الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الجاسوسة التي أبكت "جولدامائير" وتتصدر صورتها حتي اليوم مبني "الموساد" الإسرائيلي

الإثنين 05/أكتوبر/2020 - 03:21 م
هبة سليم الجاسوسة
هبة سليم الجاسوسة الإسرائلية

مع حلول إنتصارات أكتوبر المجيدة، يتذكر الشعب المصري العديد من قصص الجواسيس الذين سقطوا فى شباك صقور المخابرات المصرية، ومن أشهر قصص هؤلاء الجواسيس، قصة الجاسوسة الشهيرة هبة سليم التى استطاعت تجنيد ضابط بالجيش كان واقع فى غرامها، وحصلت منه على معلومات عسكرية سرية للغاية وبيعها للموساد الإسرائيلى، وتعود هذه القصة الي الاضواء بسبب نشر مواقع وكالات الانباء العالمية ومنها "رويترز" وروسيا اليوم صور جديدة ونادرة للجاسوسة هبة سليم، مع سرد لكيفية نجاح رجال المخابرات المصرية فى الايقاع بها، وصدمة جولدامائير رئيسة وزراء اسرائيل وقتها بسبب الاعلان عن القبض عليها/ وقيامها بالتوسط لدي الامريكان للضغط على الرئيس الراحل محمد أنور السادات للافراج عنها .



وتشير وكالات الانباء العالمية فى تقريرها الي نجاح المخابرات المصرية فى القبض علي الجاسوسة الاسرائيلية هبة سليم بعد كشف تورطها فى عمليات استخباراتية مع الموساد الاسرائيلي قبيل نصر اكتوبر واستعادة الاراضي المحتلة، وظروف تسليم الجاسوسة هبة لوثائق سرية ومستندات تضر بالامن القومى المصري فى حينها، حيث وصفت هبة سليم بأنها أحد أخطر الجواسيس العرب اللاتي عملن لصالح جهاز "الموساد" الاسرائيلي، لدرجة أن صورتها تتصدر مبنى جهاز المخابرات الاسرائيلي نظرا  لخدماتها التي قدمتها لإسرائيل.

وأصبحت، هبة عبد الرحمن سليم، أشهر جاسوسة لدى جهاز "الموساد" الإسرائيلي، نظرا للخرائط التي قدمتها عن تواجد منصات صواريخ الدفاع الجوي "سام 6"، التي حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفيتي وقتها،حسب ما ذكرت رويترز.



قدمت هبة سليم خرائط واضحة للموساد، بعدما أوقعت بالضابط المصري، فاروق عبد الحميد الفقي، الذي أعدم رميا بالرصاص بعدما كشفته المخابرات المصرية.

ونجحت المخابرات المصرية في كشف العميل وتم القبض عليه بسرية تامة، وخلال التحقيقات اعترف الضابط المصري بفعلته وقال إن خطيبته هبة هي العقل المدبر، وهي صلة الوصل مع الإسرائيليين.

وتمت محاكمه الضابط بسرعة وبسرية تامة وأعدم رميا بالرصاص بدون ضجة، حيث كان الضابط الفقي ضمن الضباط القلائل الذين سيعرفون بموعد الحرب "ساعة الصفر" باعتباره عضوا في "غرفة العمليات".




ووضعت المخابرات المصرية خطة للقبض على هبة سليم. وكان الحل استدراجها للسفر إلى ليبيا، حيث يعمل والدها مدرسا هناك، وتم التنسيق مع السلطات الليبية وأقنعوا والدها بأن ابنته متورطة بخطف طائرة إسرائيلية مع الفلسطينيين وهي مطلوبة لإسرائيل. والحل هو ادعاء الوالد بأنه مريض جدا ويريد رؤية ابنته. وفعلا أدخلوه إلى المستشفى وقام بالاتصال بها عدة مرات وهي في باريس، إلى أن وافقت على المجيء إلى طرابلس. وما أن هبطت من الطائرة حتى وجدت حولها رجال المخابرات المصرية. وساقوها بالقوة إلى طائرة جاثمة في مطار طرابلس متوجهة إلى القاهرة.

حين علمت إسرائيل بالقبض على هبة سليم، قامت بالضغط على الرئيس الراحل أنور السادات، لإطلاق سراحها، لكن السادات كان قد أصدر أمره بالفعل بإعدامها ، بعد عدة أشهر من انتهاء حرب أكتوبر، عندما فتح وزير الخارجية الأمريكي الموضوع مع الرئيس المصري، أعلمه بأنها اعدمت ولا داعي للوساطة.