الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد رفضه تشكيل الحكومة .. سعد الحريرى يتسبب فى انفجار سياسى فى لبنان.. حزب الله يستغل الازمة ويدفع باسم نواف سلام.. ونبيه برى: لا نريد حسان دياب آخر

الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 06:34 م
مصر تايمز

للمرة الثانية، وخلال نفس العام، يظل تشكيل الحكومة اللبنانية،معلقا بادى الفرقاء السياسيين فى البد الذى يعانى الامرين منذ الثورة الجارفة التى اجتاحت البلاد نهاية العام الماضى واستمرت حتى تشكلت حكومة حسان دياب التى استقالت اعقاب انفجار مرفأ لبنان.
مع انفجار مرفأ لبنان، انفجر الوضع السياسى هناك، وعلى اثرها استقالت حكومة دياب، وبدأ الفرقاء فى طرح اسماء لتشكيل حكومة جديدة ومن بين الاسماء المطروحة كان اسم سعد الحريرى.
في الأثناء التي لا تزال  الأجواء الحكومية ملبّدة، إلا إن القصر الجمهوري لم يحدّد موعداً للإستشارات النيابية الملزمة، ووضع بورصة أسماء  لتشكيل حكومة جديدة .
لكن "حزب الله" ما زال يضع "فيتو" على إسم السفير نواف سلام لترؤّس حكومة حيادية. 
في المقابل جاء موقف الرئيس سعد الحريري بإعلان سحب ترشيحه من التداول ليشكّل ضربة جديدة للعهد، فضلاً عن أن موقفَي حزبَي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الإشتراكي" واضحان بعدم إعطاء الغطاء الحكومي للعهد و"حزب الله"، في حين أن العهد يريد أن يعود الحريري مستسلماً وبشروطه وليس بشروط الشعب أو القوى المعارضة، ولم يحصل على مراده.
عندما انشغل الجميع بترشيحه، خرج سعد الحريري عن صمته بإعلان عدم ترشحه لرئاسة الحكومة شاكراً “كل من طرح اسمه”، ما حمل دلالة واضحة على طرح فكره  ترشحه والدخول في مشاورات انتهت الى الفشل. 
البعض يرى ان قرار الحريرى جاء على أساس أنّ الفرنسيين تبنوا طرح اسم نواف سلام المزكى ترشيحه داخلياً من “القوات اللبنانية” و”الإشتراكي”.
 لكنّ طرح سلام اذا حصل سيفتح البلد على معضلة سياسية دستورية وقد يحدث صداماً يجعل من الصعوبة بمكان تأليف حكومة في المدى المنظور.
 تبني ترشيح سلام يفسر أسباب الحملة على “حزب الله” وتحميله مسؤولية كارثة المرفأ، وكيف تم دفع حكومة حسان دياب الى الإستقالة في تكرار للأحداث، شبيه بما سبق وحصل مع حكومة الحريري وما أعقبها من مخطط تبني ترشيح سلام تصدى له “حزب الله”. والسؤال هو كيف سيتعاطى الثنائي الشيعي في حال تبني السنة ترشيح سلام؟
لم يثن قرار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الخروج عن صمته، أطفأ محركاته بانتظار ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ليقول كلمته الفصل، وتكون توضحت الامور على ضوء التشاور المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي. 
لكن بعض المقربين من بري إستبعدوا تغيير موقفه رغم انسحاب الحريري. 
عملياً رمى الحريري بيانه في وجه التكتل المسيحى الذي كان سيمثل اعاقة ميثاقية على ترشيحه، وخرج من دائرة مفرغة تقضي برفض باسيل لترشيحه ورفضه هو تبني ترشيح آخرين.
وبناءً عليه، باشر الثنائي الشيعي اتصالاته مع عون ورئيس “الوطني الحر” للوقوف على حقيقة موقفهما من ترشيح سلام. 
وتجزم مصادر “التيار” انه لن يكون بوارد الدخول في تسميات طالما أن رئيس أكبر كتلة نيابية يقول إنه سيكون له مرشح.
 بالنسبة لـ”التيار” من الطبيعي أن ينتظر ما سيخرج به الحريري ليبني عليه واذا طرح اي اسم مفيد للبلد فسيسير معه حكماً، أما ترشيح سلام فمرفوض اذا لم يقبل به الثنائي الشيعي حكماً.
هو فصل جديد من المناورات، خصوصاً أن بري يرفض تبني ترشيح “حسان دياب آخر”، بالمقابل فإن المشاورات ستسلك مساراً مختلفاً بدءاً من اليوم .
 لبنان  تبحث اليوم عن تشكيل حكومه ترضي جميع الاطراف والاطياف
في ظل تمسّك حركة أمل وحزب الله بالتفاهم مع الحريري على اسم مرشّح لرئاسة الحكومة، أكّدت  ‏التيار الوطني الحر  أن “لا أسماء مرشحين لدينا في الوقت الحالي، لكن خيارنا الأول والأفضلية في ‏التسمية هي لمن يسمّيه سعد الحريري”، 
 ذلك أن الحركة هى من تملك شرعية التمثيل السنّي. وهل يشمل ‏ذلك السفير السابق نواف سلام ام لا 
خصوصا وان الحركه “لا تعارض شخص نواف سلام، لكنها  في الوقت نفسه تريد أن ‏تكون الشخصية التي يسمّيها الحريري عامل جمع لا قسمة، وألا يتسبّب الاسم في مزيد من العرقلة لأن البلد لا ‏يتحمل.
وأن التيار لم يكن ليشارك في حكومة يرأسها الحريري نفسه “لأننا تعتقد أن المرحلة ‏تحتاج الى رئيس حكومة قوي ومهني كما أنه يشترط أن “تلتزم الحكومة المقبلة ومجلس النواب ببرنامج ‏إصلاحات، ولا يهمنا أن نكون ممثلين فيها سواء بشكل مباشر أم غير مباشر. لا نريد مشاكل  في البلد. وبالتأكيد سوف ‏يتصرف معها كما تصرف غيرنا مع الحكومة السابقة والتي قبلها‎”.
هل ستشكَّل حكومة  لبنانيه تلبّي تطلّعات الشعب ولا تشبه سابقاتها؟  
 كانت حكومة  نجيب ميقاتي في عام 2011  تعرف "اللون الواحد " بعد إسقاط حكومة الحريري، ولم تستطع الصمود وشهد لبنان تراجعاً كبيراً وسط اندلاع الأزمة السورية.
جاءت خلفا لها حكومه تمام سلام التي أبصرت النور في العام 2014 وكانت حكومة وحدة وطنية ورفض حزب "القوات" المشاركة فيها، وغطت الفراغ الرئاسي على مدى سنتين ونصف السنة، وشهدت أول ثورة مطلبية لا سياسية بعد أزمة النفايات في صيف 2015.
ثم جاءت حكومة الحريري بعد الإنتخابات الرئاسية في العام 2016 وكانت لكن لم تستطع إنجاز الإصلاحات، وأشرفت على الإنتخابات النيابية التي أفرزت ألاغلبيه الموالية لـ"حزب الله"، لتأتي ومن بعدها  بعد الإنتخابات برئاسة الحريري وكانت أيضاً حكومة بها كل الاطراف اللبنانية وأُسقطت في الشارع بفعل ثورة شعبية
وجاءت اخيرا حكومة  حسان دياب التي أتت تحت عنوان "التكنوقراط" وأثبتت التجارب انها حكومة سياسية مقنّعة ولكنها  لم تستطع الإستمرار وسقطت .