الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

فرنسا مُطالبة بتطهير الجرائر من نفايات نووية تركتها إبان فترة الإحتلال

الأحد 04/أكتوبر/2020 - 02:07 م
اماكتن مدفون بها
اماكتن مدفون بها نفايات نووية بالحزائر

أطلق باتريس بوفرى، مدير منظمة مرصد التسليح فى فرنسا، مبادرة  دعا فيها الحكومة الفرنسية لتطهير الجرائر من النفايات النووية المدفونة داخل أراضيها" .. وقال "على فرنسا ان تزيل من ما تركته فى الجزائر، أثناء الإحتلال، من بقايا نووية مدفونة فى باطن الارض، فى بداية االستينات ولا أحد يعلم مكان وجودها سواها لأنها تعد من الاسرار العسكرية" .

وأكد مدير مرصد التسليح الفرنسى أنه "عندما أوقفت فرنسا تجاربها النووية سنة 1966، تركت بكل بساطة في عين المكان مجموع النفايات المرتبطة بالسنوات التي قامت خلالها بـ17 تجربة نووية" .. مضيفا أن باريس أبقت على مكان أو أماكن دفن النفايات النووية تحت الأرض والوثائق المتعلقة بها "سرا من الأسرار العسكرية" إلى اليوم. لهذه الاعتبارات، يؤكد باتريس بوفري، لا تتوفر معلومات عن مكان إخفائها في الصحراء الجزائرية.

 ودعا السلطات الفرنسية إلى الكف عن الصمت إزاء هذه القضية والتعاون مع الجزائر لتطهير منطقة هذه التجارب النووية من نفاياتها التي ما زالت أضرارها الخطيرة على البيئة وعلى البشر قائمة إلى اليوم.

وإلى جانب دعوة مدير "مرصد التسلح" من أجل تسوية هذا الملف المعلق منذ أكثر من نصف قرن، دعت أيضا منظمة "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية" التي سبق لها أن وجهت العديد من النداءات بهذا الشأن للسلطات الفرنسية، دون جدوى حتى الآن.

ويعتبر مدير المرصد ومسؤولو "الحملة الدولية" أن معالجة هذه القضية شديدة الأهمية بالنسبة للصحة العامة والبيئة وللعلاقات الجزائرية الفرنسية التي يشوبها بعض التوتر منذ أشهر.

يذكر أن فرنسا أجرت 17 تجربة نووية بين سنتي 1960 و1966 في الصحراء الجزائرية، لا سيما في منطقة رَقَّانْ، وما زالت نفايات هذه التجارب مدفونة في مكان مجهول بالمنطقة، مما يحول دون تنظيفها وتجنيب السكان والبيئة تداعياتها الصحية والإيكولوجية.

وتشير التقارير الى أن باريس قامت بتنظيف وإصلاح ما أفسدته تجاربها النووية في بولينيزيا الفرنسية، الواقعة في المحيط الهادئ، لأنها ما زالت جزءا من فرنسا، وقد ساعد على تحريك هذه القضية وتسويتها هناك التعبئة الاجتماعية البولينيزية الهامة على مدى سنوات في أوساط المجتمع المدني إزاء هذه المسألة، وفي المقابل لم تفعل باريس شيئا في الحالة الجزائرية إلى اليوم، رغم وجود بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تساهم في حل هذه المعضلة، من بينها الـ"إرادة الحقيقية لدى ماكرون"، على حد قول باتريس بوفري، "لتعزيز العلاقات" مع الجزائر وتجاوز الحواجز المرتبطة بالماضي الاستعماري لبلاده و"التقدم" إلى الأمام.