من خلال أحدث إصدارات الحكماء للنشر
جناح "حكماء المسلمين" بمعرض الكتاب يناقش ويحلل العلاقة بين الإسلام والغرب
يقدِّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره عددًا من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، من أبرزها كتاب "الإسلام والغرب: مقاربة لأسباب المناكفة ورصد لشروط المثاقفة"، بقلم: محمد البنعيادي، من إصدارات مركز الحكماء لبحوث السلام.
يشير هذا الكتاب إلى أهمية التعرف على تجربة الإسلام وعالمه في علاقته بالغرب، من خلال التفاعلات التاريخية والثقافية، التي تتالت من لدن بداية عصر الرسالة النبوية، وصولًا إلى العلاقة في صيغتها الحديثة والمعاصرة، باستعراض مفهوم الآخر وجذوره الفلسفية وبنيته المجتمعية وممارساته الثقافية، فضلًا عن دراسة إمكانات التبادل الثقافي في مقابل الصراع، ولأجل ذلك، ثمَّ حاجة مهمة إلى خطابات فكرية جديدة تتحدى الصور النمطية القائمة، وتسعى في التأسيس لوجهة نظر أكثر توازنًا في الرؤية المتبادلة، بين النموذج الحضاري لعالم المسلمين، وبين الغرب، باعتبارها تجربة حضارية ضمن تجارب سابقة ولاحقة.
ويوضح الكتاب أنه قد تكونت لدى الفريقين صور ذهنية فيها كثير من المبالغة والغلو في تقييم العلاقة بين المكونين الحضاريين؛ فلا الغرب استطاع بلورة صورة حقيقية عن الإسلام، ولا المسلمون اجتهدوا في إعادة النظر في كثير من تمثلاتهم عن الحضارة الغربية، لذلك انبرى مجموعة من المفكرين المسلمين إلى إثارة (سؤال الغرب والإسلام) قصد صياغة علاقة جديدة تسهم في تحقيق السكينة الكونية والاستقرار العالمي بين بني البشر، هدفها البحث في ماهية الغرب كشرط أساس لبناء حالة الاستقرار هذه.
إدراك السياق التاريخي
والكتاب الذي بين أيدينا يقدم وجهة نظر قائمة على ضرورة إدراك السياق التاريخي لفهم طبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب، وتجاوز سوء الفهم الذي تراكمت بسببه التصورات العدائية المستمرة على جانبي تلك العلاقة، وذلك من منظور ارتيادي مستقبلي يُسهم في النقاشات المعاصرة حول قضايا العلاقة بين الإسلام والغرب، ويمهد لحوار مستنير يستوعب السياقات التاريخية ويرسخ قيم الاحترام المتبادل، والأهم من هذا وذاك يعين على تأسيس اتجاه مستقبلي للتعاون في مواجهة التحديات والتهديدات العالمية الكبرى التي تواجه مسار الإنسانية، بغض النظر عن هوية أبنائها وطبيعتها الجزئية.
لذلك يأتي هذا الكتاب للإسهام في مقاربة (سؤال الإسلام والغرب) عبر ما اصطلح عليه بـ( علم الاستغراب) أو (الدراسات الاستغرابية)، بجعل الغرب موضوعًا للدراسة، تحقيقًا لكفاية معرفية حقيقية به، تيسر لبناء علاقات مستقبلية سليمة معه وشاهدة عليه، وذلك في إطار مسار الدراسات الارتيادية (المستقبلية) ضمن المسارات البحثية لمركز الحكماء لبحوث السلام، التابع لمجلس حكماء المسلمين.
ولتحقيق هذا الهدف، بسط الكتاب –الذي بين أيدينا- مداخل نظرية في مستهل الكتاب، منها؛ مفهوم (الآخر) في المنظومة الإسلامية قرآنًا وسنة وتجربة تاريخية. وبحث في مفهومي الاستغراب والتغريب ودواعي التمييز بينهما، وأبرز الحاجة إلى البحث المتجدد في البنية الفلسفية والثقافية الغربية. كما بحث في اتجاهات الاستـغــراب في الفكـر الإسلامـي الحديث والمعاصـر، وسعى للاستفادة منها لبلورة مفهوم حقيقي لـ (علم الاستغراب).
المناكفة التاريخية
ويستعرض الكتاب بعد ذلك عناصر المناكفة التاريخية بين المعسكرين الإسلامي والغربي. ويبحث عن إمكان من خلال المثاقفة الحضارية، مبرزًا عناصر الإمكان الحضاري التواصلي بين الحضارتين الغربية والإسلامية في عالم اليوم. ومنتهيًا بضرورة تجديد البحث النظري في حوار الحضارات وإنقاذه من الوهدة السحيقة التي سقط فيها بسبب استمرار سوء الفهم المتبادل.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير 2025؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.