الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في حب وتقدير الست أنعام سالوسه

الأحد 26/سبتمبر/2021 - 06:35 م

ليس كل بطلا نجما وليس كل نجما بطلا فمعظم نجوم الفن اللذين نعشقهم ليسوا أبطالا وأسماءهم علي تترات الأفلام والمسلسلات لم تكن الأولي وقد لا يكون لهم صورا علي افيشات الأفلام ولكن حفروا مكانتهم في قلوبنا بإطلالتهم وليست ببطولاتهم وعلي مدار عشرات السنين نجدهم ولا نفتقدهم

ومن منا يستطيع أن ينسي الست أنعام سالوسه المبدعة و التلقائية و واحدة من ضمن أفراد الأسرة المصرية لها كرسي في كل بيت كما لو كانت من العيلة ، نعم بهذا القدر و الاقتدار كانت أنعام سالوسه الذي حباها الله حب الناس لها 

فمن منا يستطيع أن ينسي وصيفه في ليالي الحلميه ، نعمة  في مسلسل   ذئاب الجبل ، الموظفة في الإرهاب و الكباب، ام سعيد في عسل أسود، جولد ماءير في السقوط في بئر سبع، حسنه في مسلسل غوايش، أم هنيدي في همام في امستردام، فوزية في الدنيا علي جناح يمامة، أم المصري في فيلم المواطن مصري

الشخصية الأكثر تأثيرا على أحداث العمل الفني سينما أو تليفزيون أو إذاعة تجد أنعام سالوسه باداءها البسيط التلقائي مرة و أداءها الصارم و القوي مرة أخرى تعددت أدوارها علي السينما والتلفزيون ما بين الاجتماعي و الديني و الكوميدي وما بين الأم و الزوجة و الابنة العانس و مابين الخير و الشر فلم تسجن نفسها أو يسجنها المخرج في دور واحد وذلك نظراً لبراعتها و إقناع المخرج قبل المشاهد أنها تسطيع أن تتميز في كل الأدوار و بالفعل الكل يصدقها في أي دور مهما كان 

إبنة محافظة دمياط المولودة في 9 سبتمبر 1939 ظهرت البداية الفنية لإنعام سالوسة في المدرسة الثانوية حيث كانت تعزف على الأوكورديون ثم اشتركت في فريق التمثيل في الجامعة، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية للمسرح الجامعي لكلية الآداب جامعة عين شمس، وبعد حصولها على ليسانس الآداب عام 1961، التحقت بمعهد الفنون المسرحية لتثقل موهبتها حتى تخرجت منه عام 1964 ثم تزوجت من زميلها الجامعي المخرج المسرحي “سمير العصفوري” الذي أخرج العديد من المسرحيات أشهرها “العيال كبرت” و أثمر الزواج علي ابنتين هما تغريد و مني.



حظيت أنعام سالوسه لدي المشاهد بقبول كبير فكانت قاسما مشتركا في نصف الأعمال الدرامية في التليفزيون المصري في الثمانينات و التسعينات من أشهر هذه الأعمال (غوايش أنا وأنت وبابا في المشمش و السقوط في بئر سبع و هو و هي و يارجال العالم اتحدوا و ذءاب الجبل و امرأة من زمن الحب ) 

وفي السينما قدمت ادورا صغيرة في أفلام كبيرة فكانت بأدوارها الصغيرة كبيرة منها ( الدنيا علي جناح يمامة و المواطن مصري و رحلة النسيان و الإرهاب و الكباب و عسل أسود و همام في امستردام و ديك البرابر و عايز حقي ) 



أحبها الجمهور و إرتبط حتي بالجمل الحواريه التي لازمتها في بعض أعمالها مثل " يامرك يانعمة " في مسلسل ذءاب الجبل ، " إن شاء الله و ألف ألف مبروك " في فيلم عايز حقي 

نضحك معها في ادوراها الكوميديا كما لو كانت ماري منيب أو زينات صدقي و نتأثر بها في أدوار المغلوب علي أمرها أو الضحية كما لو كانت أمينة رزق أو سناء جميل، ونشعر معها بصدق كبير في أدوار الأم كما لو كانت فردوس محمد أو كريمة مختار ، ونكرهها بشدة في أدوار الشر كما لو كانت نجمة إبراهيم



تميزت أيضاً بالالقاء فقد كانت ومازالت عاشقة للغة العربية فهي واحدة من الفنانات القليلات اللاتي يجدن قواعد اللغه العربيه السليمة و تتلمذ علي يدها في الإلقاء كبار نجمات مصر علي رأسهن سعاد حسني والتي ارتبطت بها بصداقة قوية

تعاملت مع كل الأجيال من أول مسلسل لها" لا تطفىء الشمس" مع كرم مطاوع إنتاج الستينات وكانت أخت كرم مطاوع في المسلسل وهو دور فتاة جاد جداً لدرجة كادت أن تكون معقدة نفسياً مروراً بأدوارها المتعددة التي لا يختلف عليها أحد ، حتي ظهورها مع أجيال جديدة في أعمالهم كانت مجرد ظهورها معهم يثقل العمل الفني مثل أعمال "تامر و شوقية" و "الحرب العالمية الثالثة" و"إكس لارج" ، فظلت متواجدة و متوهجه مع كل الأجيال وظلت مكانتها محفورة في قلوب الملايين مثلها مثل كل فنان أحب و أحترم فنه و جمهوره فاحترمه و أحبه الجمهور

لم تحظي بالتكريم و التقدير الرسمي الذي تستحقه عن جدارة و لا أدري لماذا يغفل عنها محافل التكريم التي أصبحت كثيرة دون داعي بل و تمنح جوائز و تكريمات لمن لا يستحق أكثر ممن يستحق ، وإن كانت هذه المهرجانات الرسمية أو غير الرسمية قد تغافلت أو تناست فنانة مبدعة مثل أنعام سالوسه فنحن نكرمها في هذه المقال المتواضع لموهبتها و حضورها و عطائها و إحترامها لفنها و جمهورها ، متعها الله بالصحه والعافيه و محبة الناس