أستاذ علوم سياسية: التوافق دفع بانتخاب جوزيف عون رئيسا في الدورة الثانية
أكد ربيع الهبر، أستاذ العلوم السياسية، أن الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة اللبنانية لم تحمل مفاجآت، مشيرًا إلى أنه كان من المعروف مسبقًا أن أوراقًا بيضاء ستُطرح في حال عدم التوافق السياسي، مضيفًا أن التوافق في الدورة الثانية قاد إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية.
وأوضح الهبر خلال تصريحات تليفزيونية أن انتخاب العماد جوزيف عون يتطلب تجاوز عقبة دستورية، إذ ينص الدستور على منع ترشح موظفي الدرجة الأولى لمنصب الرئيس إلا بعد مرور عامين على التقاعد أو الاستقالة، ورغم ذلك، أشار إلى أن مجلس النواب يملك صلاحية تعديل الدستور لتأمين انتخاب قائد الجيش إذا توفرت الإرادة السياسية اللازمة.
وأضاف الهبر أن حصول العماد جوزيف عون على أكثر من 86 صوتًا في البرلمان يعني أن الدستور سيتم تعديله بحكم الواقع، وهو ما قد يثير جدلًا كبيرًا حول الالتزام بالقوانين الدستورية، ومع ذلك، شدد على أن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل فرصة هامة للبنان للخروج من الأزمة الراهنة، داعيًا إلى استثمار هذه اللحظة لتحقيق الاستقرار.
جاء ذلك على إثر اختيار مجلس النواب اللبناني العماد جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد.
ومن جانبه، قال عبدالله نعمة، الكاتب والباحث السياسي، إن ما يجري اليوم في البرلمان اللبناني أمر متوقع، حيث أعلنت كتلة "الوفاء للمقاومة"، المكونة من الفريقين الشيعيين، أنها ستضع ورقة بيضاء في الجلسة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مضيفًا أنه قد يحدث انتخاب كاسح للعماد جوزيف عون في الجلسة الثانية، معتبرًا أن هذا بمثابة رسالة إلى الخارج، تُبَين أن لبنان ما يزال على قيد الحياة سياسيًا، وأن الرئيس لن يغادر إلا إذا تم إخراجه عبر المسار الديمقراطي.
أوضح نعمة، خلال تصريحات تليفزيونية، أن هذه الخطوة تأتي في سياق رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن لبنان يمر بمرحلة جديدة، خاصة وأن الرئيس القادم سيأتي من بيئة مختلفة تمامًا عن المسار الذي كان يتبعه الرئيس السابق، مؤكدًا أن هذا التحول يشير إلى التغيرات في السياسة اللبنانية، وأن هذه الرسالة تهدف إلى الحصول على ضمانات لضمان انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة جديدة.
أشار نعمة إلى أن الأمور تسير بشكل جيد في البرلمان، مع توقع أن يتم انتخاب الرئيس جوزيف عون في الجلسة الثانية بأغلبية ساحقة، كما تطرق إلى تأجيل الجلسة من قبل رئيس المجلس نبيه بري لساعتين، موضحًا أن هذا التأجيل كان طبيعيًا ليعطي انطباعًا عن المشاورات الجارية، كما انتقد التوترات اللفظية بين النواب، قائلاً إنه من المعيب أن يصدر هذا النوع من الخطاب داخل المجلس.
انتقد نعمة بشدة التناقضات داخل المجلس، مشيرًا إلى أن الذين يعترضون اليوم على الدستور هم أنفسهم الذين صوتوا سابقًا لصالح انتخاب ميشال سليمان بـ86 صوتًا دون تعديل دستوري، مضيفًا أن التصريحات التي أدلى بها بعض النواب، مثل جبران باسيل، تعكس حالة من النفاق السياسي، خاصة مع ما وصفه بحقبة "جهنمية" قادها عمه الرئيس السابق ميشال عون، والتي تسببت في تدمير الدولة اللبنانية.