رئيس الوزراء الياباني يتنحى عن منصبه بعد عام واحد في السلطة

فجر يوشيهيدي سوجا رئيس الوزراء الياباني مفاجأة اليوم الجمعة بإعلانه أنه لن يترشح لرئاسة حزبه في الانتخابات الداخلية للحزب المقرر إجراؤها أواخر سبتمبر، وبالتالي سيعاد خلط أوراق السلطة بشكل كامل في اليابان، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وصرح سوجا للصحفيين بعد لقاء مع قادة الحزب: "أريد أن أركز على الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، لن أترشح لانتخابات (انتخابات رئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يرأسه حاليا)"، مضيفا: "أدركت أنني لا أستطيع القيام بالأمرين معا.

ومن المقرر أن يقود الفائز في الانتخابات الداخلية الحزب إلى الانتخابات التشريعية المقررة خلال الخريف، ولأن الحزب الليبرالي الديموقراطي وهو حزب يميني قومي يهيمن إلى حد كبير على الحياة السياسية اليابانية، يكاد يكون مضمونا أن يصبح زعيمه رئيسا للوزراء.

وكان سوجا (72 عاما) يعتبر حتى الآن المرشح الأوفر حظا لهذه الانتخابات الداخلية لتعيين المرشح الذي سيقود الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف، رغم تراجع شعبية حكومته إلى مستوى قياسي في استطلاعات الرأي، ولم تكن حكومته تحظى في نهاية أغسطس سوى بـ26% من التأييد وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة ماينيشي، وهو مستوى متدن إلى حد قياسي،  وأشارت استطلاعات أجريت أخيرا إلى أن نسبة تأييد له بالكاد تتخطى 30%.

ويرجع السبب وراء هذا التراجع بسبب إدارته لأزمة الوباء الذي يواصل تفشيه في اليابان، وإصراره على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في طوكيو هذا الصيف أيا كان الثمن رغم معارضة غالبية شعب الياباني.

من جهته اعتبر كوري والاس المحاضر في جامعة كاناغاوا (جنوب غرب طوكيو) المتخصص في السياسة اليابانية والعلاقات الدولية، أن سوجا: "لم يعط أبدا انطباعا فعليا عن كفاءته أو أظهر تعاطفا" تجاه الناس خلال الأزمة الصحية.

ورحبت بورصة طوكيو بقرار سوجا إذ ارتفع مؤشر نيكاي بأكثر من 2 % الجمعة بحيث يأمل المستثمرون خصوصا بخطة إنعاش جديدة من الحكومة المقبلة.

وأعلن فوميو كيشيدا (64 عاما)، وهو وزير خارجية سابق ترشحه لانتخابات رئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي في وقت سابق، ويرى البع1ضا أنه قد يكون الأوفر حظا، كما أكدت وزيرتان سابقتان هما ساني تاكايشي وسيكو نودا عزمهما الترشح، في حين لا يزال وزير الدفاع السابق شيغيرو إيشيبا مترددا، وفق وسائل إعلام محلية.

ووصل سوجا إلى السلطة في سبتمبر 2020 بعدما فرض نفسه كشخصية تحظى بإجماع داخل الحزب لخلافة رئيس الوزراء شينزو أبي، وخلال فترة ولايته القصيرة، إلى جانب مكافحة الوباء، أبقى سوجا سياسة الانعاش الاقتصادي التي فرضها سلفه بدون الإخلال بالسياسة الخارجية لليابان، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، كما وضع سوجا أهدافا بيئية جديدة وأكثر طموحا لليابان ودفع باتجاه التحول الرقمي للبلاد.