"داعش خراسان" يقلب السحر على الساحر ويهدد "طالبان" بأساليبها
الخميس 23/سبتمبر/2021 - 10:50 م
يواجه قادة طالبان، الحكام الجدد لأفغانستان، أعداء في الداخل يستخدمون كثير من أساليب حرب المدن والشوارع التي استخدمتها الحركة نفسها في حملتها الناجحة للسيطرة على البلاد من قبل، وذلك بعد مرور أكثر من شهر بقليل على الإطاحة بحكومة أشرف غني المدعومة من الولايات المتحدة والغرب.
وسلط الهجوم الدامي بمحيط مطار كابول الشهر الماضي وسلسلة التفجيرات الأخيرة في مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننجنهار شرق أفغانستان الضوء على ما يواجهه استقرار البلاد من تهديد من جانب جماعات مسلحة عنيفة ما زالت تعارض طالبان، وبالخصوص تنظيم "داعش خراسان" الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات المطار وجلال آباد.
وقلل المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، من شأن هذا التهديد قائلا هذا الأسبوع إنه ليس لتنظيم "داعش" وجود فعال في أفغانستان، لكن العديد من القادة الميدانيين على الأرض يشعرون بقلق حقيقي تجاه ما يمكن أن يمثله التنظيم من خطر.
وقال عضوان في أجهزة مخابرات تابعة للحركة حققا في بعض الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة بجلال أباد إن تلك الأساليب أظهرت أن التنظيم ما زال يمثل خطرا حتى لو لم يكن لديه عدد كاف من المقاتلين والموارد للاستيلاء على مساحات من الأراضي.
واستهدفت الهجمات باستخدام قنابل لاصقة، وهي قنابل ممغنطة عادة ما تلصق أسفل السيارات، أعضاء طالبان بنفس الطريقة التي استخدمتها طالبان نفسها لاغتيال مسؤولين وشخصيات في المجتمع المدني من أجل زعزعة استقرار الحكومة السابقة.
وقال أحد مسؤولي مخابرات طالبان: "نشعر بقلق إزاء تلك القنابل اللاصقة التي استخدمناها يوما لاستهداف أعدائنا في كابول، نشعر بقلق على قيادتنا لأنه يمكنهم استهدافهم لو لم يتم السيطرة عليهم".
وظهر تنظيم "داعش خراسان"، وهو الاسم المأخوذ من الاسم القديم للمنطقة التي تضم أفغانستان الحديثة، أواخر عام 2014 لأول مرة لكن نفوذه تراجع من ذروته عام 2018 بعد سلسلة من الخسائر الفادحة التي ألحقتها به كل من طالبان والقوات الأمريكية.
وقالت قوات أمن طالبان في إقليم ننجرهار إنها قتلت 3 من أعضاء التنظيم مساء الأربعاء، وقال مسؤولو مخابرات إن التنظيم لا تزال لديه القدرة على إثارة اضطرابات من خلال شن هجمات صغيرة، وأضاف أحدهم "هيكلهم الأساسي مفكك وهم الآن منقسمون إلى مجموعات صغيرة تشن هجمات".
كررت حركة طالبان مرارا القول إنها لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات في دول أخرى، لكن بعض المحللين الغربيين يعتقدون أن عودة الحركة للسلطة نشط مجموعات مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة" التي جعلت من أفغانستان مقرا رئيسا لها أثناء حكم طالبان للبلد قبل 20 عاما.
وقال روهان جوناراتنا، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة: "في أفغانستان، تمثل عودة طالبان انتصارا كبيرا للإسلاميين، لقد احتفلوا بعودة طالبان، لذا أعتقد أن أفغانستان هي المسرح الجديد".
ويُعتقد أن تنظيم "داعش خراسان" يجتذب العديد من مقاتليه من صفوف طالبان أو النسخة الباكستانية من طالبان، المعروفة باسم حركة طالبان باكستان، ولكن لا يعرف الكثير عن الطريقة التي يعمل بها، فقد حارب طالبان للسيطرة على طرق التهريب وعلى فوائد اقتصادية أخرى لكنه يدعم كذلك خلافة عالمية تقوم على أساس الشريعة، على عكس طالبان التي تصر على أنها لا تهتم بأي مكان خارج أفغانستان.
ويحدد معظم المحللين، والأمم المتحدة أيضا، قوام "داعش خرسان" والذي ازداد مع فتح طالبان للسجون أثناء إجتياحها للبلاد بأقل من 2000 مقاتل، مقارنة بما يصل إلى 100 ألف مقاتل تحت تصرف طالبان.
ويفيد تقرير أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو بأن الروابط المالية واللوجستية للتنظيم الأساسي في سوريا مع فرع خرسان قد ضعُفت على الرغم من أنه ما زال يحتفظ ببعض قنوات الاتصال، مضيفا: "يُعتقد أن دعم التمويل لفرع خراسان من المنبع قد جف بشكل فعال".
وأشار التقرير إلى أن علامات حدوث انقسامات داخل طالبان، والتي بدأت بالفعل في الظهور، يمكن أن تشجع مزيدا من المقاتلين على الانشقاق وربما الإنضمام لـ"داعش"، بينما تحاول حركة التمرد في السابق إعادة تقديم نفسها في صورة إدارة في الوقت الحالي.
وقالت الأمم المتحدة إن التنظيم "لا يزال نشطا وخطيرا لا سيما إذا كان قادرا على تجنيد مقاتلي طالبان الساخطين وغيرهم من المقاتلين لتعزيز صفوفه، من خلال تقديم نفسه على أنه المجموعة الرافضة الخالصة الوحيدة في أفغانستان".