الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الإمارات ومصر.. تاريخ عظيم من العلاقات الاستراتيجية

الأحد 23/مايو/2021 - 06:20 م

"ان نهضة مصر نهضة للعرب .." مقولة خالدة للمغفور له الشيخ زايد رحمه الله تلخص ما لمصر من خصوصية،  كما وأنها تلخص عمق العلاقات بين مصر والإمارات، وكيف إنها ليست وليدة اللحظة ولكنها تضرب عميقا بجذورها حتى قال الشيخ زايد "أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".

هذه القواعد الراسخة هي البوصلة والأساس المتين الذي تسير عليه العلاقات راهناً؛ فالرؤية الثاقبة لقادة البلديين الكبيرين جعلت من هذه العلاقة فريدة في نوعها كونها نموذجاً متماسكاً تاريخياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً. 

وتزداد هذه العلاقة رسوخاً مع الوقت رغم التحديات والصعاب التي تشهدها المنطقة، وقد شهدت هذه العلاقة نمواً كبيراً وازدهاراً حتى غدت علامة فارقة في التميز والبعد الإستراتيجي، إن المصير العربي المشترك جعل من هذه العلاقة الأزلية أكثر سمواً ومتانة في مواجهة التحديات الاقليمية بعزم الأخوة والألفة والمحبة ما بين الشعبيين.

إن التغيرات العالمية والأحداث الإقليمية المتسارعة التي شهدناها لدليل قطعي على أن مصر عمق تاريخي للإمارات؛ بل عضيد مساند وحصن حصين .

نتذكر مع بدايات قيام إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما ساهم أبناء أرض الكنانة من خلال أبنائها وبناتها في التنمية التي شهدتها الدولة في شتى المجالات وخاصة التعليم والذي ساهم في بناء شخصية إماراتية متسامحة طموحة محبة للخير والبناء ومتمكنة من علومها وأدبياتها، وما زال أبناء مصر يساهمون بعلمهم وفكرهم النير مع أبناء الإمارات في التطور المتسارع الذي نشهده. 

ونجحت الإمارات في أن تكون نموذجاً في التميز الحكومي وهي التجربة التي يمكن أن تفيد منها مصر من خلال نموذج عربي ريادي في العمل الحكومي.. إن سقف التعاون الإماراتي المصري لا طموح له ويتخطى اللامستحيل فوشائج وأواصر العلاقات تتطلب النظر إلى هذا التعاون بنظرة استشرافية نحو أفق مستقبلية مليئة بالتفاؤل و بمزيد من الإنجازات العظيمة، فالعلاقات الإمارتية المصرية تشهد تقدماً ملحوظاً بفضل دعم القيادة الرشيدة للبلدين.

فقد شهدت العلاقات المصرية الإماراتية وعياً وفهماً استراتيجياً لتحديات المنطقة من خلال التعاون المحنك والمشترك بين البلدين في سياسات متزنة ومواقف متكاملة و متسقة تساهم في تعزيز الأمن العربي الاقليمي وتدعم الرخاء والرفاهية واستدامة التنمية في البلدين، إن الرؤية الواحدة بين البلدين والداعية إلى نشر السلام وقيم التسامح بين الشعوب ساهمت في إرساء علاقات متجذرة منذ قيام الإتحاد وازدادت حتى وصلت إلى مرحلة أكثر نضوجاً تشمل التنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، جيلا بعد جيل تظل العلاقات الاماراتية المصرية قوية وشامخة كالطود العظيم .