الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

حسين صدقي.. الفنان الذي نعاه شيخ الأزهر وجمع في مسجده مجلس قيادة الثورة

السبت 04/سبتمبر/2021 - 03:39 م

هو فنان ذو طابع خاص ظهر في السينما كنجم وأتخذ الفن رسالة كما يجب أن يكون فقدم أعمالاً فيها من العظة أكثر ما فيها من الفن.

ولد حسين صدقي في يوم 9 يوليو عام 1917 بحي الحلمية الجديدة في القاهرة نشأ وتربي علي علوم الدين والقرآن الكريم فوالدته كانت تتمني أن تراه عالماً أزهريا.



درس حسين صدقي حتي التوجيهية ثم درس التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات بمدرسة الابراهيمية، بدلة "إسموكن" هي مفتاح أول بطولة له.

بدأ حياته الفنية في فيلم (تيتاوونج) عام 1937 وهو من إخراج أمينة محمد، وكان الفيلم يحتاج لبطل يمتلك بدلة سموكن فكان الترشيح الأول لمحمود المليجي ولكنه لا يمتلك البدلة فذهب الدور لحسين صدقي، ثم جاء فيلم {العزيمة} سنة 1939 ويعد هذا الفيلم أهم و أفضل فيلم في تاريخ السينما العربية بالإجماع.



كان حسين صدقي يسعى إلى استخدام السينما في ترسيخ المباديء الهادفة وعالجت أفلامه بعض المشكلات، مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه "العامل" باكورة الأعمال التى أنتجتها شركته السينمائية "شركة أفلام مصر الحديثة" عام 1942، وعالج كذلك مشكلة تشرد الأطفال في فيلمه "الأبرياء" عام 1944 م، ومشكلة محدود الدخل في فيلم {المصري أفندي} ومشكلة التربية السليمة في فيلم {البيت السعيد} ومشكلة الصراع الدائم بين الرجل والمرأة في فيلم {آدم و حواء} ، وقدم أفلام تحث علي حب الوطن مثل افلام {يسقط الإستعما } و{وطني حبي}.

كان حسين صدقى يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين؛ لأن السينما كما يقول من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب. 

اشتهر حسين صدقي بتقديم الافلام ذات الطابع الاجتماعي والذي يبث قيم ومباديء عليا ، ولعل صداقته بعدد من رجال الازهر الشريف هو ما دفعته لاستلهام تلك القصص السينمائية وكان يستشير الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد الحليم محمود في كثير من أعماله للصداقة القوية التي تربط بينهم ، وبلغ رصيده الفني حوالي 32 فيلما سينمائيا عالج من خلالها العديد من المشكلات الإجتماعية والإقتصادية والوطنية.





أنشأ مسجداً في حي المعادي و دعا لافتتاحه اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية مع مجلس قيادة الثورة بالكامل جمال عبد الناصر و محمد أنور السادات و جميع قيادات مجلس قيادة الثورة عام 1954 


اعتزل حسين صدقي السينما في الستينات، وقام ببطولة 32 فيلماً.وافق صدقي على الترشح في البرلمان ،و ذلك بعد أن طالبه أهل حيه و جيرانه بذلك فكان حريصا على حل مشاكلهم و عرض مطالبهم و لكنه لم يكرر التجربة ، لانه لاحظ تجاهل المسئولين للمشروعات التي يطالب بتنفيذها و التي كان من بينها منع الخمور في مصر وكان دائم التصدي لأي مخالفة شرعية تقوم بها الدولة 

كرمته الهيئة العامة للسينما عام 1977 كأحد رواد السينما المصرية.

وتوفى في 16 فبراير عام 1976. وقد اوصى اولاده بحرق ما تصل اليه ايديهم من افلامه بعد رحيله لأنه يرى ان السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة. و قبل وفاته بدقائق قال لاولاده :" اوصيكم بتقوى الله و احرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد  }

ويذكر أن الشيخ عبد الحليم محمود العالم الإسلامي الكبير و شيخ الأزهر الشريف قد لقنه الشهادة وقت وفاته و صلى الشيخ الجليل عليه صلاة الجنازة 
والفنان العربي الوحيد الذي نعاه شيخ الأزهر الشريف في بيان رسمي