رئيس جامعة الأزهر: التطرف الفكري نتاج الفهم الخاطئ للنصوص المقدسة
الأحد 07/نوفمبر/2021 - 08:42 م
قال الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، إن مؤتمرنا الـيـوم يبرز دور الأزهر في الحفاظ على الإسلام، ودور العلماء في بيان المفاهيم الصحيحة عنه باعتباره أكبر مرجعية سنية على مستوى العالم، مضيفًا أنه إذا أردنا تجديد الخطاب الديني فيجب علينا أولاً أن نحدد من لـه حق في تجديد الخطاب الديني؛ حتى لا يصبح الدين مهنة لمن لا مهنة له، فيتكلم فيه الرويبضة دون استعداد وتأهيل علمي، معتمدين على الهوى والميل النفسي.
وأكد رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته في المؤتمر الدولي العلمي لكلية الدعوة والذي جاء تحت عنوان "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، أن التطرف الفكري أتى من الفهم الخاطئ لنصوص القرآن والسنة، ومن عدم الاعتماد على المتخصصين، مشددًا على أن الحديث في أمر الدين يجب أن يسند إلى أهل الاختصاص، وهـذا ليس من باب الحجر الفكري على أحد، ولكـن مـن بـاب أنّ الاجتهاد في كل تخصص له أهله، وكذلك الدين.
من جانبه بيّن الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، أن الأزهر ظل منذ أكثر من ألف عام حاملاً مشعل الحضارة الإنسانية والتراث العلمي ومنارة للعلم، وقبلة لطلابه من كل مكان؛ لتعلم العلوم الشرعية، والعربية، والإنسانية، كما أنه مركزا للوسطية والاعتدال، ونشر الثقافة، وتعاليم الإسلام وقيمه السمحة التي لا تعرف الغلو ولا التطرف.
وفي ذات السياق أكد الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، أن دعوة الإسلام في تاريخها الطويل لم تعرف التفرقة بين علم وعلم، فيقبل علم ويرفض آخر؛ بل ما عرفت إلا المزاوجة بين العلوم والجمع بين المعارف النظرية والعملية الشرعية والإنسانية، وهذا ما درج عليه الأزهر الشريف في أداء مهمته التعليمية، فلم يكتف بتعليم العلوم الشرعية فحسب؛ بل جمع إليها العلوم المختلفة.
واختتم الدكتور "حسين" أن كلية الدعوة الإسلامية حرصت على اعتماد مبدأ التكامل المعرفي بين العلوم؛ إيمانا بضرورة إعادة بناء نموذج الداعية الواعي بمستجدات العصر وقضاياه الحديثة، وذلك بدراسة طلابها العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية؛ حيث إن اقتصار الداعية المسلم على دراسة العلم الشرعي دون العلوم الأخرى لهو من أكبر الأسباب التي أدت إلى الأزمة الفكرية عند المسلمين، والتي يسعى المخلصون من أبناء هذا الوطن لتجاوزها.
ويناقش المؤتمر العلمي الدولي الأول بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة خلال يومين ستة محاور، وهي مدخل إلى العلوم الشرعية والإنسانية، توظيف العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية، دور العلوم الشرعية في خدمة الدعوة الإسلامية، دور العلوم الإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية، جهود علماء المسلمين في توظيف العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية قديمًا وحديثًا، وأخيرًا دور الأزهر الشريف والمؤسسات والجامعات الإسلامية في توظيف العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية.