الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

كومبارس

الأربعاء 12/مايو/2021 - 10:32 م

في ليلة شتوية وقبل منتصف الليل بدقائق معدودة.. وقفت سيارة الأجرة أمام مقهي ( الغندور) بحي شبرا الخيمة بالقاهرة، بعد ان توقف السائق ظل ينظر ويحدق للراكب وهو يضيق في عيناه محاولا التركيز كأنه يشبه عليه، وبالفعل تذكره قبل نزوله مباشرة، ابتسم كأنه وجد كنزا ثم قال للراكب بعد أن أخرج من جيبه ثمن التوصيلة ( حضرتك الفنان سيف البسطويسي صح)، ابتسم له سيف وهز رأسه بالإيجاب ومد له يده بالأجره، رفض سائق السيارة أن يأخذ الأجرة من سيف البسطويسي مؤكد له انه يحبه جدا ويعشق أدواره الكوميديا خصوصا الدور الذي قدمه في المسلسل الكوميدي ( المصيدة، شكره البسطويسي ولكنه أصر على أن يأخذ الاجره، صمم السائق على الرفض وقال له ( والله عيب .. يعني يوم ما عربيتك تعل وحظي الحلو يخليني اوصلك اخد منك فلوس ) ثم أخرج هاتفه والتقط صورة مع البسطويسي وانطلق بسيارته، ابتسم البسطويسي ابتسامة نصفها ساخر على القصة التي اختلقها السائق بخصوص سيارته التي تعطلت .. ونصفها الآخر نابع من الآسى الناتج من اعتقاد السائق انه يملك سيارة من الأساس.

بخطوات بطيئة اتجه البسطويسي لبوابة منزله، الا انه فجأة غير رأيه وقرر ان يجلس على مقهى الغندور قليل، يشرب حجراً من المعسل ينسى به يومه الطويل في استديو الاهرام والذي يصور فيه بعض المسلسلات الخاصة بالموسم الرمضاني المقبل.

جلس البسطويسي على المقهى وطلب الشيشة من سمعة القهوجي الذي نادى بصوته الاجش ( هواا يا فناااان، حجر معسل مخصوص للي مشرفناا).

سرح البسطويسي نع سحبه لاول نفس من الشيشية وكلمة سمعة القهوجي مازال صداها في أذنه، ظل يسئل نفسه كثيرا أنا فنان؟!، ومع توالي الانفاس استعاد جزء من شريط ذكرياته.

درس البسطويسي في المعهد العالي للفنون المسرحية، قبلها كان طالبا في كلية الحقوق لكن حبه للمسرح جعله يوهب نفسه له وينسى محاضراته وأيام امتحاناته حتى رسب في السنة الاولى 3 مرات، بعدها قرر ان يترك الحقوق ويذهب لمعهد الفنون، وكحال السمك عندما يعود مرة أخرى للمياة فيحرك ذعانفه بشد فرحا للعودة لطبيعته وحياته، وجد البسطويسي نفسه في المعهد وأحب مواده وتفرغ للعروض المسرحية حتى أصبح نائب رئيس فريق التمثيل بالفرقة الثالثة بالمعهد، كان دفعته سليم السعدني النجم الشهير الآن، بل كان يشارك سليم بأدوار صغيرة في أعمال مسرحية بطلها سيف البسطويسي، أما الآن فقد لعبت السنوات لعبتها المفضلة في تبديل الادوار وأصبح سليم من أهم ممثلين العصر ويطلب من الانتاج بين حين وآخر ان يسند دورا مشاهده محدودة لصديق الدراسة سيف البسطوسي.

انتهى البسطويسي من حجر المعسل وترك لي الشيشة واضعا تحته الحساب ثم قام متجها لمنزله وهو يقول لنفسه  (يارتني كملت في الحقوق واشتغلت محامي زي ما ابويا الله يرحمه ما كان بيقولي).

يردد البسطويسي هذه الكلمة بينه وبين نفسه كثيرا .. لكنه يعلم جيدا ان الزمان ان عاد به سيختار الفن مرة أخرى، مجرد جملة يرثي بها حاله، يشارك السطويسي في أكثر من عمل في العام الواحد، لكنها كلها أدوار صغيرة لا تليق مع حجم موهبته، أحياناً يتعرف عليه العامة في الشارع ويطلب منه أحدهم التصوير ويندهشون انه يشمي على قدميه دون سيارة أو يركب معهم مواصلات عامة، يندهش جيرانه لأنه إلى الآن لا يملك سيارة، يعتقدون أنه يخاف من الحسد، لكن الحقيقة أنه يحصل على أجره بالقطعة،  يحاسبه الانتاج على عدد المشاهد التي تسند اليه في العمل ولا يملك عقداً مع المنتج، فالعقد لنجوم الصف الأول، أحياناً يقبل مشاهد وأدوراً غير مقتنع بها ولكنه يحتاج لأجرها، لديه أبناء ولا يريد أن يشعرهم بمعناته، يريد أن تظل صورته الذهنية كما هي لدى أبنائه، الفنان الموهوب صديق المشاهير حتى ولو مازال يسكن في شبرا، فهو يعشق هذا الحي ولايريد مفارقته، بالتأكيد هذا سبب غير حقيقي، هو لا يملك حتى أن يدفع مقدم شقة في منطقة سكنية جديدة، كل أمواله تذهب لتعليم أولاده وملابسهم وشكلهم الاجتماعي. 

يشعر البسطويسي بالتهميش من المنتجين، لماذا لا يأخذ فرصته ؟ أو بمعنى أدق لماذا لا يأخذ الفرصة التي يستحقها، ذات مرة طلب من أحد المؤلفين الشباب الذين نجح لهم أكثر من عمل في السنوات الأخيرة التوسط لدى منتج كبير لانتاج فيلم كوميدي بطولته، تحمس المؤلف جدا للبسطويسي نظرا لإيمانه بحجم موهبته وانه أحق من كثيرين يحصلون على الملاين، وعندما عرض الأمر على المنتج رد عليه ( مايشلش فيلم لوحده .. الناس مش هتدخل السينما عشان تتفرج على البسطويسي .. خليه في المشاهد بتاعته اللي بتجيب صريخ ضحك احسن واضمن). 

يميل المنتج دائما للمضمون، أحيانا يعذرهم البسطويسي لانهم يدفعون اموالا طائلة وينتظرون عودتها بالمكاسب لتظل عجلة الانتاج دائرة، وأحيانا يلعنهم لانهم بذلك يحكمون بالموت على العديد من المواهب الحقيقية التي تتمنى فرصة حقيقية ،وكما ان هناك نوع من المنتجين يعشق النجوم فقط، هناك منتجين تعشق النساء الجميلة فقط، وهو ليس نجماً ولا يملك ما تملكه النساء!.

تعامل البسطويسي مع هذا الوضع على أنه  أمراً واقعاً لابد أن يرضى به، يرشحه أحياناً المنتجين لسند أفلام ليس لها أي قيمة، عبارة عن عدد من الرقصات وبعض الأغنيات الشعبية فقط، يتذكر مرة كلام المنتج الشهير صاحب أفلام المقاولات عندما قال له  " الرقص دا هو اللي بيأكلنا عيش، لولا الوسط دا كان زماني واقف في محل العطارة بتاع ابويا وانت بتسرح بفل في الإشارات " ثم ضحك بصوته الأجش واصطنع البسطويسي الضحك لعله يعطيه دوراً أكبر في الفيلم الجديد أو يمضي عقدا. 

بعد محاولات عديدة وهزائم من الدنيا لا تعد أصبح البسطويسي يتعامل بمبدأ ( مشي أمورك) خصوصا وأن إبداء وجهة نظره في العديد من الأمور تسببت له في الكثير من المتاعب، لا ينسى عندما قررت نجمة الكوميديا الشهيرة نيرمين عبد الخالق حذف مشهد له من فيلمها لأن الإفيه الذي ارتجله كان مضحكا جداًّ لدرجة أنها أوقفت التصوير وصرخت بغضب ( لو سمحت يا استاذ التزم بالورق)، وعندما تسرب الخبر للجرائد بررت ذلك بانها لا تفضل مدرسة الارتجال وترى ان الكوميديا يجب أن تكون مكتوبة جيدا، ولكن الحقيقة التي يعلمها المخرج والمؤلف وكل الحاضرية وقبلهم هي نفسها انها تخشى ان يسرق البسطويسي منها الكاميرا، وهو مصطلح دارج بين العاملين في هذه المهنة معناه الظهور بشكل افضل من الزميل الممثل الموجود في نفس المشهد، من وقتها والبسطويسي يرفع شعار ( كُل عيش).

قبل أيام معدودة من رمضان انتهى البسطويسي من تصوير دوره في مسلسل جديد بطولة النجم الشاب ( أحمد رضوان)، من المقرر أن يصور في آخر يوم مشهدين فقط ولكن مشهد منهم نهار والآخر ليل، انتهى من المشهد الأول وظل يفكر في طريقة يضيع بها الوقت المتبقي حتى يصور مشهده الأخير.
 
فكر طويلا وفي النهاية ذهب مع أحد زملاء المهنة لمحل السمك المقابل للاستديو، طلب ربع كيلو سمك جزل و جلس على المقهى المجاورة للاستديو، أثناء تناولهما للطعام والتفاف قطط الشارع حولهما قرر زميله ان يسلي القعدة بدردشة مسلية التي تؤدي للاشيء كما نفعل جميعا على المقاهي، قال له ( يا اخي البريك النهاردة ماكنش قد كدة .. الفراخ كانت متلجة والرز بايت)، يكتفي البسطويسي بالسماع فقط وهو يأكل كأنه صوت راديو يسليه بجانبه، بلع صاحبه لقمة محملة بقطعة سمك والكثير من الطحينة وقال له (غريبة يا اخي الواد احمد رضوان دا مكسر الدنيا اليومين دول فجاءة كدة، ليجيبه لاول مرة البسطويسي ( شاطر وتعب كتير)، يلتقط بعدها صاحبه لقمة اخرى ويقطع حتى من جزل السمك الذي امامه ويغرقها بالطحينة ثم يبلعها دون مضغ ويقول له (  طب مانت تعبت كتير، ليه موصلتش؟)، ترك بسطويسي اللقمة التي في يديه ونظر له لثواني كأنه يستمع قواه بعد ان انهكته الحقيقة المؤلمة التي تحملها الجملة ثم قال لصاحبه (الكار بتاعنا دا عامل زي الدنيا بالظبط، ممكن تفضل تشتغل طول عمرك بس تعيش وتموت فقير ، وممكن وانت ماشي تلاقي شنطة مليانة فلوس تخليك غني في ضربة واحدة).

انتهى يومه وعقله مازال يفكر في سؤال زميله، لماذا أنا هنا وهؤلاء في مكانهم ؟ من يستحق الأفضل ؟ لماذا أنا مهمش على الرغم من موهبتي الكبيرة ؟ أحصل على ملاليم ويحصلون هم على الملايين، هل كل الموضوع حظ فعلاً أم أنني مقصر في حق نفسي ؟، كلها أسئلة دارت في عقل البسطويسي.

بدأ صباح اليوم التالي برنة تليفونه، ينتظر دائماً رقم حمادة الريجسير يظهر على شاشته ليبشره بعمل جديد يشارك به وبالتالي أجر جديد يزيل ولو قليلاً من الأعباء المادية التي يعاني منها 
 - ايوة يا استاذ بسطويسي 
- ايوة يا حمادة 
- معاك دور راجل عجوز أعمى في مسلسل " لحظات فارقة " مع النجم سليم السعدني 
- ماشي يا حمادة، مين هيحاسبني 
- زي كل مرة يا أستاذ .. المنتج في آخر اليوم هيشوفك 
- ماشي، ساعة وهبقى في الاستديو عشان اقرا الورق 
- ماشي يا استاذ 

ذهب بسطويسي لأستديو الأهرام حتى يحصل على تفاصيل دوره الصغير في مسلسل زميل الدفعة الذي أصبح نجماً كبيراً، دوره مكون من مشهدين، يقوم بدور رجل أعمى يستقبل عريساً لابنته في في مشهد كوميدي، لم يعجبه النص المكتوب كعادته، يشعر بأن الشخصية بها مواطن ضحك أكثر، لأول مرة يعاود فكرة الارتجال و التعديل دون أن يخشى من المخرج أو المنتج أو نجم العمل، لأول مرة منذ فترات بعيدة ينسى مبدأ ( كل عيش) ويقرر ان يفعل ما يحب.

قدم الدور أمام الكاميرا كما شعر به، لحسن حظه أن المخرج لم يُعد المشهد مرة أخرى لضيق الوقت، رمضان على الأبواب والقناة الفضائية تريد أول خمس حلقات وهو ما يصعب مهمة التصوير وإعادة المشاهد والمونتاج خصوصاً أن التصوير بدأ متأخراً جداًّ بسبب ارتباطات سليم السعدني بأعمال أخرى، انتبه مساعد المخرج ولفت نظر المخرج الذي قال له دون اهتمام " مسلسل تلاتين حلقة مين هياخد باله من المشهد دا أصلا ".

انتهى البسطويسي من تصوير مشاهده وذهب لكرفان الخاص بسليم السعدني ليراه ويسلم عليه فهو مهما كان زميل دفعة، استقبله السعدني استقبال حميم جدا وضايفه عنده في الكرفان، نمت فكرة في ذهن البسطويسي من باب العشم والصداقة الطويلة وقال لسليم ( سليم انا عاوز منك طلب)، رحب سليم جدا وسئله عن طلبه، ترجاه البسطويسي بطريقة مغلفة بالكرامة بإن يطلب من المنتج ان يبرم له عقدا على مشاهده بدلا من التعامل بالقطعة، مجرد ورقة عقد يشعر بها انه ممثل كبير وقدم للمهنة الكثيرة، ضحك سليم وقال له ساخرا ( يا راجل عقد ايه بس .. هيخصموا منك ضرايب وحاجات تانية كتير .. اقولك حاجة احسن .. انا هكلمك المنتج يزود تمن المشهد الواحد ليك الفين جنيه)، وكأن كلماته كانت سكينا طعن به البسطويسي في صدره.

خرج من عنده وهويلعن اللحظة التي قرر فيها ان يدخل له الكرفان، قد يكون السعدني سليم النية ويحاول فعلا ان يساعده لكنه ذبحه دون ان يقصد، ولم ينتظر حتى للفركشة وانتهاء اليوم للحصول على اجر مشاهده وترك الاستديو ورحل.

مر من رمضان خمسة أيام، يمر سريعا هذا الشهر، يشاهد يوميا البسطويسي الاعمال المشارك بها سواء على المقهى او مع اسرته، لكنه قرر اليوم مشاهدة حلقة مسلسل ( لحظات فارقة ) على المقهى لانه الحلقة الخامسة وهي الحلقة التي يظهر فيها بالمشهد الذي ارتجله وهو يحب ان يراقب عيون من حوله وهي تشاهده، يحب البسطويسي الكاميرا لدرجة الجنون .. لكنها أحبت غيره أكثر.

بدأت الحلقة فعلاً وظهر المشهد وانتهت الحلقة وانتهى اليوم ، وبعدها صعد لمنزله وتناول  وجبة السحور مع أسرته ثم صلى الفجر وقرر إغلاق تليفونه المحمول قبل نومه، لا يحتاجه إلا للعمل، وفي الشهر الكريم لا يطلب للعمل كثيراً.

في صباح اليوم التالي، استيقظ متأخراً بعض الشيء بعد صلاة العصر ففوجئ  بعشرين رسالة على هاتفه معظمها أرقام قنوات فضائية وجرائد، ماذا حدث؟، قال لنفسه " هو  انا فزت بالأوسكار وانا معرفش ؟! " فجأة سمع جرس تليفونه فقرر الرد 
- ألو الفنان البسطويسي ؟
- ايوة .. مين معايا ؟ 
- حضرتك أنا أحمد زيدان معد في برنامج "أحلى الأوقات" على قناة المدينة وعاوزين حضرتك تعمل معانا مداخلة بالليل 
- اوي اوي .. بس بخصوص ايه 
- هو حضرتك مش متابع ولا ايه؟ المشهد بتاعك في مسلسل لحظات فارقة ترند على السوشيال ميديا وعامل مشاهدات بالملايين.. الناس كلها بتقول ان دا احلى افيه كوميدي في مسلسلات السنة دي
- مشهدي انا؟ 
- طبعا، هكلم حضرتك الساعة 11 بالظبط، سلام 
لم يكن البسطويسي من رواد المواقع الاجتماعية بشكل كبير ،دخل عليه نجله الأكبر وهو يقول مهللاً (يا مشرفناااا) ثم اعطى له الهاتف ليشاهد ردود فعل الجمهور والتعليقات على المشهد.

بعدها تفاجيء برنة هاتفه مرة أخرى، مكالمة من المنتج عاشق النجوم الذي رفض ان يمضي له عقدا واصر على التعامل مع بالقطعة .
 - ياعم بسطويسي، اتنجمت ياعم، عموما الفيلم الجاي معايا ودور كبير، وبعقد كمان
 - ربنا يخليك يا حج .. والله مش عارف اشكرك ازاي 
- لا اشكر الفيسبوك هو اللي خلانا نعرف الناس بتحبك قد ايه.. بكرة الصبح هبعتلك العربون والعقد على البيت تمضي ونبدأ تصوير .. عاوزين نخلص قبل العيد. 

في الحادية عشر تماما اتصل معد البرنامج ليجري مع البسطويسي المداخلة التي ينتظرها دون اي تحضير .. كعادته قرر الارتجال 
 - المذيع: يعني احنا بنقولك مبروك على النجاح اللي انت حققته 
- شكرا، أنا قدمت أدوار كتير زي ما النص ما بيقول، طول الوقت بلتزم باللي مكتوب، كنت بلوم على الناس اللي بتلعب على المضمون وانا طول الوقت كنت ماشي جنب الحيط وبلعب على المضمون، المرة دي وبعد ما قدمت اللي مقتنع بيه مع اني كنت فاقد الأمل حصل كل دا، عرفت ان التهميش سجن انت اللي بتبنيه وتقعد جواه بسكوتك ورضاك باللي بيتقدملك في انتظار تغيير النتيجة واللي عمرها ما هتتغير طالما انت مافضلتش تحاول، ممكن تبقى دور تالت ورابع قدام الكاميرا بس بطل في حياتك، لكن لو فضلت تقبل بحاجات مش عجباك عشان تمشي امورك هتعيش طول عمرك كومبارس".

في اليوم التالي وصل مندوب المنتج الشهير قبل المغرب بساعات، فتح له نجل البسطويسي ورحب به ثم دخل بعدها سريعا لغرفة والده ليزف له البشرى السعيدة، الأمنية التي عاش كثيرا يتمناها، اقترب منه وقال بصوت يملؤه الفرحة ( اصحى يا نجم عقد الفيلم الجديد وووصل) لم يجبه البسطويسي، اقترب نجله منه اكثر لعله مغرقا في النوم، دفعه دفعة خفيفة من كتفه وهو يقول ( اصحى يا بابا .. بابا!)