أسرة أحمد كمال باشا تسلم معجم "اللغة المصرية القديمة" لمكتبة الإسكندرية
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 12:12 م
تسلمت مكتبة الإسكندرية إهداء معجم "اللغة المصرية القديمة"، وذلك من المهندس عبد الحميد كمال زكريا، حفيد المرحوم العلامة أحمد باشا كمال، مؤسس المدرسة المصرية الوطنية فى علم المصريات، والذى يعد شيخ الآثاريين المصريين وذلك إيمانًا بدور مكتبة الإسكندرية فى الحفاظ على التراث الأثرى والثقافى لمصر عبر العصور المختلفة، وصونه وإتاحته للباحثين والجمهور على حد سواء.
وتحرص مكتبة الإسكندرية على اقتناء الإهداءات القيمة من كبار الكُتاب، والمفكرين، والشخصيات السياسية، والعلمية، انطلاقًا من الإيمان برسالتها التى تسعى لأن تكون مركزًا للتميز فى إنتاج ونشر المعرفة.
ويولى الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، اهتمامًا كبيرًا باستقبال الكثير من الإهداءات القيمة والنادرة، والتى لا تقدر بثمن بهدف حفظها، ومن ثمَّ إتاحتها للجمهور والباحثين.
ويعد أحمد باشا كمال أول المصريين إنجازًا لقاموس ضخم للغة المصرية القديمة "أكثر من عشرين جزءًا"، اتبع فيه منهجًا علميًّا رصينًا معتمدًا على المقاربة مع اللغة العربية، واضعًا فى الحسبان قواعد الإبدالين الصوتى والمكاني. وقد قام أحمد باشا كمال بإدراج الكلمة باللغة المصرية القديمة بالخطوط الأربعة (الهيروغليفية والهيراطقية، والديموطيقية، والقبطية) وما يقابلها باللغة العربية، مع شرح الكلمة باللغة الفرنسية موضحًا المقاربة بين اللغتين المصرية القديمة والعربية.
ورحبت العائلة بإهداء هذا المعجم الفريد من نوعه والقيم للمكتبة ثقةً منها فى مكتبة الإسكندرية لتقدير مكانة هذا العالم المصرى الفذ، وتقديرًا لتضحياته ليكون للمصريين التحكم والسيطرة على كنوز أجدادهم القدماء، بعدما باءت محاولاته بالفشل لنشر هذا القاموس قبل وفاته، ويأتي ذلك انطلاقًا من إيمان عائلة أحمد باشا كمال بدور مكتبة الإسكندرية فى الحفاظ على التراث وصونه وإتاحته للجمهور، بالإضافة إلى سعى الأسرة إلى تخليد وحفظ ذكرى أحمد باشا كمال وفاءًا لما أفنى حياته فى كشف أسرار وعظمة لغاء المصريين القدماء.
وفي السياق ذاته، قامت مكتبة الإسكندرية ممثلة فى كل من قطاع التواصل الثقافى، وقطاع البحث الأكاديمى بوضع خطة عمل تقوم على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من ترميم وصيانة المعجم بالأساليب الحديثة، ومن ثمَّ حفظه فى مكتبة الكتب النادرة بالمكتبة، وعرض بعض الأجزاء للجمهور، فضلًا عن رقمنة المعجم لسهولة الاطلاع عليه من قبل أكبر عدد من المستخدمين لزيادة الاستفادة منه.
كما سيتولى مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمى التحقيق العلمى للمعجم وإعادة نشره، ومن ثمّ التواصل مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتوسيع دائرة المستفيدين والتعريف بجهود أحمد باشا كمال فى إخراج هذا القاموس الفريد.