بين الإنتخابات والتدخل العسكرى.. كيف عادت عائلة القذافى إلى واجهة المشهد الليبى؟
الأحد 05/ديسمبر/2021 - 12:13 ص
عشرة أعوام مرت على مقتل معمر القذافي، العقيد الذي حكم ليبيا لقرابة أربعين عاماً، إستأثر فيها بالحكم، منذل الأول من سبتمبر عام 1969م، بعد قيادته لمجموعة شباب من الضباط العسكريين الليبيين ضد الملك محمد إدريس الأول.
واستمر حكم القذافي وعائلته، طوال هذه الفترة قائمًا، حتى 20 أكتوبر عام 2011م، حيثُ عُثرَ عليه مختبئًا في خندق، غرب مدينة سرت، ليفارق الحياة بعد وقتٍ قصيرٍ من إلقاء القبضِ عليه.
ومع سقوط القذافي، سقطت عائلته، وعلى رأسها نجله سيف الإسلام، الذي كان يتم الترويج له، على أنه ورريث العهد، والحاكم القادم لليبيا، حيث تم إلقاء القبض على كامل أفراد عائلة العقيد، ووضعهم في السجون للخضوع إلى المحاكمة، حتى عودتهم لتصدر المشهد من جديد، على الساحة الليبية، وسط تخبط وعدم اتزان من جانب القوى الموتصارعة على الحكم.
وبعد رحيل القذافي، توجهت الأنظار إلى مصير أسرته التي لم يتبقى منها سوى ثلاثة أفراد فقط لا زالوا يؤثرون في المشهد، وهم سيف الإسلام القذافي، والساعدي القذافي، واحمد قذاف الدم.
اختىفى إسم العائلة لفترة، بعد هروب زوجته الثانية صفية فرقاش، وطلبها اللجوء إلى سلطنة عمان، ومقابلة طلبها العود إلى ليبيا بالرفض، حيث توفى ثلاثة من أبناء القذافي، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، معتصم القذافي، الذي قتل على أيدي مسلحين في اليوم نفسه الذي شهد مقتل والده. ومنذ ذلك التاريخ تفرق شمل عائلة القذافي، فساروا في دروب متباينة.
ومع إعلان سيف الإسلام القذافي، ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة الليبية، والمقرر عقدها في شهر ديسمر المقبل، عاد إسم عائلة القذافي للظهور من جديد وبقوة على الساحة السياسية، بعد أن غاب لأكثر من 10 أعوام عن المشهد.
ومع عودة سيف الإسلام، ظهرت التخوفات من إمكانية عودة عائلته للحكم من جديد، ولعل ما زاد من تعقيد هذا الوضع، هو تظاهر عشرات الليبيين، أمام محكمة مدينة سبها جنوب البلاد دعما لسيف الإسلام القذافى، بعد استبعاده من القائمة الأولية للمرشحين لانتخابات الرئاسة .
بينما من جهته الشخصية، اتهم نجل القذافي أحد المليشيات المسلحة بالوقوف وراء، عدم النظر في الطعن على استبعاده من السباق الانتخابي حتى الأن، حيث قال إن قوة عسكرية طوقت مبنى محكمة سبها الابتدائية، ومنعت القضاة والموظفين من الدخول لمباشرة عملهم.
ومن جهتا نفت مفوضية الانتخابات، هذه الأنباء معلقة أن القوات الموجودة في محيط المحكمة، هي قوات للتأمين، ودعت محكمة سبها، إلى النظر في استأناف القذافي على الحكم، لتحكم الأخيرة في النهاية بعودة سيف الإسلام القذافي إلى السباق الرئاسي مرة أخرى، برفقة
أما على من جهة أخرى، فقد عاد أحمد قذاف الدم، المسئول السابق في الدولة، وابن عم العقيد، للظهور مرة أخرى، لكن هذه المره، مع تصريحات لازعه، وتلويح بالتدخل العسكري، حيث صرح في حوار تلفزيوني أجراه أمس الإثنين مع قناة الحدث الفضائيه، أنه يشدد على السلمية ولكن أرجو ألا نضطر لحمل السلاح لمواجهة العزل السياسي.
وكان قذاف الدم نفسه، قد انشق عن نظام القذافي عام 2011، ولجأ إلى مصر احتجاجا على حملة القذافي ضد المتظاهرين، لتلقتي قوات الأمن المصرية القبض عليه في 19 مارس 2013، بأمر من الانتربول، لكنه لم يمكث طويلًا، حيث قضت محكمة جنايات القاهرة ببرائته فيما بعد.
وطوال فترة الفترة الماضية، ظهر قذاف الدم بعدد من الحوارات والبرامج التلفزيونية، وفي كل مرة كان يظهر فيها كان له عدد من التصريحات التي تهيج الرأي بالداخل الليبي، لعل أبرزها
كما وضع قذاف الدم الكرة في ملعب القبائل، من خلال تصريحاته الأخيرة، حيث قال إن القبائل تريد أن تكون شريكا بالدولة وهناك من يحاول منعها، ومحكمة سبها محاصرة من قبل مسلحين وهذا سيؤدي لوضع خطير، وأدعو خليفة حفتر للتدخل، مضيفًا أن من يخاف المحكمة يثبت أنّ سيف الإسلام بريء وسيترشح للانتخابات.
ومن هنا بدأت التساؤلات في الظهور، على الساحة اللليبية، هل يعود رموز فترة القذافي وماقبل 2011 إلى تصدر المشهد الليبي مرة أخرى ؟
تساؤل ذاد إلحاحه، إطلاق سراح مجموعة من السجناء الليبيين، على رأسهم شقيقه الساعدي القذافي وأحمد رمضان الإصبيعي مدير مكتب القذافي، على أمل أن تساهم هذه الخطوة في مساعي حل الأزمة االمستمرة منذ عشر سنوات، والتي يقف فيها أهل ليبيا أمام أنفسهم، بين مطالبات بالإفراج عن أقربائهم، وتأملات بالإصلاح وإنهاء حالة الفوضى التي ضربت البلاد منذ إسقاط نظام العقيد.