ارتفاع أجور الأميركيين بسبب كورونا.. تعرف على التفاصيل
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 05:25 م
شكّل النقص الشديد في العمالة في ظل كوفيد دفعة للأجور في الولايات المتحدة حيث باتت العديد من السلاسل الكبرى تدفع 15 دولارا في الساعة، وهو الحد الأدنى الذي لطالما سعى إليه الديموقراطيون والناشطون المدافعون عن حقوق العامين.
وأدى الوباء إلى ظهور شواغر قياسية، لكنه ترك أيضا ملايين العاطلين عن العمل الذين فضّل بعضهم البقاء في المنزل للعناية بأطفاله.
ويفيد خبراء اقتصاد أن زيادة الأجور لم تؤد إلى تضخّم مقلق حيث أشار ديفيد كوبر خبير الاقتصاد لدى معهد السياسة الاقتصادية، وهو مركز أبحاث تقدّمي في واشنطن، "لأول مرة منذ أواخر تسعينات القرن الماضي، يملك العمال من ذوي الدخل المنخفض قدرة إضافية على الضغط بعض الشيء للمطالبة برفع أجورهم".
وفي مواجهة النشاط المفاجئ في الأعمال التجارية مع إعادة فتح الاقتصاد في الولايات المتحدة، واجهت المطاعم ومتاجر التجزئة وغيرها من الجهات صعوبات في ملء الشواغر وزادت الأجور بل ذهبت أبعد من ذلك فعرضت تقديم مكافآت وغير ذلك من الإغراءات للعمال الجدد.
والأسبوع الماضي، كانت سلسلة "سي في إس" للصيدليات أول مجموعة كبيرة تعلن عن خطط لرفع الحد الأدنى للأجور لديها إلى 15 دولارا في الساعة، لتنضم إلى مجموعة قامت بخطوة مشابهة على غرار "تارغت" و"تشيبوتل" و"أمازون" وغيرها. وستدخل سياسة "سي في إس" الجديدة حيّز التنفيذ في يوليو 2022.
بدورها، أعلنت مجموعة "وولمارت" التي تعد أكبر جهة توظيف خاصة في الولايات المتحدة، في أواخر يوليو أنها ستتخلى عن رسم دولار في اليوم لبرنامج تعليم موظفيها، وترفع الخطوة أجور الموظفين لدى سلسلة المتاجر العملاقة، التي تدفع أقل من منافسها الأصغر بكثير "كوستكو".
وتأتي الخطوة في وقت لا تحقق جهود الرئيس جو بايدن لرفع الحد الأدنى للأجور على المستوى الفدرالي بدرجة كبيرة أي تقدّم في الكونغرس، فمنذ توليه السلطة، سعى بايدن لرفع الأجور بأكثر من الضعف لتصبح 15 دولارا مقارنة بـ7,25 دولارات، وهو مستوى لم يتغيّر منذ 12 عاما.
وقالت روبيلا فاروقي كبيرة خبراء الاقتصاد الأميركي لدى "هاي فريكونسي إكونوميكس"لفرانس برس "تقدّم الأعمال التجارية للديموقراطيين ما لم يتمكنوا من تحقيقه بسبب تداعيات الوباء".
وأضافت "كانت هناك معارضة كبيرة لوضع 15 دولارا حدا أدنى للأجور لكن لا خيار أمام الشركات حاليا سوى الدفع لجذب العمال والمحافظة عليهم".
ولفت مقال نشرته "ذي واشنطن بوست" إلى أن التنافس على العمالة يعني أن معدّل الرواتب بالنسبة للعاملين في متاجر السوبرماركت والمطاعم تجاوز الآن 15 دولارا حيث ذكرت الصحيفة أنه "بالمجمل، يحصل نحو 80 في المئة من العمال في الولايات المتحدة على 15 دولارا في الساعة، مقارنة بستين في المئة عام 2014"، لكنها أضافت بأن 15 دولارا كمعدل للأجور لا يعني أنه الحد الأدنى إذ لا يزال العديد من العمال يحصلون على أقل من ذلك.
ومن المتوقع أن يتواصل اتجاه الضغط لزيادة الأجور لفترة. وتتوقع شركات شملها استطلاع أجرته شركة "ويليز تاورز واتسون" بأن ترفع الأجور بنسبة ثلاثة في المئة عام 2022، مقارنة بـ2,7 في المئة العام الجاري.
لكن خبراء لا يعتقدون بأن الاتجاه سيدوم إلى ما بعد الوباء.
وقال كوبر إن "هياكل الاقتصاد الأميركي التي منعت نمو الأجور.. على مدى عقود لم تتغير. علينا أن نحرص على ألا نستنتج بأن التغيير سيكون طويل الأمد ودائما".
بدوره، أشارغريغوري داكو كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في "أكسفورد إيكونوميكس" إلى أن العديد من الشركات التي ترفع الأجور ستستفيد من الخطوة.
وقال "من يحصل على الزيادة هم الأشخاص من ذوي الدخل الأكثر انخفاضا ويعني ذلك عادة زيادة في الاستهلاك. أي مبلغ إضافي تعطيه الشركات للعمال، ستعوضه على الأرجح عبر زيادة مبيعاتها".
وتتوقع فاروقي أيضا انتهاء فترة رفع الأجور الحالية، مشيرة إلى العدد الكبير من العاطلين عن العمل قائلة : "لا نتوقع تصاعدا للأجور يغذي التضخم. من المستبعد أن يتواصل دفع عجلة الأجور إن كان بإمكان الأعمال التجارية إيجاد عمال بسهولة".
وصدر آخر تحديث بشأن التضخم الأربعاء إذ ارتفع مؤشر سعر المستهلك بنسبة 0,5 في المئة الشهر الماضي، بعد زيادة نسبتها 0,9 في المئة في يونيو، وفق وزارة العمل.
وازدادت الأجور المدفوعة في الساعة بنسبة 0,4 في المئة في يوليو مقارنة يونيو، و4,7 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفق وزارة العمل.