السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
رياضة

"النور مكانه فى القلوب".. القصة الكاملة لأشهر مشجع أهلاوى فى مونديال الأندية

الأربعاء 10/فبراير/2021 - 03:00 م
مشجع أهلاوي كفيف
مشجع أهلاوي كفيف وزوجته

عشق النادى الأهلى فى قلوب جماهير القلعة الحمراء، لا يقف أمامه حائل أو عائق، حيث تردد جماهير المارد الأحمر ومنها "وراك يا أهلي كعب داير زي نسر الأهلي طاير"، "ومهما يحصل ومهما يكون هشجع الأهلي بجنون"، أقوال ترددها الجماهير ولكنها لم تكن أقوال عبثة بل هي أقوال فعلية تتحق من خلال الواقع المعايش.

وخير مثال ودليل المشجع إكرامي أحمد الذي يعانى من إعاقة بصرية، حيث لم تكن الإعاقة التى ارتسمت بجسده حائل لمنعه من مؤازرة النادى الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية المقامة بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط المدرجات وآلاف من جماهير النادس العريق، وفقاً لما ذكرته صحيفة "استاد الدوحة" القطرية".

ولد إكرامي وهو كفيفًا بمحافظة المنوفية وهو بالغ من العمر الآن 31 عامًا، ثم تربى على حب النادى الأهلى وعاصر الجيل الذهبي من بينهم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب ، ويعتبروا من أفضل اللاعبين في تاريخ القارة، ونجح النادي آنذاك فى حصد مجموعة كبيرة من الألقاب، ومن بينها عدد من ألقاب دوري أبطال إفريقيا.

يقيم إكرامى بالعاصمة القطرية "الدوحة" وهو شخص متزوج ولديه طفلين، يعمل مشرفاً للبرامج في مركز قطر الاجتماعى والثقافي للمكفوفين.

الإعاقة البصرية والتى يظن الجميع أنه عائق عن الاستمتاع بكرة القدم، باعتبار حاسة البصر من أهم الركائن التى يعتمد عليها المشجع لتلذذ بلعبة كرة القدم، ولكن إكرامى خير مثل لخير عزيمة، حيث نضج وترعرع على حب كرة القدم والنادى الأهلى، وذلك بمعاونة أحد الأقارب أو الأصدقاء بشرح له مجرى المباريات، حتى تزوج من إيمان والتى تولت الأمر بتصف له أحداث المباريات، وتعتبر هى الملعق الرياضى له.

وكما يُقال "وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة".. ضرب إكرامى وزوجته المثل فى ذلك، حيث ظهر الثنائي فى مدرجات التالتة شمال بجانب جماهير النادى الأهلى فى المباراة التى جمعت المارد الأحمر ونظيره الدحيل القطرى على ستاد المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة، وهى تشرح له مجرى أمور المباراة وهى تظهر عليها علامات الاستمتاع ولم تكل ولا تمل من ذلك، بل تشرح هى الأخرى المباراة بكل شغف وسرور.

وقال إكرامي، وهو يشق طريقه بمساعدة زوجته إلى استاد المدينة التعليمية لحضور مباراة الأهلي أمام الدحيل في بطولة كأس العالم للأندية : "كثيراً من الأشخاص يعبرون عن دهشتهم واستغرابهم؛ كيف لشخص كفيف أن يهتم برياضة كرة القدم دون أن يرى الاستاد واللاعبين".

وتابع: "نعم يمكن لشخص كفيف الاستمتاع بحضور مباراة كرة قدم مثل شخص مبصر على حد سواء، ما لا يعرفه البعض أن للكفيف عالمه الخاص، ولديه مهارة فريدة في تسخير الحواس الأخرى لرسم صورة نابضة بالحياة في مخيلته، ما يجعله قادراً على قضاء وقت ممتع مليء بالحماس والتفاعل مع اللعبة،  ولهذا السبب نجد الكثير من المشجعين من ذوي الإعاقة البصرية متحمسين لرياضة كرة القدم".

وعن زوجته قال: "على الرغم من أن إيمان ليست مشجعة متحسمة لرياضة كرة القدم، إلا أن طبيعة حياتنا اليومية وخصوصية العلاقة التي تجمعني بها كزوج كفيف، جعلتها تدرك جيداً كيف تصف لي أحداث المباراة بدقة تامة وبأسلوب تفاعلي، لتنقل لي صورة واضحة لمجريات المباراة وما يرافقها من أجواء حماسية، فهي تساعدني ببراعة على تصور مشهد متكامل للأحداث في مخيلتي".

وأردف: "حضور المباريات تجربة لا تُضاهى بالنسبة له ويفضلها على متابعة المباريات عبر التلفزيون، وتغمرني مشاعر السعادة بدءاً من اللحظة التي أغادر بها المنزل متجهاً إلى الاستاد، ويتصاعد الحماس أثناء وجودي بين المشجعين الذين أتابع ردود أفعالهم من أصوات وهتافات، سواء كانت مرحبة بقرار الحكم ومجريات المباراة أو معترضة عليها، فهي تساعدني على معرفة ما يدور بالتحديد على أرضية الملعب".

واختتم إكرامى: "بالتأكيد على المشاعر الخاصة التي يكنّها لكرة القدم، والتي يراها رياضة رائعة يكمن تميزها في عنصر المفاجأة الذي كثيراً ما يشكل مصدر سعادة للجماهير، وينبع جمال كرة القدم من أنها خارج التوقعات، فقد تتغير نتيجة المباراة في لحظة، وأعشق هذه الرياضة التي تجمع الملايين تحت مظلتها، وتعزز أواصر العلاقة بين المشجعين من جهة والأندية واللاعبين من جهة أخرى، وتنسج علاقات رائعة بين أفراد المجتمع من خلال التنافس بروح رياضية نزيهة، وهكذا توحدنا الساحرة المستديرة، وما أحوجنا إلى هذه الوحدة، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها عالمنا جراء الجائحة".

وتعتبر هذه المرة الأولى التى يحضر بها إكرامى مباراة للأهلى فى الاستاد، حيث كان يعتمد على سماعها فى المنزل عبر التلفاز وتتولى زوجته مهمة الشرح ، كما تابع الكثير من المباريات ومن بينها منافسات النسخة السابقة من مونديال الأندية التي أقيمت أيضاً في قطر، وكذلك مباريات كأس العالم روسيا 2018.

ومن جانبه، قال خالد السويدي، مدير علاقات الشركاء في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، اهتمام اللجنة العليا على استضافة النسخة الأفضل على الإطلاق في سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة في تاريخ كأس العالم للأندية.
وأردف: "وضعنا نصب أعيننا منذ بداية العمل على استضافة بطولة قطر 2022، الاهتمام بذوي الإعاقة سواء كانت حركية أو ذهنية أو إدراكية، وتسهيل وصولهم إلى مرافق الاستادات، والاستمتاع بحضور المباريات، فنحن نؤمن بحق الجميع في المشاركة في هذه الفعالية العالمية الكبرى للرياضة الأكثر شعبية في العالم، والتي سيتابعها الملايين في كافة أنحاء المعمورة".

وتشاركت اللجنة العليا مع مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، للاهتمام بالمشاركة الفاعلة لذوي الإعاقة البصرية في الحدث الأبرز في العالم، والحرص على توفير التسهيلات اللازمة لإشراكهم في عمليات التحضير لاستضافة المونديال، وحضور منافسات البطولة، حيث يهدف المركز إلى تعزيز الصلة بين الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر في قطر وبين المجتمع، ويرتبط عمل إكرامي في المركز بشكل وثيق مع رياضة كرة القدم، التي يراها جزءاً مهماً في النسيج المجتمعي في قطر.