رغم المواقف المتشددة بالأمم المتحدة.. توقعات إيرانية بعودة المفاوضات مع أمريكا
الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 07:04 م
يرى خبراء أنه يجب على الولايات المتحدة وإيران التوصل إلى تسوية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والمهدد بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، وذلك رغم المواقف المتشددة التي تم الإعلان عنها، أمس الثلاثاء، في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويعتقد رئيس تحرير صحيفة "شرق" الإصلاحية الإيرانية مهدي رحمانيان، وحسب ما قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن: "المحادثات في فيينا ستبدأ بالتأكيد وتتبلور لأن الطرفين استخلصا أن النهج الحالي لا يمكن أن يستمر".
واستشهد الصحفي على ذلك بعدم انتقاد المحافظين المتشددين للاتفاق المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 سبتمبر (في فترة إبراهيم رئيسي المحافظ) بشأن مراقبة البرنامج النووي الإيراني، في حين سارعوا إلى توجيه سهامهم ضد أي تسوية مع الغرب زمن حكم الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني.
وأعلنت إيران أثناء زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى طهران، أن مفتشي الوكالة سيسمح لهم بالتدخل لصيانة المعدات واستبدال الأقراص الصلبة للكاميرات التي وضعتها الوكالة في المنشآت الإيرانية.
وطالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الثلاثاء، برفع جميع العقوبات كشرط مسبق للعودة للإتفاق النووي، بينما أكد الرئيس الأمريكي جز بايدن أنه سيفعل كل شيء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وعلى الرغم من تلك التصريحات لم يعلن أي من الطرفين القطيعة مع الآخر.
كانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت قبل ساعات قليلة من خطاب رئيسي في نيويورك أنه من المنتظر أن يتم استئناف المحادثات النووية في الأسابيع المقبلة، دون تحديد موعد، لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد، اليوم الأربعاء، أن استئناف المفاوضات سيتم في موعد وشيك.
وبدأت المفاوضات بين إيران والدول الخمس الأخرى الموقعة على اتفاق العام 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) في أبريل في فيينا، بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، وتعثرت تلك المحادثات منذ يونيو بعد فوز رئيسي في الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت صحيفة "شرق" على صفحتها الأولى هذه الفكرة بصورتين من نيويورك: صورة جو بايدن وهو يصرح "نحن مستعدون للعودة إلى الاتفاق إذا فعلت طهران الشيء نفسه"، بجانبها صورة للرئيس الإيراني وهو يرد عليه بشكل غير مباشر قائلا "ليس لدينا ثقة بالوعود الأمريكية".
كان اتفاق فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني أبرم عام 2015، ومنح طهران إعفاء من العقوبات الغربية والأممية مقابل إلتزامها عدم تطوير أسلحة ذرية وتحجيم برنامجها النووي بشكل كبير ووضعه تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
وتخلت إيران تدريجيا عن معظم التزاماتها، بعد الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وتريد إيران أن تظهر أنها ليست في عجلة من أمرها للتفاوض وتطرح شروطا لذلك.
وقال رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة حسين شريعتمداري لوكالة الأنباء الفرنسية: "في الأشهر الأخيرة وبعد تقليص التزاماتنا ردا على الانسحاب الأميركي، أصر الغربيون على عودتنا إلى محادثات فيينا حتى يعودوا بعد ذلك الى الاتفاق، وقد رفضنا اقتراحهم".
وذكر الرئيس الإيراني بحسب شريعتمداري، أن أولوية إيران ليست الاتفاق، خلافا للأميركيين والغربيين، معتبرا أن الوضع تحول لصالح إيران وأن سياسة الضغوط القصوى الأميركية فشلت.
وقال المحلل سعيد ليلاز إن: "التطورات الاقليمية بما فيها الانسحاب الأميركي من أفغانستان يجب أن تؤخذ في الاعتبار"، مشيرا إلى أنه "من زاوية جيوسياسية، تحتاج إيران والولايات المتحدة الآن إلى تسوية"، مشيرا إلى أن الكلمة الفصل في الملف تعود إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي لم يعارض المفاوضات قط، وفقا لليلاز.