الإثنين 27 يناير 2025 الموافق 27 رجب 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل.. تعليق ناري لمحامِ الأمن القومي الأمريكي على اقتراح ترامب بشأن نقل سكان غزة لـ"مصر والأردن" (خاص)

الأحد 26/يناير/2025 - 11:24 م
ترامب
ترامب

علقت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، على اقتراح ترامب بشأن نقل سكان غزة لـ"مصر والأردن"، واعتبرته مقترح كارثي إضافة إلى أنه سوف يتم رفضه من الدول العربية.

 

وقالت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، إقتراح سخيف ويفتقر أي إمكانية حقيقية للتنفيذ، وهي في الغالب مجرد مادة دسمة لأنصاره، لأن اقتراحه ليس لديه أي فرصة للتحول إلى حقيقة، مؤكدة أن هذا ما يحدث عندما يكون معظم مستشاريه في السياسة الخارجية إما من ذوي الخبرة في وظائفهم وفهمهم للمنطقة، أو من المنافقين الذين هم على استعداد لتكرار أي شيء يعتقدون أنه سيرضي ترامب أو ما يعتقدون أنه يجعله يبدو قويا. 

 

وأوضحت محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن  الخارجي لحرب المعلومات، علاوة على ذلك، فإن دفع ترامب لاتفاق وقف إطلاق النار يتناقض بشكل صارخ مع هذه الرؤية طويلة الأجل المفترضة، في الوقت نفسه، يفتقر نتنياهو أيضًا إلى استراتيجية لهزيمة حماس وإنهاء الحرب غير المتكافئة في غزة.

 

إيرينا تسوكرمان 

 

الاعتبارات الأمنية واللوجستية والإنسانية تقف في الطريق

وتابعت: لكن حتى في حالة حل المشكلة بطريقة أو بأخرى، فإن الاعتبارات الأمنية واللوجستية والإنسانية تقف في الطريق، إن نقل مئات الآلاف أو الملايين إلى دول أخرى يتطلب موافقة تلك الدول (وهو ما يعني على الأرجح مليارات الدولارات من الاستثمارات لجعل مثل هذه الفكرة مقبولة ولو جزئيا).

 

مهمة إنتحارية 

وأوضحت أنه من المرجح أن يتم رفضها على أي حال باعتبارها غير قابلة للتطبيق تماما وتشكل مشكلة أمنية للأغلبية، كما أن ترامب لا يذكر من يتحمل المسؤولية من الناحية النظرية للتعامل مع هؤلاء الناس، الذين من المرجح أيضا أن يقاوموا إبعادهم عن منازلهم.

 

وأضاف: أشك في أن ترامب سيخصص أي موظف أميركي لمثل هذه الخطة، وبالنسبة لإسرائيل، ستكون مهمة انتحارية، إن رؤية إسرائيل وهي تحقق شيئا من هذا القبيل حتى لو لم يتحول الأمر إلى حرب أخرى، من شأنه أن يجلب الإدانات والضغوط من المجتمع الدولي وربما يساهم في القضايا القانونية ضد إسرائيل واتهامات التطهير العرقي. 

 

 وأشارت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، ربما يرضي هذا بعض المتشددين في الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن الجميع سيكون لديهم ثمن، ومرة أخرى، ليس لدى إسرائيل استراتيجية بشأن "بيع" مثل هذا الخيار سياسيا لبقية العالم. كما لا أستطيع أن أتخيل معظم الدول العربية الأخرى تقف مكتوفة الأيدي.  

 

وتكمل: ومن منظور إنساني، فإن هذا أيضا سيكون كارثة لأن مصر والأردن لا تملكان أماكن إقامة لكل هؤلاء اللاجئين وتتعاملان أيضا مع أزمات مالية على التوالي، كما أن الأردن لديها أيضا ديناميكيات سياسية داخلية قد تنفجر في حالة إنجاز ذلك بالفعل. 

 

ونوهت: ومن المرجح أن نتنياهو يفهم الآثار المترتبة على مثل هذه المغامرة، ولكن بطبيعة الحال لا يستطيع أن يتناقض علنا مع الرئيس الأميركي الذي أذن للتو بفك تجميد الأسلحة الرئيسية والذي لديه أيضا الوسائل للضغط على إسرائيل على العديد من الجبهات، فضلا عن ذلك، فمن مصلحة نتنياهو ألا يجادل بنشاط كبير مع جزء من مؤيديه الذين يعتقدون أن هذه الفكرة قابلة للتنفيذ بالفعل. ومن المرجح أنه لن يتفاعل كثيرا على أمل أن ينسى ترامب الأمر عاجلا وليس آجلا، أو أنه يدلي بهذه التعليقات فقط كوسيلة لقياس الإعجاب العام، وهذا في الواقع هو ما من المرجح أن يحدث. 

 

وذكرت محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، أنه إذا اضطر نتنياهو في الواقع إلى المضي قدما في مثل هذه الخطة، فلن يعرف من أين يبدأ، وهذا من المحتمل أن يضعه في موقف سياسي رهيب ليس فقط مع مصر والأردن في وقت واحد، ولكن مع جموع العالم.

 

وقالت: إن التزام القوات بمثل هذه الخطة سيكون أبعد بكثير مما تستعد له إسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إبعاد الإرهابيين والوكلاء على جميع الجبهات الأخرى، ومن شأنه أن يؤدي بالتأكيد إلى احتجاجات حاشدة في الداخل وفي نهاية المطاف يكلف نتنياهو منصبه السياسي. 

 

اقتراح ترامب  يهدد التطبيع مع السعودية 

 

وفيما يتعلق بصفقة القرن، أكدت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، أن مثل هذا الاقتراح يقوض بوضوح أي احتمال للتطبيع مع السعوديين (وليس من المرجح أن يحدث ذلك في أي وقت قريب)، وسيمنحهم ذريعة للانسحاب من أي مداولات ليس فقط مؤقتًا ولكن بشكل دائم. وحتى لو غيروا في مرحلة ما موقفهم من مبادرة السلام العربية، كشرط مسبق للدبلوماسية مع إسرائيل، فمن المؤكد أن هذا لن يحدث إذا تم دفع سيناريو كارثي في وجههم، وكان عليهم أن يتحملوا المسؤولية علنًا عن ذلك.