حركة "طالبان" تتعهد بالقضاء على داعش في شرق أفغانستان
الإثنين 06/سبتمبر/2021 - 05:20 م
وعد الملا ندا محمد الذي أصبح حاكم ولاية ننغرهار الاستراتيجية والذي كان قاتل على مدى سنوات القوات الحكومية الأفغانية وتنظيم داعش، بأن يصبح التنظيم بعد وقت قصير، مجرد ذكرى في أفغانستان، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وكان محمد قبل أسبوعين فقط زعيما لتمرد حركة طالبان في ننغرهار الولاية الاستراتيجية وغير المستقرة في شرق أفغانستان، والتي تواجد بها المسلحون بشكل مستمر، واليوم أصبح حاكم الولاية ويحيط به حوالى مئة من الحراس والمساعدين المقربين المنحدرين مثله من قندهار في الجنوب.
وعلى مدار يومين من بعد استيلاء محمد على الولاية، أوقف قواته حول المدينة وأجرى مشاورات ونظم إدارته المستقبلية، وقام بتعيين قائد للشرطة ورئيس للاستخبارات ومدير للجمارك.
ودخلت طالبان في 15 أغسطس إلى جلال آباد حيث استسلمت السلطات بدون مواجهات، لتسقط كابول بعد ساعات بالطريقة نفسها ويفر الرئيس غني خارج البلاد، وقال محمد انه لن يكون هناك مشاكل في المستقبل مؤكدا أن طالبان ستحكم "لكل الأفغان".
ويخشى الكثير من الناس في المدينة رغم تطمينات الحركة، يخشون على حريتهم في التعبير وأن تلاحق طالبان الذين لا يفكرون مثلهم، وتتخوف النساء خصوصا من خسارة الكثير، بينما ويؤكد الملا محمد أن السكان يدعمون إلى حد كبير طالبان والأولويتين اللتين أعلنت عنهما الحركة: إنهاض الاقتصاد وضمان الأمن.
ويبقى الهدف الأول لأمير الحرب السابق الذي أصبح حاكما هو تنظيم "داعش" في خراسان الذي نفذ العديد من الهجمات الدامية في السنوات الماضية بينها التفجير الانتحاري المزدوج الذي أدى الى مقتل حوالى مئة أفغاني و13 عسكريا أميركيا بالقرب من مطار "كابول" في 26 اغسطس.
وأثار ظهور التنظيم "ولاية خراسان" خصوصا في ننغرهار قلق الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان لكنها تريد ان تتجنب، وبعد عشرين عاما على اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي نفذتها القاعدة، أن تتمركز في الولاية الآن شبكة إرهابية عالمية من جديد، وهذا التهديد هو الذي دفع واشنطن للتقرب من أعدائها السابقين في طالبان في محاولة للقضاء على التنظيم.
وأعلن حكام أفغانستان الجدد أنهم لن يتسامحوا مع مواصلة التنظيم هجماته الإرهابية، ويقول الملا محمد: "لن يكون لهم ملاذ معنا، نحن نلاحق مقاتليهم المختبئين"، مضيفا: "لقد حاربناهم ولم يعودوا كثيرين، ومنذ وصولنا الى السلطة (في جلال آباد)، اوقفنا 70 الى 80 من مقاتليهم".
ويشير بعض الخبراء في المنطقة إلى أن الأمور قد لا تسير بالضرورة هكذا فهناك إمكانية لتقارب بعض عناصر طالبان من تنظيم "داعش خراسان" لا سيما شبكة حقاني التي تعتبرها واشنطن إرهابية وقريبة تاريخيا من القاعدة، وزعيمها سراج الدين حقاني هو أحد قادة طالبان الرئيسيين.
وينفي الملا محمد امكانية حدوث ذلك ويقول: "ليس هناك صلة، هذا أمر خاطىء تماما"، وأضاف: "معاليه سراج الدين حقاني هو أحد قادتنا، ونحن ملتزمون بحزم ضد تنظيم الدولة الإسلامية".