السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

"لم يرحم توسلاتها".. قصة مسنة دفعت حياتها ثمنًا لإصلاح التلفزيون

الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 03:21 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الساعات الأولى من الصباح، استيقظ أهالي حي العمرانية على صرخة أفزعتهم بعدما اكشف قاطني أحد العقارات بالمنطقة جثة جارتهم العجوز الباردة وهي ممدة على الأرض دون حراك وعيناها شاخصة نحو سقف منزلها. 

كانت العجوز التي جاوزت الثمانين تقيم وحيدة داخل شقتها العتيقة بالعمرانية؛ دون أبناء أو حتى حيوانات أليفة تؤنس وحدتها، فكانت الوسيلة الوحيدة لتسليتها هو التلفاز القديم في صالة منزلها الذي يصحبها في رحلات مختلفة حول العالم ويساعدها على إمضاء يومها، فأصبح جزء أساسي من يومها حتى تسبب في فقدانها حياتها.

أيام روتينية طويلة مضت على المسنة، حتى شاء القدر أن يصيب التلفاز عطل فني لتصبح شاشته سوداء تمامًا برغم محاولاتها العديدة والبدائية لإصلاحه بالطرق عليه.. لتقرر بعد ساعات بدون وسيلة تسليتها أن تحضر "فني دش" كي يصلح لها التلفاز كي تستطيع ممارسة هوايتها الوحيدة. 

اللحظة الأولى التي دلف فيها الشاب إلى منزل السيدة العجوز شعرت بانقباضة في قلبها وخواطر مخيفة بسبب مظهره وعيناه التي لا تستقر على مكان واحد بالشقة، ولكنها لم تبالى بكل ذلك؛ فلن تمضى سوى ساعات ويصلح التلفزيون المعطل ولن تراه مرة آخرى. 

عكس ما توقعته العجوز، شعرت بأن "فني الدش" هو ابنها وبدأت تبادل الحديث معه خلال إصلاحه التلفاز، لتكتشف تسلية آخرى ووسيلة ترفيه غير مشاهدة التلفزيون، فروت له تفاصيل يومها وإقامتها وحيدة داخل شقتها العتيقة، ليبادلها الحديث ولكنها لم تتوقع ما يجول بخاطره. 

اعتاد الشاب التردد على منزل العجوز بعدها بأيام ليتبادلا الحديث ولكنه وضع خطة شيطانية لمغافلة العجوز التي جاوزت الثمانين ولن تعلم بأنه يسرق المقتنيات الثمينة بمنزلها، ظنًا منه أن العجوز لا يتبادر إلى ذهنا أنه يسرقها. 

في وقت متأخر من إحدى الليالي، كان الشاب برفقة السيدة العجوز داخل منزلها يتبادلان الحديث، وسرعان ما تركته لحظات لتعود وتشاهده يخبئ مقتنيات من شقتها بحقيبة معداته التي اعتاد إحضارها معه، لتقف غير مصدقة وتحاول الاستغاثة قائلة "حرامي"، لكن الشاب كان أسرع منها وكتم أنفاسها وسط توسلاتها وصراخها.

لم تمضي ثواني إلا ولفظت العجوز أنفاسها الأخيرة بين يدي اللص الذي تركها تقع على الأرض جثة هامدة وفر هاربًا من الشقة خوفًا من القبض عليه بتهمة قتلها؛ ليكتشف جيران السيدة مصرعها بتلك الجريمة البشعة في اليوم التالي.

ونجحت الأجهزة الأمنية في القبض على المتهم عقب إعداد كمين وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، وأرشد عن المسروقات، وحرر محضر بالواقعة.