا وراءه رصيدا كبيرا من الأعمال الهامة.