الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"نور عنيهم راح".. أهالي أطفال "حادث الخانكة" لـ"مصر تايمز": ولادنا راحوا المستشفى غرقانين فى دمهم ومش هيرجعوا يشوفوا.. وأهل المتهمين بيعرضوا علينا فلوس عشان نسكت .. وإحدى الضحايا: "نفسي أفتح عيني"

الخميس 12/أغسطس/2021 - 09:09 م
صورة إحدى الضحايا
صورة إحدى الضحايا

واقعة أفجعت كل من سمع بها، بعدما فقد عدد من أطفال قرية "عرب العيايدة" نعمة البصر نهائيًا بسبب رش خرطوش من بندقية شاب مستهتر خلال حفل حنة ولكنهم لم يعلموا أن إضاءة الشارع الملونة احتفالًا بالمناسبة ستكون آخر ما يشاهدونه؛ ليبدأ فصل جديد من حياتهم ولكنه مرسوم بالسواد.

العاشرة من مساء يوم السبت، كان الأطفال يرقصون في حنة معلمتهم ويدندنون بالأغاني في مشهد طفولي، إلا أن خلال لحظات شاء القدر أن يكون الشابين "إسماعيل" و"محمد" بجوارهم في ذات اللحظة ممسكان بـ"بندقية" وتعلق طلقة داخلها ليحاولان إخلاجها بشتى الطرق لكنها بدلًا من أن تُطلق في الهواء، أُطلقت في الأرض لتجد طريقها إلى عيون الـ10 أطفال في الشارع ليتحول خلال بضعة لحظات إلى بركة دم.
 
لحظات مضت على كافة المتواجدين بـ"الحنة" وهم مذهولين وفاغرين أفواههم من هو الصدمة، تبعتها دقائق مليئة بصراخ السيدات وولولتهن بعدما شاهدن 10 أطفال يسقطون على الأرض غارقين في دمائهم؛ ويفجعوا بعد ذهابهم إلى المستشفى وعلمهم بأن 9 من الأطفل لن يعرف النور طريق عيونهم مرة آخرى. 

والتقى "مصر تايمز" بعدد من أهالي الأطفال الذين راحت عيونهم في ذات الحادث ليروون كواليس الواقعة وتفاصيلها. 

- والد أحد الضحايا: "روحت مكان الحادثة ملقيتش فرح لقيت مذبحة"

قال "إسماعيل"، والد الطفل "عدلي"، أحد ضحايا الواقعة، إن نجله كان برفقة زملاءه يحتفلون بحفل "حنة" معلمته في أحد الشوارع الضيقة بمنطقة عرب العيايدة، متابعًا أن شخصين من المتواجدين كانا يحملان "بندقية" وعلقت إحدى الرصاصات داخلها فحاولا إخراجها لتخرج نحو الأرض وترد في عيون 10 أطفال من بينهم نجله.

وتابع والد الضحية، أن أحد زملاء ابنه أخبره بالواقعة قائلًا: "ابنك اتضرب بالنار"، فهرول مسرعًا إلى الشارع فلم يجد فرح بل وجد "مذبحة"، ثم هرع إلى المستشفى التي أسعفوا فيها ابنه ولكنه تلقى اتصالا من والد أحد المتهمين يخبره أنه نجله جُرح في جبهته جرح بسيط وستتم خياطته ويعود إلى منزله، مشيرًا إلى أنه فوجئ بعد ذلك أن الشخص الذي نقل ابنه إلى المستشفى تركه وحيدًا حتى ظن الأطباء أنه "فاقد للأهلية" ومجهول حتى تعرف عليه صديقه من خلال صور على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ملابسه.

وأشار "إسماعيل"، إلى أنه صعق عندما شاهد ابنه وهو غارق في دمائه بالمستشفى ورش الخرطوش منتشر في كافة أنحاء وجهة، متابعًا أنه تلقى الصدمة الثانية بعدما أخبره الطبيب أنه ستتم إجراء عملية إزالة لكلتا عينيه بسبب انفجار في القرنيتين اليمنى واليسرى، موضحًا أن ابنه مصاب بتهتك في الذراع نزيف بالمخ وعدة إصابات آخرى بسبب ذات الواقعة.

وأكد والد الضحية أن 9 فتيات من أطفال المنطقة أصيبن في ذات الحادث وأغلبهن سوف يتم إجراء عملية استئصال عين لهن بسبب دخول رش الخرطوش داخل محجر العين، وقال: "الأطفال كلها عيونهم باظت ومش هيرجعوا يشوفوا تاني.. وابني الوحيد دراعه كله متهتك ومتبهدل.. هيعيش حياته ازاي  بعد كدة؟.

- عمة أحد الضحايا: "كل اللي احنا طالبينه إنهم يتحاسبوا.. مينفعش يموتوا عيالنا ونسيبهم".

وقالت سيدة تدعى إيمان عبد المنعم، أن نجل شقيقها أصيب خلال ذات الحادث وفقد عينيه نهائيًا إضافة إلى كسور في الجمجمة ونزيف بالمخ وإصابات آخرى في يده، متابعةً أن الطفل يرقد في المستشفي منذ ذاك الحين وحالته حرجة.

وتابعت "إيمان"، أن أهل المتهمان عرضا عليهما الصلح ولكنهم رفضوا نهائيا وطالبوا بمعاقبتهم جراء فعلتهم المروعة، وقالت: "كل اللي احنا طالبينه إنهم يتحاسبوا.. مينفعش يموتوا عيالنا ويعملولهم عاهة مستديمة ونسيبهم".

- والد إحدى الضحايا: "أهل المتهمين عرضوا علينا فلوس وبيحاولوا يخلونا نتصالح في عيون ولادنا"

"نور عين بنتي راح.. ومش هتعرف تعيش حياتها وهي كدة".. بهذه الكلمات بدأ "إبراهيم" يروي مأساة ابنته "هنا" التي أصبحت حديث الساعة لأهالي الخانكة، بعدما أطلق شابين "خرطوش" نحوهم وتسببا في إصابتهم بعاهة مستديمة وفقدان بصرهم.

وقال "إبراهيم"، إن الواقعة بدأت مساء يوم السبت خلال حضور ابنته وعدة أطفال "حنة" فى حي الفراحنة بمنطقة عرب العيايدة فى الخانكة، موضحًا أن شابين يدعيان "اسماعيل.س" و"محمد.ا"، من الحاضرين أمسكا بفرد خرطوش لإطلاق عدة أعيرة في الهواء لكن علقت طلقة داخل الفرد وحاولا إخراجها وفجأة أطلقا طلقات الخرطوش في وجه الأطفال وفرا هاربين حتى نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على أحدهم.

وأكد والد الطفلة، أن ابنته وابنه أصيبا و آخرين في ذات الحادث وأغلبهم فقدوا عيونهم وفي حالة حرجة بسبب رعونة وإهمال المتهمين، متابعًا أن أحد الأطفال مصاب بنزيف في المخ وتم بتر ذراعه بسبب إصابته وفي حالة حرجة جدا وقال: "أبو الولد بيتمنى أنه يموت وميشوفش ابنه في الحالة دي قصاده".

وتابع والد الضحية، أن ابنته تعاني من انفجار في العين اليسرى واشتباه في العين اليمنى بخلاف سوء حالتها النفسية بعدما فقدت عينها، مشيرًا إلى أنها ما زالت حتى الآن محجوزة بالمستشفى بسبب إصاباتها البالغة.
 
واختتم والد الطفلة كلامه قائلًا: "أهل الولدين حاولوا يقعدوا معانا ويعرضوا الصلح.. بيحاولوا يخلونا نتصالح في نور عينين ولادنا.. إحنا مش عاوزين غير إن ولادنا يعيشوا طبيعيين زي باقي الأطفال اللي في سنهم".

- طفلة من ضحايا الواقعة: "نفسي أفتح تاني"

بصوت مبحوح وكلمات بسيطة وبريئة، عبرت فتاة من إحدى ضحايا الواقعة عن حزنها الشديد بعدما فقدت كلتا عينيها في الحادث، وقالت: "أنا نفسي أفتح عيني تاني.. عاوزة أرجع أشوف أبويا وأمي وإخواتي وصحابي وألعب معاهم"



صورة المتهمين 


صورة أحد المتهمين 


صورة إحدى الضحايا 


صورة أحد الضحايا 


صورة إحدى الضحايا 


صورة إحدى الضحايا