هأرتس: إسرائيل تمنع تحقيق الأمم المتحدة في الجرائم الجنسية التي ترتكبها مع الأسرى
أفادت صحيفة هأرتس العبرية أن براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع، طلبت الإذن بالتحقيق في الجرائم المزعومة التي ارتكبتها حماس، ومع ذلك، اشترطت أن يُسمح لفريقها أيضًا بالوصول إلى مرافق الاحتجاز الإسرائيلية لفحص مزاعم العنف الجنسي من قبل الجنود الإسرائيليين على الأسرى الفلسطينيين، ولكن رفضت إسرائيل الطلب.
وحثت باتن إسرائيل على توقيع اتفاقية إطارية مع مكتبها، تلتزم بموجبها باتخاذ تدابير ضد العنف الجنسي في النزاعات تحت إشراف الأمم المتحدة، وتم توقيع اتفاقية مماثلة مع أوكرانيا في عام 2022، والتي تضمنت التزامات بحماية أسرى الحرب من العنف الجنسي.
كما حذر مكتب باتن من أن مقاومة إسرائيل لتحقيقات الأمم المتحدة في الجرائم المزعومة المنسوبة إليها قد تأتي بنتائج عكسية، وذلك وفقا لممثلي شبكة المرأة الإسرائيلية، الذين التقوا بفريق باتن في نيويورك الشهر الماضي.
وأضافوا أنهم أُبلغوا بأن نهج إسرائيل قد يؤدي إلى إدراجها على القائمة السوداء للأمم المتحدة للكيانات المسؤولة عن العنف الجنسي في النزاعات، في حين قد تظل حماس خارج القائمة.
وتقول مايا شوكن، رئيسة القسم الدولي في شبكة النساء في إسرائيل "إن القلق الواضح هو أن إسرائيل قد تضاف إلى القائمة السوداء للدول والكيانات المسؤولة عن العنف الجنسي في الصراعات، في حين تظل منظمة حركة حماس خارج القائمة".
وفي وقت سابق قال نادي الأسير الفلسطيني أن هناك تخوفات من قيام الاحتلال بتنفيذ إعدامات بالجملة بحق الأسرى من قطاع غزة في ظل مواصلة الاحتلال جريمة الإخفاء القسري بحقهم ورفضه الإفصاح عن أي تفاصيل بشأنهم.
وتابع ملف الإخفاء القسري أصبح في يد المنظمات الدولية التي يتوجب عليها تشكيل لجنة خاصة لمعرفة أماكن وظروف احتجاز أسرى قطاع غزة.
وفي وقت سابق؛ قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن "قيام قوات الاحتلال ومصلحة السجون النازية، بإذلال الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو واستخدام الكلاب البوليسية في إهانتهم وترهيبهم، هو تعبير عن حجم الحقد والسادية التي يحملها السجّانون الصهاينة تجاه الأسرى الفلسطينيين، وبشاعة الإجراءات الممارَسة ضدهم، والتي أقرّها الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير".
وأضافت الحركة في بيان لها أن "هذه الجرائم تأتي في إطار ممارسات الاحتلال الوحشية بحق أسرانا في السجون، من تعذيب وتنكيل وتجويع وإهمال طبي متعمد، وحرمان من كافة الحقوق الإنسانية، حتى تجاوزت أعداد الأسرى الشهداء ستين شهيدا، قضوا تحت الإهمال والتعذيب الوحشي".
المؤسسات الحقوقية الدولية
وطالبت حركة "حماس"، المؤسسات الحقوقية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بـ"توثيق هذه الممارسات، وغيرها من الجرائم المروّعة التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على حكومة الاحتلال ورئيسها مجرم الحرب نتنياهو، لوقف انتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة".
وفي وقت سابق اليوم، نشرت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية"، مشاهد مسربة من الجناح الأمني في سجن "مجدو"، تظهر التنكيل بالأسرى الفلسطينيين، واستخدام الكلاب البوليسية معهم.
وأظهرت المشاهد أسرى فلسطينيين أجبرهم السجانون في سجون الاحتلال على الانبطاح أرضا مكبلي الأيدي، فيما يمر أحد السجانين ممكسا بكلب فوق رؤوسهم.
ونقلت الصحيفة عن أسرى في سجن "مجدو" قولهم، إن السجانين يأخذونهم إلى أماكن لا توجد بها كاميرات ويضربونهم في أماكن حساسة.
وقال مسؤول كبير بمصلحة السجون "الإسرائيلية": "نحن على علم بالعنف الشديد الذي يتعرض له المعتقلون في سجن مجدو"، في حين تعتبر مصلحة السجون أن "الإجراءات التي تطبق على الأسرى الفلسطينيين روتينية"، بحسب الصحيفة.
قوات الاحتلال
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تصاعدت اعتداءات قوات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، حيث وثقت تقارير حقوقية تعذيبا ممنهجا للأسرى إلى جانب اعتداءات جنسية، وحرمان للأسرى من أبسط حقوقهم، ما أدى إلى استشهاد 60 أسيرا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال بحسب أرقام رسمية.