الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

قصة حياة مهندس روسي يترك الحياة وسط البشر ليعيش مع الكلاب

الخميس 18/نوفمبر/2021 - 07:33 م
قصواء الخلالي
قصواء الخلالي

قالت الإعلامية قصواء الخلالي، إن الفهم الحقيقي للممارسة الإنسانية والسلوكيات هي من تصنع العادات والتقاليد العامة، لافته إلى أنه وفي كتاب "مقدمه في علم الاجتماع" والذي صدر في عام 2012 تم الحديث فيه عن طفل هرب من منزله بعدما تعرض للكثير من المضايقات من صديق والدته ليحيا في الشارع مع الكلاب.

وأضافت "الخلالي"، خلال تقديمها لبرنامجها "في المساء مع قصواء"، المذاع على فضائية "CBC"، أنه وفي روسيا خلال مرحلة التسعينات حدثت الكثير من المتغيرات الكبرى جراء سقوط الاتحاد السوفيتي، ما أدى بدوره إلى حدوث تأثرات اقتصادية سلبية على الشعوب في الاتحاد، "كان فيه أسر كتير عندها خلل في الانفاق والتعامل مع أطفالهم جراء المشاكل الاقتصادية، ما أدى لتشريد الكثير من الأطفال".

وأوضحت أن الطفل إيفان ميشيكوف هو طفل احتضنته الكلاب في شوارع موسكو قارصة البرودة بعدما هرب من منزل والدته خوفا من زوجها حتى لا يأذيه، ومع مرور الأيام أصبح الطفل زعيم لتلك الكلاب، "الكلام ده في فترة التسعينات، وكان عنده 5 سنين ومقيم مع والدته بمنطقة قريبة من موسكو، وتعرض لبعض الإذاء من صديق والدته، وكانت والدته بتشرب الكحوليات، وهرب للشارع وقرر أن يحيا تلك الحياة الصعبة في شوارع موسكو الباردة".

ولفتت إلى أن الكلاب قامت باحتواء الطفل الصغير وخفت حده شراستهم ضده رويدا رويدا، حتى أصبح الطفل صديقا للكلاب وينام أعلى فروهم حتى يشعر بالدفئ، وكان يلهوا معهم كل صباح حتى انقطع تماما عن التعامل مع البشر ونسي اللغة الروسية وكيفية التعامل مع المواطنين، "بدأ في فهم ما يقصده الكلاب في نباحههم، ونسي التعامل مع البشر واعتاد على الحياة وسط الكلاب".

وأكدت أنه وفي أعقاب ذلك انتبه الناس بأن الطفل بدأ في النباح مثله مثل الكلاب، وأصبح فاقدا للغة الروسية، وبات سلوكه تجاه الناس عدائيا، وبدأت الشرطة تنتبه لهذا وعندما سعوا إلى جلب الطفل من براثن الكلاب تعرضوا لشراسة الكلاب وقامت الكلاب بتهريب الطفل من أيدي رجال الشرطة، حتى إنهم فشلوا في اصطحاب الطفل معهم في النهاية.

لم يتوقف مجهودات رجال الشرطة عند هذا الحد، بل نصبوا فخا للطفل من أجل اصطياده بعيدا عن الكلاب، وهو ما تم بالفعل، حيث جرى وضع الطفل في أحدى دور رعاية الأطفال في روسيا، في حين بدأت الكلاب في البحث عن الطفل عبر تقفي أثره، وعثروا عليه في النهاية في مركز رعاية الأطفال وبدأوا بالنباح وعندما نظر إليهم الطفل من أحدى نوافذ الدار.

وأشارت إلى أنه وفي أعقاب ذلك لم تتوقف الكلاب عن النباح من أجل الوصول إلى صاحبهم، حتى اعتبرهم قوات الشرطة كلابا شرسة وقاموا بقتلهم جميعا، "هنا إنهار الطفل، ودخل في حالة نفسية سيئة لمدة سنوات، وفي أعقاب ذلك خرج للحياة العامة ممتن لاحتوائه، ولكنه حزين على الكلاب اللي قضي معاهم وقت إنسانيا طويلا".

وتابعت: "إيفان دلوقتي بقي واحد من المهندسين، ويقضي حياة طيبة، وقصته انتشرت بعدما كبر، وكتبت عنه أكثر من قصة، منها مسرحية استرالية باسم طفل الكلب".