السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: توطين مصر للقاحات يخدم والقارة الأفريقية..ومواجهة الإرهاب لاتقف عند الحد الأمني.. ونسعى لحل عادل لأزمة سد النهضة
الثلاثاء 21/سبتمبر/2021 - 10:54 م
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن استمرار الجائحة العالمية منذ قرابة العامين أثبتت مجددا أن البشرية مثلما تتشارك فى الأخوة الإنسانية فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات.. مهما تفاوتت مستويات تقدمها، مؤكدًا ضرورة توفير اللقاح للدول الأكثر احتياجًا.
وأشار السيسي لتقدير الدولة المصرية خطورة التباين فى مسارات التعافى الاقتصادى بين الدول، حيث تعاني الدول النامية أكثر من غيرها من تباعات وباء كورونا وفي الأن نفسه تعاني تحديات لا تقل خطورة.
وأكد السيسي على أهمية التقليل القصور فى التعاون الإقليمى والدولى، حيث عكست الجائحة أهمية مراعاة توسيع نطاق الدعم الدولى للعالم النامى ليشمل مجموعة الدول متوسطة الدخل فالثقل السكانى لهذه المجموعة من الدول يمنحها أهمية محورية.. كونهــا تضم غالبية سكان العالـم لذا فهى مركز أساسى لاستهلاك السلع والخدمات على المستوى الدولى ومحرك رئيسى للنمو الاقتصادى العالمى.
وكما دعا الرئيس للتخفيف من أعباء الديون على الدول النامية وخاصًة الإفريقية، وتشجيع الاستثمارات وضمان استمرار تدفقها إلى هذه الدول لما تمثله هذه الإجراءات من عامل حيوى.
وأشار السيسي إلى النجاح الذي حققته مصر من خلال سياسات الإصلاح الاقتصادى التى مكنتنا من تنفيذ برامج اجتماعية طموحة، لصالح الفئات الأولى بالرعاية ونجحت فى تحقيق أهداف التنمية المســـتدامة فـــــى مختلــــف محافظــات مصـــر.
والذي أدى لتقليص التفاوت التنموى بين الريف والحضر، وهو ما يعزز المشاركة السياسية والمجتمعية كونه يخلق مناخا صحيا، يزدهر فى إطاره الفكر الحر، وتنشط فيه حركة الإبداع فتدفع بعجلة التقدم إلى الأمام.
وشدد على وعي مصر جيدًا الخطر الذى يمثله التدهور البيئى على كافة مناحى الحياة، وفي ضوء الدور المصرى النشط فى مفاوضات تغير المناخ فإننا نتطلع إلى استضافة الدورة السابعة والعشرين.. لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ عام 2022.
وأكد السيسي أن الإرهاب يظل من أكبر التحديات التى تواجه الأسرة الإنسانية فى عصرنا الحالى حيث تنتهك هذه الظاهرة الحقوق الأساسية للمواطنين، لذلك تشدد مصر، على أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال مواجهة الفكر التكفيرى والمتطرف، حيث أن مواجهة الإرهاب لا تقف عند الحد الأمني فقط.
وشدد على أهمية على أهمية محاسبة الدول التى ترعى الإرهاب وتحتضن عناصره بمن فى ذلك المقاتلون الإرهابيون الأجانب وتوفر لهم الملاذ والدعم أو تسهل انتقالهم عبر أراضيها.. بما يهدد السلم والأمن الدوليين.
ونوه السيسي لإحترام مصر الكامل لحقوق الإنسان والذي تجلى في الاستراجية المصرية لحقوق الإنسان.
وأكد السيسي على ضرورة إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطنية بما يضمن إيجاد دولة فلسطنية على حدود 1967.
وأشار إلى التحديات العالمية المشتركة التى تواجهها دول المنطقة تحديات أخرى ذات خصوصية بدولها إذ بات مفهوم الدولة الوطنية القوية المتماسكة مهددا بعوامل اضطراب متعددة يكمن جوهرها فى الانقسام والتشرذم بأنواعه المختلفة سواء كان طائفيا أو سياسيا أو عرقيا مما يجعل دولا غنية بمواردها الطبيعية وتاريخها وحضارتـــــها العــــريقـة، كـ"العـــــــــــراق" الشــقيق أو بثقافتها وتنوعها الدينى والعرقى، كـ"لبنان" و"سوريا" أو بمواردها وثرواتها وموقعها المتميز، کـ"ليبيا" أو بموقعها الاستراتيجى، كـ"اليمن" تعانى كل هذا الكم من التحديات الضخمة وهو ما يؤكد أنه لا غنى عن إعلاء مفهوم الدولة الوطنية الجامع الذى لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد ويحول دون التدخل فى الشئون العربية.
ووضح أن تحقيق التعاون بين دول القارة..لن يتأتى من خلال تحديد طرف واحد لمتطلبات طرف آخر وإنما يتعين أن تكون تلك العملية متبادلة فمصر التى تعترف بحقوق أشقائها التنموية تعد من أكثر الدول جفافا.. ويظـل شعبها تحت حد الفقر المائى .. ويشكل نهر النيل شريان وجودها الوحيد عبر التاريخ وهو ما يفسر القلق العارم، الذى يعترى المواطن المصرى إزاء سد النهضة الإثيوبى، مشيرًا إلى أن مصر عملت لحل الأزمة من خلال اللجوء إلى مجلس الأمن، لإيجاد حل عادل لجميع الأطراف.
وأختتم حديثه بالإشارة إلى ما يمثله العمل متعدد الأطراف من أهمية بالغة تتضاعف مع مرور الزمن نظرا لزيادة التحديات وتنامى المخاطر.. ونشوء مصاعب مستجدة على عالمنا فيظل العمل متعدد الأطراف وسيلة للنجاة من احتدام المواجهات.. وتصاعد الخلافات، ودعا العالم لحل مشاكله من خلال قوة المنطق لا منطق القوة.