قطر تسخر أبواقها الإعلامية للهجوم على ماكرون.. "مصر تايمز" تستعرض استثمارات الدوحة داخل باريس.. الدوحة تملك نادى سان جيرمان وعمارة الإليزيه وتوتال.. والاستثمارات القطرية تتضاعف بالمليارات
أحرج رواد مواقع التواصل الاجتماعى المسئولين فى دويلة قطر، وذلك بعد قيادتهم حملة ممنهجة ضد فرنسا بعد الإساءة للإسلام والرسول، من خلال أبواقها الإعلامية المتمثلة فى قناة الجزيرة والإعلاميين المصريين المأجورين الذين يتحدثون بلسان النظام القطري، بعدما نشر العديد من الـ "كوميكسات" على "فيس بوك وتويتر وانستجرام" .
وأرجع رواد التواصل الاجتماعي ما يفعله النظام القطري عبر "الجزيرة" الى أن هذه القناة المشبوهة هي وليدة أجهزة استخبارات أختارت لها أن تبث من أرض الخيانات دويلة قطر، أما العاملون بها من مذيعين ومذيعات، فهم مجموعة من عملاء المخابرات الأجنبية، ومنهم فيصل القاسم، نزيه الأحدب، مقدم برنامج "فوق السلطة" وهو لبناني، يحمل الجنسية الفرنسية، وكذلك المذيعة خديجة بن قنة، الجزائرية، التي تحمل الجنسية الفرنسية، وعبد الله الشريف الباحث عن الجنسية التركية، الذي تتبني فيديوهاته القناة القطرية، وكل هؤلاء للأسف عرب تحولوا إلى عملاء مخابرات أجنبية يعملون في قطر، بمسميات مذيعين ومذيعات، أما الهدف الرئيسي هو إشعال نار الفتنة بين الدول العربية، وتأجيج حدة التعصب الديني، وجميعهم هاجموا فرنسا عندما صدرت لهم الأوامر بذلك من حكام النظام القطري فى الدوحة .
ومع الحملة الشعواء والدعوات القطرية على المستوي الاعلامي لمقاطعة المنتجات الفرنسية، الأمر الذي وصل إلى حد استغلال الأحداث الرياضية الكبيرة على قنوات "بين سبورت" القطرية للدعوة لحملة المقاطعة فى استغلال دنئ لمنصة رياضية يشاهدها عدد كبير على مستوى العالم بسبب احتكار قطر أهم الفعاليات الرياضية العالمية، ودفع الأموال والرشاوى كعادتها، فى وقت أعلنت جامعة قطر تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي مع قطر إلى أجل غير مسمى .
وعلى أرض الواقع لا تستطيع قطر خداع العالم عبر منصاتها الإعلامية فحجم استثماراتها الضخمة في فرنسا، يقدر بمليارات الدولارات، وأكبر مثال على ذلك للمتابعين فقط للشأن الرياضي، هو أن فريق "باريس سان جيرمان" الأشهر فى الساحة الرياضية العالمية ويضم كوكبة من اللاعبين المشاهير أمثال الفرنسي أمبابي و البرازيلي نيمار والأرجنيني دي ماريا، وغيرهم ملك رجال أعمال قطريين، وخلال السنوات الأخيرة، قامت قطر بضخ مليارات الدولارات وزيادة حجم استثماراتها في أوروبا، بينما كانت فرنسا في مقدمة الدول التي شهدت استثمارًا قطريًا ضخمًا على كافة الأصعدة التجارية والسياسية والبحثية، والرياضية أيضًا.
وفي يونيو 2018، نشرت الصحف القطرية ذاتها تقريرًا حول حجم استثمارات الدوحة في فرنسا، مشيرة إلى أن استثماراتها بلغت أكثر من 40 مليار دولار في عام 2018، حيث قامت الدولتان خلال السنوات الأخيرة بتوقيع اتفاقيات متعددة، منها اتفاقيات بقيمة 12 مليار يورو خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدوحة في ديسمبر 2017، هذا إلى جانب مشاريع الطاقة الكبرى والاستراتيجية بين "قطر للبترول" و"توتال الفرنسية"، والتي يمتد أغلبها لـ 25 عامًا.
وقالت الصحف القطرية إن قطر تعد المستثمر الأول من بين دول المنطقة في فرنسا، وتسهم في بعض أهم الشركات الفرنسية، فعلى سبيل المثال لا الحصر تستحوذ قطر على نسبة 100% من نادي باريس سان جيرمان، و100% من عمارة الإليزيه، و85.7% من رويال مونسو، وتوتال 2%، وفيوليا 5%، ولاجاردير 16.75%، وفينشي 5.5% ، موضحه أن الإستثمارات القطرية في فرنسا شهدت نموًا متواصلًا، وشملت العديد من القطاعات مثل الطاقة والعقارات والفنادق والخدمات المالية والاتصالات والرياضة.
وبلغت استثمارات جهاز قطر للإستثمار في فرنسا 25 مليار يورو (30 مليار دولار) أي ما يوازي 11% من قيمة استثمارات الجهاز، بالإضافة إلى الإستثمارات الخاصة التي تصل إلى 10 مليارات دولار، حيث أظهرت البيانات المتاحة على الموقع الرسمي للدبلوماسية الفرنسية قيمة المبادلات التجارية الثنائية بانتظام بين البلدين، والتى بلغت ملياري يورو سنويًا منذ عام 2014.
على جانب أخر تواصل الدوحة دعمها للجماعات المتطرفة التي تسببَّت جرائمها في الإساءة للدين، فضلًا عن استضافتها الداعية الإخواني يوسف القرضاوي، الملقب بـ"الزعيم الروحي" لجماعة الإخوان الإرهابية، فيما سعت قطر منذ سنوات إلى التحريض بالخطاب المتطرف وتمويل الجماعات الإرهابية حيث اتهمت نخب فرنسية دولة قطر بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة تخدم الإسلام السياسي في البلاد، فيما طالب مشرعون فرنسيون الحكومة بحظر تنظيم "الإخوان" والتدقيق أكثر في مسار الأموال الأجنبية .
وفي أبريل 2019، نشر الكاتب الفرنسي "جورج مالبرونو" جزءًا من وثائق استقصائية حول دفع مؤسسة قطر الخيرية راتبًا شهريًا يقدر بنحو 35000 يورو شهريًا لحفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية طارق رمضان، مضيفًا: "يكشف هذا الكتاب عن شبكة واسعة لتمويل 140 مسجدًا في أوروبا، من بينها 22 في فرنسا، من قبل مؤسسة قطر الخيرية، وفي الشهر ذاته، جدد النائب الفرنسي "جيلبيرت كولر" دعوته إلى ضرورة فتح تحقيقات برلمانية بشأن تمويلات مؤسسة "قطر الخيرية" لعدد من مشاريع المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية في فرنسا.
لكن مع كل ذلك تبقى فرنسا إحدى الوجهات المفضّلة لدى المستثمرين القطريين في الخارج، إلى جانب المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قُدّرت قيمة الاستثمارات القطرية في فرنسا بنحو 25 مليار يورو في عام 2016، وأُنشئ صندوق استثمارات ثنائي أُطلق عليه اسم "أبطال المستقبل الفرنسيون" في عام 2013، بقيمة 300 مليون يورو، وهو ثمرة الشراكة بين صندوق الودائع والأمانات في فرنسا وجهاز قطر للاستثمار، حسبما أفاد الموقع الرسمي للدبلوماسية الفرنسية.
وفي مارس 2019، قالت الكاتبة والمحللة السياسية بمعهد "جيتستون"، جوديث بيرجمان، إنه عندما عرضت قطر لأول مرة الاستثمار في الشركات الصغيرة فى الضواحي الفرنسية أثار الأمر قلقًا في الداخل الفرنسي، لافتة إلى تصريحات "كريم صادر"، خبير الشرق الأوسط الفرنسي، لتليفزيون "فرانس 24" في عام 2012، والتي أشار فيها إلى تمويل قطر ضواحي فرنسية ودورها في تمويل جماعة الإخوان الإرهابية.
وطبقا لوثائق حكومية قطرية فقد أُنشئ صندوق قطرى فرنسى مشترك يحدد شروطًا معينة لاستثمارات الدوحة من أجل تهدئة التوتر المتعلق بالاستثمارات، لكن عام 2016، ووصلت الاستثمارات القطرية وحدها في فرنسا لحوالي 22 مليار دولار، وتقدر استثمارات جهاز قطر للاستثمار في فرنسا بنحو 30 مليار دولار أي ما يوازي 11% من قيمة استثمارات الجهاز، بالإضافة إلى الاستثمارات الخاصة التي تصل إلى 10 مليارات دولار.