الأعلى للثقافة يناقش قضايا الفن والحريات الدينية من المنظور الإجتماعى
أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان "الفنون والحريات الدينية.. السينما والمسرح" نظمتها لجنتا السينما والمسرح، وأدارها الدكتور محمود نسيم، وشارك فيها الدكتور سيد إمام والنقد الفنى طارق الشناوي، وقد طبقت الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار جائحة كورونا.
وقال الدكتور محمود نسيم،
أستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون حديثه حول الفنون والحريات الدينية، مشيرًا
إلى أهمية هذا الموضوع، وينطلق ذلك من أهمية مسألة الحريات الفردية والجماعية،
سواء كانت من الناحية الدينية أو السياسية أو الفنية، وذلك بشكل خاص فى واقعنا
المصري، وكذلك الشأن العربى بشكل عام.
وقال الدكتور سيد إمام إن
كلمة دور لها معناها المهم ووظيفتها الحيوية، وأن مدخل هذه الكلمة يعنى دفعًا
وإثراءً سواء فى المسرح أو فى الفنون بشكل عام، وينتمى أصل هذه الكلمة إلى الدور
الاجتماعى أو الشخصية التمثيلية، وكل من لديه فكرة من الممثلين والفنانين يختلف عن
الآخر بطبيعة الحال، فمنهم الأيديولوجى ومنهم الليبرالى ومنهم العلماني، ولكنهم فى
النهاية يجتمعون ويقفون على خشبة مسرح واحدة متعاونين لتأدية دور ليس عليه
بالضرورة أن يتوافق مع ما تحمله تلك الشخصية أو الدور من توجهاته ومعتقداته
الشخصية كفنان.
وأكد الناقد الفنى طارق
الشناوى أن الجينات المصرية ليست عنصرين، ولكنها عنصر واحد فقط وتظل واحدًا، وأن
الأفلام التى تتناول قضايا مهمة بها جزء كبير من الحساسية، طبعًا لأنها مؤثرة فى
الشارع المصري، وهذا أيضًا بسبب الغياب الطويل لتلك الشخصية عن الدراما، فمثلًا
تناول الكاتب دائمًا ما يظهر الشخصية القبطية مثالية وملتزمة والنظر إليها دائمًا
من وجهة نظر واحدة، ولا أحد ينكر ذلك إطلاقًا، ولكنه فى الحقيقة إنسان يخطئ
أحيانًا، ويصيب أحيانًا، ملتزم فى صلاته أحيانًا وأحيانًا مقصر .
واستشهد الشناوى بفيلم
"بحب السيما"، وبعده أفلام أخرى، وأن الحرية لا تعنى الإباحية إطلاقًا،
وأن الإتقان والارتقاء بالفن يهزمان الفكر المتطرف بتقديم محتوى جيد لأنه يعتبر من
القوة الناعمة التى يمكن للدولة الاستفادة منها فى حربها ضد الإرهاب، والتعامل مع
هذا الإرهاب على اعتبار أنه فكرة، ولا بد أيضًا من مواجهته بفكرة مقابلة وفن حقيقى
يهذب المشاعر، ويضع تلك الفكرة فى إطارها الصحيح، ومصر من أكثر الدول التى تستخدم
الفن فى مواجهة التطرف، وأن المجتمع يعانى فى الحقيقة كثيرًا من الإرهاب والتطرف،
ولا بد أن ينشر الفن والجمال، ولكن لا ينعزل عن أوضاع المجتمع بشكل عام ومشكلاته
وحالته الأخلاقية.
كما يرى أيضًا أن تراجع
الذوق العام قد ينعكس بشكل سلبى على مستوى الإبداع نفسه، وأكد أنه لا بد من تناول
القضايا من المنظور الأسرى الاجتماعى سواء القبطى منها أو الإسلامي، وألا يتناول
قضايا دينية فقط، ولكن يتناولها من شكلها الاجتماعى الأسرى الذى يعتبر كاشفًا
جدًّا للحريات، وليس طرح الإشكالية مباشرة مع الأديان.