معلومات لا تعرفها عن قصة تأسيس كأس أمم أوروبا
السبت 05/يونيو/2021 - 04:43 م
فيما سبقتها إلى الظهور كل من بطولات كأس الأمم في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، حققت بطولة كأس الأمم الأوروبية نجاحاً فائقا تجاوز نظيرتها في كل من القارات الثلاثة حتى أصبحت البطولة الكروية الأبرز للمنتخبات بعد بطولات كأس العالم، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
على غرار الدورات الأولمبية الحديثة وبطولات كأس العالم، كانت بطولات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم فكرة فرنسية من بنات أفكار الفرنسي هنري ديلانوي، ولكن على عكس الدورات الأولمبية الحديثة التي شاهد مؤسسها بيير دي كوبيرتان وبطولات كأس العالم التي شاهد مؤسسها جول ريميه خروجها إلى حيز التنفيذ، لم يشاهد ديلانوي بداية انطلاق مسابقة كأس الأمم الأوروبية في عام 1958 والتي اقترح فكرتها في أواخر العشرينيات من القرن العشرين.
وتوفي ديلانوي الذي كان أول سكرتير عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في عام 1955، وبعد وفاته بعامين، أعطى "يويفا" أخيراً الضوء الأخضر لانطلاق فعاليات المسابقة والتي أطلق عليها في أول بطولتين عامي 1960 و1964 اسم كأس الأمم الأوروبية، ورغم ذلك، خلدت البطولة اسم ديلانوي حيث حملت كأس البطولة اسم مخترعها.
واشترط "يويفا" وصول عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 16 منتخباً على الأقل ومع وصول بعض الطلبات المتأخرة للمشاركة في البطولة وصل العدد إلى 17 منتخباً من بينها منتخب الاتحاد السوفيتي السابق، الذي تقدم في أدوار البطولة دون عناء بعد التغلب أولاً في دور الـ16 على نظيره المجري 4-1، ثم رفضت إسبانيا تحت حكم الجنرال فرانكو اللعب أمام المنتخب السوفيتي في دور الثمانية ليبلغ الفريق السوفيتي النهائيات دون عناء كبير.
وكان أبرز الغائبين عن البطولة الأولى هم ألمانيا الغربية وإيطاليا ومنتخبات المملكة المتحدة (بريطانيا)، وأقيمت البطولة بنظام المواجهات الفاصلة (خروج المهزوم) في الدورين الأول والثاني (دور الثمانية)، اللذين اشتملا على جولتي ذهاب وإياب على أن تقتصر النهائيات على الدورين قبل النهائي والنهائي، ومنح "يويفا" حق استضافة النهائيات لفرنسا.
وأقيمت أول مباراة في تاريخ البطولة بين منتخب الاتحاد السوفيتي السابق، والذي توج فيما بعد بلقب البطولة ، ومنتخب المجر في 28 سبتمبر 1958، وكان أناتولي إيلين صاحب أول أهداف البطولة وأحرزه بعد أربع دقائق فقط من بداية المباراة ليقود المنتخب السوفيتي للفوز 3-1 على إستاد لوجنيكي في روسيا أمام 100 ألف مشجع.
ووصل المنتخب السوفيتي إلى النهائيات في فرنسا دون خوض دور الثمانية نظراً لعدم خوض منافسه الإسباني لهذه المواجهة لأسباب سياسية، وقضى المنتخب اليوغسلافي على آمال نظيره الفرنسي صاحب الأرض في الفوز بلقب البطولة الأولى عندما تغلب عليه 5-4 في مواجهة عصيبة بالعاصمة "باريس".
ونجح المنتخب اليوغسلافي في تحويل تأخره 2-4 أمام المنتخب الفرنسي إلى فوز ثمين 5-4 بفضل ثلاثة أهداف في غضون أربع دقائق سجلها توميسلاف كينز في الدقيقة 75 ودرازين يركوفيتش في الدقيقتين 78 و79، أما المنتخب السوفيتي فشق طريقه بنجاح للمباراة النهائية بفوزه السهل على نظيره التشيكوسلوفاكي 3-0 بمدينة "مارسيليا".
وفي 10 يوليو 1960، أقيمت المباراة النهائية بالعاصمة باريس أمام 18 ألف مشجع فحسب، وتقدم ميلان غاليتش للمنتخب اليوغسلافي في الشوط الأول ولكن الحارس الشاب ليف ياشين تصدى للعديد من الهجمات اليوغسلافية ليحافظ لفريقه على فرصة التعويض ويبقي على الأمل في الفوز بالمباراة.
وبالفعل، سجل سلافا ميتريفيللي هدف التعادل للمنتخب السوفيتي في الدقيقة 49 وأضاف فيكتور بينيديلنيك هدف الفوز في الوقت الإضافي وبالتحديد في الدقيقة 113 من المباراة مستغلاً حالة الإرهاق التي ظهرت على الفريق المنافس، وقال بينيديلنيك على موقع "يويفا": "هناك مباريات وأهداف تكون لها مذاق خاص بالفعل وتمثل نقطة مهمة في مسيرة اللاعب الرياضية، وكانت هذه هي لحظة النجومية في حياتي".