باحث سياسي: رئيس كوريا الجنوبية نصب نفسه وصيًا على مستقبل بلاده بإعلان الأحكام العرفية
قال بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي، إن كوريا الجنوبية بصدد مشهد مثير للغاية، خاصة وأنها الحليف القوي للولايات المتحدة، كما تُعتبر ركيزة أساسية في استراتيجياتها الآسيوية، إلى جانب اليابان، ومن أبرز دعائم التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي هي التجربة الديمقراطية في كوريا الجنوبية.
وأضاف «عبدالفتاح»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن كوريا تشهد وضعًا يثير العديد من التساؤلات، فالرئيس الكوري الجنوبي يسعى للحفاظ على التجربة الديمقراطية والنظام الدستوري من هيمنة المعارضة التي تسيطر على البرلمان، رغم ولائها الخفي لكوريا الشمالية، التي تعتبر كوريا الجنوبية عدوها اللدود.
وأوضح أن قرر الرئيس الكوري الجنوبي أن يكون وصيًا على مستقبل البلاد عبر تجميد الحياة السياسية، وهو ما يُعتبر إجراءً انتحاريًا في الأنظمة الديمقراطية بالنسبة لرئيس الدولة ورئيس الحكومة، فالقواعد الأساسية في الأنظمة الديمقراطية تنص على أن الديمقراطية قادرة على تصحيح نفسها، بمعنى أنه إذا واجهت الدولة الديمقراطية أي مشكلة أو تحدٍ، فإنها تستطيع معالجة الأزمة من خلال آليات الديمقراطية، وليس عبر إجراءات غير ديمقراطية.
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية
أغلقت السلطات في كوريا الجنوبية مبنى البرلمان في سيول، وهبطت المروحيات على سطحه بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
ونشرت القنوات التلفزيونية المحلية صورا مباشرة تظهر المروحيات وهي تهبط على سطح المبنى، في خطوة غير مسبوقة تزامنت مع تصريحات حاسمة من يون.
وأكد يون عزمه "القضاء على القوى المؤيدة لـ كوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري"، من دون توضيح كيف ستؤثر هذه الإجراءات على استقرار الحكم والديمقراطية في كوريا الجنوبية.
ووصل حزب "سلطة الشعب" الحاكم إلى طريق مسدود مع الحزب الديمقراطي المعارض، حول مشروع قانون الميزانية للسنة المقبلة.
وكانت التوترات قد ازدادت إثر رفض يون دعوات لإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح المتعلقة بزوجته وكبار المسؤولين في حكومته، مما أثار انتقادات حادة من خصومه السياسيين.