السودان تقترب من قطار التطبيع مع إسرائيل.. الخرطوم تضع شروطاً لإنهاء الاتفاق.. والسعودية وعمان وقطر والمغرب فى الانتظار
الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 06:11 م
يمضي قطار التطبيع العربي مع إسرائيل مُسرعًا، حيث مر على الأمارات والبحرين ويقترب من السودان، ويبدو أن سيكمل مشواره ليمر فى محطته بعد القادمة على المملكة العربية السعودية، ثم قطر وسلطنة عمان، ليتبقى عدد قليل من المحطات فى الشرق الأوسط، وذلك بعد أن توصلت الإدارة الأمريكية مع السودان إلى اتفاق مبدئي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل على نحو يعمل على إرساء السلام بالمنطقة وحفظ حقوق الفلسطينيين، وذلك خلال زيارة أجراها وفد سوداني برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى الإمارات، وكان ذلك بعد توصل إسرائيل لعدد من اتفاقيات السلام لكل من الأردن والإمارات والبحرين.
" تطبيع مقابل مطالب سودانية"
تحت عنوان "مطالب سودانية مقابل التطبيع مع إسرائيل"، توصل السودان والإدارة الأمريكية إلى اتفاق، يتضمن شطب اسم الخرطوم من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، حيث يتوقع أن يتم الإعلان عنه في غضون أيام، إضافة إلى "اتفاق مبدئي" على دور تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل في إرساء السلام في المنطقة وحفظ حقوق الفلسطينيين، ورهنت الخرطوم موقفها من التطبيع بتحقيق مطالبها، كما تشمل أيضاً تقديم حزمة مساعدات مالية، وتسهيل حصولها على قروض من المؤسسات المالية الدولية" .
وبات السودانيون في حالة ترقب، لتغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعلن فيها رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، بعد إعلان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، عن أن الخرطوم حولت بالفعل أموال التعويضات المطلوبة من قبل واشنطن، لضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وهي التي طالب بها ترامب في تغريدة سابقة كشرط لرفع اسم السودان من القائمة.
واقترب إعلان تطبيع السودان مع إسرائيل إذا وافقت واشنطن على مطالب الخرطوم الثلاثة، وهي الحصول على القمح والنفط بقيمة مليار و200 مليون دولار، وعلى منحة فورية بقيمة ملياري دولار، والالتزام بتقديم مساعدة اقتصادية في السنوات الثلاث المقبلة.
اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن وتطبيع العلاقات
أنهى الأردن وإسرائيل في 26 من أكتوبر لعام 1994، حالة الحرب العداء بينهما بتوقيع اتفاقية "وادي عربة"، وجاءت الاتفاقية بعد توقيع البيان الأمريكي الأردني الإسرائيلي في واشنطن الذي يهدف إلى استكشاف وتحديد العلاقات التجارية والاقتصادية المستقبلة بين الدولتين .
ونصت المعاهدة على أن يعترف الجانبان بسيادة كل منهما وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي، وبحق كل منهما في العيش بسلام ضمن حدود آمنه ومعترف بها، كما تعهد بموجب الاتفاقية بتنمية علاقات حسن الجوار والتعاون بينهما لضمان أمن دائم، والامتناع عن التهديد بالقوة وعن استعمالها ضد بعضهما وبحل كل الخلافات بطرق سلمية، كما تم تحديد الحدود بين الدولتين.
الإمارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل
أصبحت الإمارات الدولة العربية الثالثة التي تطبع العلاقات مع إسرائيل، وهي أيضا الدولة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي التي تفعل ذلك وسط توقعات على نطاق واسع بأن تحذو حذو الإمارات دول عربية أخرى بينها سلطنة عمان، والبحرين، وقطر وربما المغرب.
وكانت هناك اتصالات سرية بين الإمارات وإسرائيل منذ أعوام، لكن ظلت تفاصيل وتوقيت هذا التطبيع سراً حتى اللحظة الأخيرة.
ولم تكن هناك مشاورات بين وزير خارجية الإمارات ونظرائه في دول الجوار، وكان الأمر برمته مفاجأة للجميع تقريبا، وكانت المفاجأة الأكبر لعدد من الفلسطينيين الذين وصفوا الاتفاق بأنه "طعنة في الظهر"، إذ لا يزالون بعيدا عن الحصول على دولة خاصة بهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.
وأعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في 13 أغسطس 2020، عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلًا: إنَّ بلاده تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين، وتحديدًا ضم الأراضي الفلسطينية، كما حثَّ الفلسطينيين والإسرائيليين على العودة إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك أية سفارة في القدس إلا بعد الاتفاق النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنَّ إسرائيل والإمارات العربية المتحدة قامت بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وتبادلا السفارات والسفراء ويبدآن التعاون في جميع المجالات وفي مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك السياحة والتعليم، بالإضافة إلى الرعاية الصحية والتجارة والأمن.
وجاء في بيانٍ مُشترك أصدره ترامب ونتنياهو وبن زايد أن "هذا الاختراق الدبلوماسي التاريخي سيعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط ويشهد على الدبلوماسية الجريئة والرؤية للقادة الثلاثة وشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، لرسم مسار جديد من شأنه أن يطلق الإمكانات العظيمة في المنطقة"، حيث قالت الإمارات العربية المتحدة أنها ستواصل "دعم الشعب الفلسطيني" وأنَّ الاتفاقية ستُحافظ على احتمالات حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين.
البحرين وإسرائيل يتوصلون الى اتفاقيات التطبيع
فيما توصلت البحرين وإسرائيل لاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، بحسب بيان ثلاثي صدر عنهما وعن الولايات المتحدة، في خطوة تاريخية هي الثانية في أقل من شهر بعد اتفاق مماثل بين الإمارات العربية المتحدة.
وتضمن البيان أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالا بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين .
وقبيل صدور البيان أعلن ترامب أنّ البحرين وإسرائيل تتجهان إلى تطبيع علاقاتهما، وتم التوقيع على الصفقة بوساطة أمريكية في العاصمة البحرينية المنامة.