الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

محمد قنديل.. الصوت الذي لا يشيخ بشهادة العمالقة

الإثنين 18/أكتوبر/2021 - 03:37 م

عندما تسمع صوته تشعر بالأنسجام وكأن أحد أقاربك أو جيرانك أو أصدقائك لم يعتاد عمالقة الغناء العربي أن يجتمعوا على أحد مثلما حدث معه، بداية مع كوكب الشرق أم كلثوم التي أجرت عام 1965 حديث إذاعي وسئلت خلاله عن صاحب أفضل صوت في الوطن العربي فقالت على الفور ودون تردد: "إنه محمد قنديل صوته زي الألماظ الحر".

والقطب الثاني من أقطاب الغناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كان في منزل الصحفي الشهير محمد بديع سربية بلبنان، حينما قال له الأخير بمكر شديد: هل سمعت ما قالته أم كلثوم فأجابه عبد الوهاب: "أم كلثوم لم تقل سوى الحقيقة فنحن جميعًا من موسيقيين ومطربين نعرف هذا جيدًا وبيننا وبين أنفسنا نعترف أن قنديل صاحب أقوى صوت مصري بل وعربي أيضًا"، ثم واصل كلامه: "وقد اكتشفت أنا فيه قوة الحنجرة منذ أن كان صغيرًا حينما كنت أتردد على منزل والده بحكم طبيعة عمله كموسيقي بالمعهد ومن شدة حماسي له ساعدت في تدريبه وقلت لوالده وللكثيرين أن مستقبل كبير ينتظره".

حتي العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كان حاضرًا مع عبدالوهاب فتدخل قائلًا: "إن قنديل هو المطرب الوحيد الذي لا يخدع الأذن؛ لأن قدراته الغنائية تصل إلى 1000%"، ثم أوضح بقوله: "إذا قدر لنا جميعًا الحياة لأعوام طويلة قادمة قل مثلا أربعين عامًا من الآن وتم الاستعانة بنا في حفل جماعي ستجدون أصواتنا جميعًا انتهت لأن قدراتنا لا تتعدى الآن العشرين مقامًا في حين أن قنديل يمكنه البقاء والغناء لأكثر من 60 عامًا قادمة".



ثم جاء دور الفنان  فريد الأطرش فعلّق قائلًا : "إن هذا القرن لم يشهد مولد مطرب واحد بقوة صوت محمد قنديل؛ لأنه ببساطة صاحب أقوى حنجرة صوتية ولا أظن أن الزمان سيجود علينا بمطرب آخر شبيه".

ولكن لم يكن ذكاء محمد قنديل بقدر موهبته وقد يكون من وقف يحاربه أو أنه كان كسول كما قال عنه الموسيقار حلمي بكر أو غير طموح كما قال عنه الموسيقار محمد الموجي أو أنه رجل بيت كما قال عنه الموسيقار بليغ حمدى، ولولا ملاحمه لكان بطلا من أبطال الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية مثله مثل عبد الحليم حافظ.


ولكن يظل محمد قنديل صاحب الحنجرة التي أذهلت عمالقة الغناء والموسيقى في العالم العربي وتظل أغانيه التي نسمعها و نرددها بحب مثل "أبو سمره السكره و ياحلو صبح ويارايحين الغورية وسماح سماح وغاليين عليا يا أهل إسكندرية ووالله بعودة يارمضان" وغيرها من الأغاني التي بلغت الـ 800 أغنية .. رحمه الله وغفر له.