"عملة معدنية ومباراة معادة".. حكاية تتويج إيطاليا بكأس أوروبا 1968
الأحد 06/يونيو/2021 - 10:05 ص
أيام قليلة تفصلنا عن إنطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020"، والتي تأجل إقامتها لمدة عام، بسبب تداعيات إنتشار فيروس كورونا المستجد.
ويستعرض التقرير التالي قصة تتويج منتخب إيطاليا بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1968، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، حيث شهدت النسخة الثالثة من كأس الأمم الأوروبية عام 1968 والتي أقيمت في إيطاليا العديد من التغييرات على نظام البطولة بداية من التصفيات.
وكانت التغييرات بدأت من نظام التصفيات، مروراً بالمنتخبات المشاركة، وصولا إلى البطل إيطاليا، حيث كان التغيير الأول في نظام التصفيات الذي تحول لأول مرة من نظام الذهاب والإياب إلى المجموعات، وباتت هناك 8 منتخبات تتأهل لربع النهائي في التصفيات، عقب اقتناص الصدارة في مرحلة المجموعات، وهي المرحلة التي شارك بها لأول مرة في تاريخ البطولة 31 منتخبا.
ولعب الحظ دوره مع المنتخب الإيطالي في الدور قبل النهائي بعدما انتهت مباراة الفريق أمام نظيره السوفيتي في نابولي بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى عملة معدنية قذفت في الهواء حسمت التأهل للمباراة النهائية لصالح المنتخب الإيطالي صاحب الأرض.
وحرمت العملة المعدنية المنتخب السوفيتي وحارس مرماه الشهير ليف ياشين من حلم الوصول للمباراة النهائية بعدما تأهل لها في أول بطولتين أوروبيتين، وبلغ "الأزوري" النهائي أمام المنتخب اليوغسلافي الذي بلغ المباراة النهائية بعد التغلب في المربع الذهبي على نظيره الإنجليزي الذي توج قبلها بعامين فقط بلقب كأس العالم.
ولكن قواعد المباراة النهائية كانت تختلف عنها في الدور قبل النهائي حيث تعادل المنتخبان الإيطالي واليوغسلافي في المباراة النهائية 1-1 بعد 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي بالعاصمة روما، وبعدها بأربعة أيام، حسم "الأزوري" لقب البطولة لصالحه بهدفين في الشوط الأول سجلهما لويجي ريفا وبييترو أناستاسي.
ومنح هذا الفوز الثقة والسعادة للمنتخب الإيطالي بعد عامين فقط من الصدمة التي تلقاها الفريق بالخروج المبكر من الدور الأول (دور المجموعات) لكأس العالم 1966 بإنجلترا والتي مني فيها الفريق بهزيمة مفاجئة أمام منتخب كوريا الشمالية.
وانضم منتخب ألمانيا الغربية أخيراً إلى المشاركين في البطولة، ولكنه تعرض للخروج المبكر من الدور التمهيدي بعدما تعادل سلبياً مع المنتخب الألباني لتكون المرة الوحيدة في تاريخ الفريق التي يخرج فيها من الأدوار التمهيدية لأي بطولة كبيرة، وتأهل المنتخب اليوغسلافي لدور الثمانية بعدما فاز بصدارة هذه المجموعة على حساب ألمانيا الغربية.
وواصل المنتخب اليوغسلافي انطلاقته الناجحة إلى المباراة النهائية في البطولة بعدما أطاح بالمنتخبين الفرنسي من دور الثمانية والإنجليزي حامل لقب بطولة العالم من الدور قبل النهائي بالتغلب عليه 1-0 حيث سجل دراجان دزاييتش هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 86.
وكان المنتخب الإنجليزي تأهل لدور الثمانية بعدما تصدر المجموعة الثامنة في الدور التمهيدي حيث جمع الفريق بقيادة مديره الفني سير آلف رامسي أكبر عدد من النقاط رغم الهزيمة 2-3 بإستاد ويمبلي، والتعادل 1-1 بإستاد "هامبدن بارك" في إسكتلندا.
وفي دور الثمانية، أطاح المنتخب الإنجليزي بنظيره الإسباني حامل اللقب ولكنه سقط في الدور قبل النهائي أمام يوغسلافيا، وأطاح المنتخب الإيطالي بنظيره البلغاري من دور الثمانية ليلتقي في الدور قبل النهائي مع نظيره السوفيتي الذي تغلب على المنتخب المجري في دور الثمانية.
وشق المنتخب الإيطالي طريقه للمباراة النهائية عن طريق العملة المعدنية لكنه احتاج لمزيد من الحظ في النهائي ليتغلب على نظيره اليوغسلافي ويتوج بلقب البطولة.
وقال دينو زوف حارس مرمى الفريق بعدها بسنوات: "لنكون صادقين، لم نكن نستحق التعادل" في إشارة إلى التعادل في المباراة الأولى مع المنتخب اليوغسلافي حيث سجل فيها أنجيلو دومينجيني هدف التعادل لإيطاليا 1-1 في الدقيقة 80 من ضربة حرة بعدما تقدم دياغيتش ليوغسلافيا في الدقيقة 39 أمام 70 ألف مشجع.
وأعيدت المباراة بعدها بيومين فقط حيث كان فيها المنتخب الإيطالي هو الأفضل بعد التغييرات العديدة التي أجراها مديره الفني فيروتشيو فالكاريجي في صفوف الفريق، وسجل لويجي فييرا وزميله بييترو أناستاسي هدفي إيطاليا في المباراة الثانية أمام 32 ألف مشجع.