جريدة "صوت الأزهر": الأمام الأكبر يرد على حملات الاساءة للنبي ومن يوفرون لها الدعاية .. "ما يحدث مضاربة رخيصة فى سوق السياسات والصراعات الانتخابية"
نشرت جريدة "صوت الأزهر" لسان حال مشيخة الأزهر الشريف، فى عددها بتاريخ اليوم، سلسلة من المقالات، بشأن الهجمة الاخيرة على المقدسات الاسلامية والاساءة للرسول "عليه الصلاة والسلام"، فيما تصدرت صفحة الغلاف عنوان رئيسي: "الأمام الأكبر يرد على حملات الاساءة للنبي ومن يوفرون لها الدعاية" ووصفت ما يحدث بالمضاربة الرخيصة فى سوق السياسات والصراعات الانتخابية .
ونقلت الجريدة عن شيخ الأزهر فى تصريحات نشرها على مواقع
التواصل الاجتماعي باللغات "العربية والانجليزية والفرنسية: إن العالم
الإسلامي يشهد "حملةً ممنهجةً للزج بالإسلام في المعارك السياسية .. مضيفا إن
هذه الحملة "بدأت بهجمةٍ مغرضةٍ على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، لا نقبلُ
بأن تكون رموزُنا ومقدساتُنا ضحيةَ مضاربةٍ رخيصةٍ في سوق السياسات والصراعات
الانتخابية".
ووجّه الطيب رسالة "لمَن يبررون الإساءة لنبي
الإسلام" قائلا "إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية
وأجنداتكم الضيقة، وأُذكِّركم أن المسؤوليةَ الأهمَّ للقادة هي صونُ السِّلم
الأهلي، وحفظُ الأمن المجتمعي، واحترامُ الدين، وحمايةُ الشعوب من الوقوع في
الفتنة، لا تأجيج الصراع باسم حرية التعبير".
نشهد الآن حملةً ممنهجةً للزج بالإسلام في المعارك
السياسية، وصناعةَ فوضى بدأت بهجمةٍ مغرضةٍ على نبي الرحمة صلى الله عليه...
وكان شيخ الأزهر قد رد قبل أسبوعين على تصريحات الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصفا إياها بأنها "غير مسؤولة".
وخلال مجموعة من
المقالات بعضها ضم تصريحات للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف مدافعا
عن الإسلام أكد خلالها أنه لا يقبل أن تكون رموز الإسلام ومقدساته ضحية مضاربة
رخيصة في سوق السياسات والصراعات الانتخابية، وأقول لمن يبررون الإساءة لنبي
الإسلام "إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة"
.
كما أعلن شيخ الأزهر
الشريف، استنكاره من الحملة الشرسة الممنهجة على الإسلام، رافضا أن تكون رموزه
ومقدساته ضحية مضاربة رخيصة في سوق السياسات والصراعات الانتخابية في الغرب، ونسرت
مضمون تدوينة له على موقعي التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر باللغات العربية
والفرنسية والإنجليزية، جاء فيها "نشهد الآن حملةً ممنهجةً للزج بالإسلام في
المعارك السياسية، وصناعةَ فوضى بدأت بهجمةٍ مغرضةٍ على نبي الرحمة صلى الله عليه
وسلم، لا نقبلُ بأن تكون رموزُنا ومقدساتُنا ضحيةَ مضاربةٍ رخيصةٍ في سوق السياسات
والصراعات الانتخابية".
وأضاف الطيب " إن
الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة، وأُذكِّركم أن
المسؤوليةَ الأهمَّ للقادة هي صونُ السِّلم الأهلي، وحفظُ الأمن المجتمعي،
واحترامُ الدين، وحمايةُ الشعوب من الوقوع في الفتنة، لا تأجيج الصراع باسم حرية
التعبير".
وفى مقال للجريدة بشأن الازمة الحالية قالت أنه عقب
ثورة الخامس والعشرين من يناير كان من مظاهر الانقسام الحادِّ، الكثيرةِ فى ذلك
الوقت، محاولاتٌ أثارت الفزع للانقضاض على حرية الرأى والإبداع والفكر، وهنا كان
الدورُ الحاسمُ والتاريخىُّ للأزهر الشريف؛ حيث جمع هذا المعهدُ العريقُ فى رحابه
المثقفين والمفكرين ورؤساء الأحزاب؛ لعبور هذا الانقسام، ووَضْع الوثائق الضامنة
للحريات والمؤسِّسة للمواطنة بوصفها مُرتكَزاً لشكل الدولة.
وخلال تلك المرحلة الحاسمة فى تاريخ مصر، وفى
ظِلِّ وجود بعض التيارات المتشدِّدة والرَّافضة لأى إبداع أدبىٍّ أو فنىٍّ، تحت
مزاعم أن الشريعة الإسلامية السَّمْحة تُحرِّم هذا النوع من الإبداع - انتفض
الأزهر للدفاع عن حرية الإبداع بمختلف مجالاته العلمية والأدبية والفنية؛ فكانت
وثيقتُه الثالثة التى حملت عنوان: «وثيقة النظام الأساسى للدولة»، وتضمَّنت
تأصيلاً شرعياً وفلسفياً ودستورياً للحريات الأربع: «حرية العقيدة، وحرية البحث
العلمى، وحرية الإبداع والفنون، وكل ما يحمى ذلك من حرية الرأى والتعبير عنه»، وهو
جوهر تلك الحرية المسئولة بجوانبها المختلفة، وهذا إنَّما يدلُّ على تشجيع الأزهر
الشريف ومساندته للإبداع الفنى.
وفى أجابة على سؤال: ما الفن الذى يشجعه الأزهر
الشريف ويسانده؟ قالت: أن الأزهر يُشجِّع، ويساند، بل ويدعم الفنَّ الهادف، الذى
يحمل رسالةً يريد من خلالها الارتقاءَ بالمجتمع، وتغيير الواقع السيئ إلى واقعٍ
أفضل، ولا شكَّ أن الفن إذا فَقَدَ رسالته يصبح فناً مبتذلاً وضاراً ومدمِّراً،
وقد قلت من قبل إن الفن يؤثِّر على سلوك الشباب وأخلاقهم بطريقة سلبية بنسبة كبيرة
جداً، وذكرت حينذاك أن السبب فى هذا التأثير السلبىِّ هو أن الأعمال الفنية فى
السنوات الأخيرة تجعل الشباب غير جادٍّ فى التعامل مع الحقائق، وتدعوه إلى
فَهْمِها كما يتسنَّى له، أو اللجوء إلى لا أقول تقدير الموقف تقديراً حقيقياً،
كما يتطلَّبه على الواقع، وإنَّما يخلع عليه من تصوُّراته ومن ذاته الكثير؛ بحيث
يستطيع أن يهرب أو يعتدى أو يُهوِّل من شأنه، وتبقى المشكلة موجودة.
وكان فضيلة الإمام
الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد ترأس امس الاثنين، اجتماع مجلس
حكماء المسلمين، عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وخلال الاجتماع ندد مجلس
حكماء المسلمين بالحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء
بالمقدسات الإسلامية تحت شعار "حرية التعبير"، مؤكدًا استنكاره الشديد
أيضًا لحادثة مقتل المدرس الفرنسي، وكذلك الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين
مسلمتين قرب برج إيفل، مشددًا على أن كل هذه الحوادث هي إرهاب بغيض أيًا كان
مرتكبها وكيفما كانت دوافعها.
وأعرب مجلس حكماء
المسلمين عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام
محمد -صلي الله عليه وسلم- ومقدسات الدين الإسلامي، مشددًا على أن حرية التعبير لابد
أن تأتي في إطار من المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الاخرين ولا تسمح بالمتاجرة
بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية.
وجدد مجلس الحكماء دعوته
للمواطنين المسلمين في الغرب إلى التمسك بقيم التعايش والسلام والمواطنة مع كل
المكونات الاجتماعية في بلدانهم، والاندماج الإيجابي في تلك المجتمعات، بما يعزز
مساهماتهم في البناء والتنمية مع الحفاظ على ثوابتهم وخصوصياتهم الدينية
والثقافية، وعدم الانجرار لاستفزازات الخطاب اليميني الذي يستهدف تشويه الإسلام
وترسيخ فكرة إلصاقه بالإرهاب والانعزالية، ويروج للعداء ضد المسلمين.
وأكد المجلس أن مواجهة
هذا الإساءات ستكون من خلال القضاء وبالطرق القانونية، إيمانا من المجلس بأهمية
مقاومة خطاب الكراهية والفتنة بالطرق السلمية والعقلانية والقانونية.
وطالب المجلس المسلمين
أيضًا بمواجهة خطاب الكراهية عبر المطالبة بسن تشريعات دولية تجرم التحريض علي
الكراهية والتمييز ومعاداة الإسلام، مطالبا عقلاء الغرب ومفكريه بالتصدي للحملة
الممنهجة على الإسلام ومعاداته والزج به في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية
وتهيئة البيئة الصحية للتعايش والأخوة الإنسانية.
كما كشفت جريدة "صوت
الازهر" فى مقال لها عن شخص شيخ الازهر ودور الأزهر
الشريف وتاريخه، وكذلك الوثائق التاريخية التى أصدرها الأزهر منذ تولى الإمام
الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر، وذلك وفقًا للخطة التى وضعها الأزهر
الشريف لتحديث منظومة المناهج الأزهرية لتسير وفق مجريات العصر، وبعيدًا عن أى فكر
متطرف .
وقالت
أن الأزهر الشريف وضع لطلاب الصف السادس موضوعًا مهمًا للغاية يتعلق بالتعامل مع
الآخر، حيث تم وضع درس متكامل يعلم الطلاب كيفية التعامل مع الآخر باعتباره شريكًا
فى الوطن، وهو ما يؤسس لدى الطالب مبدأ المواطنة، حيث يبدأ الدرس بتوضيح الأهداف
المهمة التى يسعى إليها من خلال التعريف باحترام حقوق الآخر، ومراعاته وحسن التعامل
معه، ويأتى الموضوع فى أسلوب الحوار الأبوى بين الأب والأم وأبنائهما، يعلمونهم
ويعرفونهم حقوق الآخر، وكيف أن الإسلام أسس لمبدأ المواطنة واعترف بالآخر وأعطاه
حقوقه كاملة غير منقوصة، خاصة حقوق غير المسلمين من أبناء وطنه، معرفًا بأنهم
شركاء فى الوطن ولهم ما لنا وعليهم ما علينا.
أما
فى المرحلة الإعدادية، فقد آثر الأزهر الشريف أن يقدم لطلابه نصائحه الثمينة، خاصة
أنهم فى مرحلة التأسيس، حيث تم وضع درس بعنوان «أيها الأزهرى» يقدم عدة نصائح
ويعرف بمكانة الأزهر الشريف، ومكانتهم باعتبارهم يحملون اسم الأزهر ويدرسون علومه،
فيعرفهم بأن الأزهر الشريف هو هيئة علمية وإسلامية كبرى تقوم على حفظ التراث
الإسلامى ودراسته ونشره، ويبين لهم ميراث العلماء فى الأزهر الشريف وكيف كان
الأزهر قديمًا زادًا للعلم والعلماء ومدرسة لها تاريخها الطويل، منهيًا الدرس ببعض
النصائح للطلاب حتى يكونوا حاملين لواء الأزهر والإسلام الوسطى المعتدل فى
المستقبل.
ويدرس
طلاب الصف الثالث الإعدادى فى كتاب الثقافة الإسلامية درسًا مهمًا حول سماحة
الإسلام فى معاملة أهل الأديان الأخرى، وهو بذلك يؤسس للمبدأ الذى درسوه فى الصف
السادس حول حقوق الآخر، فيوضح هذا الدرس سماحة الإسلام واعترافه بحقوق الآخر، وما
هو معنى تلك السماحة، ساردًا مواقف عديدة من عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين حول
تلك السماحة وكيف تعامل الإسلام مع الآخر واعترف بهم وبحقوقهم.
ويسرد
الدرس فى أسلوب حوارى بين الأب وأبنائه معنى السماحة والاعتراف بحقوق الآخرين خاصة
الإخوة المسيحيين فهم شركاء فى الوطن ولهم جميع الحقوق وعليهم واجبات مثلنا
تمامًا، ولا فرق بين مسلم ومسيحى على أرض مصر، كما أنه لا إكراه فى الدين، ولا
يجوز إجبار أحد على الدخول فى الإسلام، وأن ما تقوم به جماعات الإرهاب والضلال ليس
من الإسلام فى شىء، كما أن الإسلام حرم الدماء والتعرض لحرمات الآخرين، مبينًا
علاقة الإسلام بالأديان الأخرى.
وفى
درس آخر فى كتاب الثقافة الإسلامية لطلاب الصف الثالث الإعدادى، يأتى هذا الدرس
المهم للتعريف بخطورة الإرهاب وجماعات التكفير، وموقف الإسلام منهم، موضحًا أن هذه
الجماعات هم خوارج هذا العصر، وأن ما يقومون به من قتل وسفك للدماء ليس من الإسلام
فى شىء، وأن الإسلام بعيد كل البعد عما يقوم به هؤلاء التكفيريون، فالإسلام دين
سلام ويدعو للتآخى والتعايش، وأن هناك فرقًا كبيرًا بين الجهاد فى الإسلام وبين ما
تقوم به جماعات الضلال.
فيما
يدرس طلاب الصف الأول الثانوى بالمعاهد الأزهرية درسًا مهمًا آخر فى مادة الثقافة
الإسلامية حول قضية التكفير، مبينًا حكم تكفير المسلم، مبينًا أنها قضية خطيرة
تترتب عليها آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ولهذا لا يجب القول أو الحكم بكفر
أحد، لأنها قضية خطيرة، تكمن خطورتها فى انتشار الفكر التكفير وتؤدى لهدم
المجتمعات والأوطان.
ومن
أجل أن يخطو طلاب المعاهد الأزهرية خطوة صحيحة فى طريق المستقبل، قرر الأزهر
الشريف تدريس وثائقه التى أصدرها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر،
منذ توليه منصبه، وذلك حفاظًا على مقدرات الوطن بعد ثورة 25 يناير 2011م، ويقوم
الأزهر الشريف بتدريس ثلاث وثائق مهمة وهى وثيقة الأزهر الشريف حول مستقبل مصر،
ووثيقة الأزهر الشريف للحريات، ووثيقة الأزهر الشريف لنبذ العنف، ويهدف الأزهر
الشريف من تدريس هذه الموضوعات إلى رفع كفاءة الطلاب فكريًا ومعنويًا، وتعريفهم
بالدور الذى قام به الأزهر الشريف فى ظل الفترات الحرجة التى مر بها الوطن، كما
يقوم بعرض مقتطفات من تلك الوثائق ليبين للطلاب وهم على أعتاب الالتحاق بالجامعة
بتاريخ الوطن وتنمية فكرهم وتوسيع مداركهم.