الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

"الغيرة بتحرق".. القصة الكاملة لتسمم 3 طالبات في الإسكندرية

الأربعاء 27/يناير/2021 - 10:42 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الغيرة وما أدراك ما الغيرة، عندما تلمس القلوب تحرقه وتفتته، وتنطبق تلك العبارة على واقعة مؤلمة حدثت منذ عام وهي تسمم 3 فتيات ووفاة إحداهن، إذ تبين أن 3 تلميذات، احترقن بنار الغيرة، بسبب تفوق زميلتهن عليهن دراسيًا، ولذلك قررن تسميم المجني عليها قبل الامتحانات.

واستمر غموض القضية لأكثر من عام، وتباشر النيابة تحقيقاتها لفك لغز الواقعة، وظن المتهمات أنهن سيفلتن من عملتهن واندفن سرهن، ولكن لا توجد جريمة كاملة، إذ نجح ضباط المباحث الجنائية غرب الإسكندرية في التوصل إلى الحقيقة.

كانت بداية الواقعة في يناير 2020، عندما تلقي قسم شرطة العامرية، بلاغًا بتسمم 4 طالبات بمدرسة أبو بكر الصديق، بعد أداء الامتحان في قرية مصطفى كامل فى النهضة غربي الإسكندرية.

وعلى الفور، تم نقل الطالبات إلى مستشفى العامرية، لتلقي العلاج اللازم، ومنها إلى المستشفى الاميري، وفي النهاية أسفرت الواقعة عن وفاة إحداهن، وتدعى "إسراء كمال" متأثرة بحالة تسمم، وأصيبت زميلتها الأخرى بفشل كلوي، فيما نجت الثالثة.

وكشفت تحقيقات النيابة، أن 6 فتيات تناولن وجبة "جاتوه"، أثناء العودة للمنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، فأصيب 4 منهن بحالة إعياء شديد، وتوفت احداهن في النهاية، وتم تحرير محضر بالواقعة، وبإحالته للنيابة العامة، قررت تشريح جثة المتوفاة، وسؤال المصابات وزميلاتهن.

ولكن لم يكشف تقرير الطب الشرعي عن تشريح جثة المتوفية سبب الوفاة، أو نوع المادة الغريبة التي بأمعاء المتوفية، فقررت استمرار تحريات المباحث حول الواقعة، لبيان ما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء الواقعة من عدمه.

وبتجميع المعلومات تبين وجود تنافس وغيرة بين الفتيات الثلاثة الناجيات وبين المتوفاة، وكذلك إحدى المصابات من ناحية أخرى، بسبب تفوقهن الدراسي.

وباستدعاء إحدى التلميذات والتي كانت مصابة ونجت من الواقعة، وتدعى "شيماء. م. ال"، أقرت بأنها و2 من زميلاتها شعرن بالغيرة من المجني عليهن، بسبب تفوقهن، فقررن تعطيلهن عن دخول الامتحان، حتى لا يكون بالقرية متفوقات غيرهن، فاتفقت مع زميلاتها "دنيا.س.ج"، و"نادية.ن.أ" على دس السم للتلميذات المتفوقات في الطعام.

وقصت الواقعة من البداية وهي أنها قبل الحادث بيوم، توجهت إلى أحد محال الحلويات، وطلبت من صاحبة المحل إحضار 8 قطع "جاتوه"، وكيس من مادة "لانك" شديدة السمية، ثم أخفته داخل 3 قطع "جاتوه" وحددتها بعلامة، وتركت باقي القطع، حتى لا يتم اكتشافها.

وبمجرد استقلال "التروسيكل" أخرجت التلميذة قطع "الجاتوه" وعزمت على زميلاتها بالقطع الخالية من السم، وأعطت الأخريات القطع التي حددتها، ما أدى إلى إصابتهن بالتسمم، مؤكدة إصابتها هي الأخرى، كون القطعة التي تناولتها لامست إحدى القطع المسممة، ولكنها خرجت من المستشفى عقب تلقي العلاج.

وأوضحت التلميذة في التحقيقات أنها لم تكن تعرف أن المادة سوف تؤدي إلى وفاة إحدى زميلاتها، وأن كل ما خطر ببالها، دار حول تعطيل الأخريات عن التفوق عليهن، وأحيل المتهمات الثلاث إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق.