تجديد الخطاب الدينى والقدس ودعم المرأة أبرز قضايا جريدة "صوت الأزهر" في 2021
الإثنين 27/ديسمبر/2021 - 04:02 م
واصلت جريدة "صوت الأزهر" مسيرتها التى تحددت منذ أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استيراتيجية الأزهر الإعلامية فى فبراير 2017، لأن تكون جسرًا للحوار بين الأزهر والمجتمع، وذراعًا إعلاميًا معبرًا عن رؤية الأزهر الشريف من القضايا والمواقف كافة بلغة إعلامية وصحفية قادرة على الوصول لكل قطاعات المجتمع، كما أبرزت مسيرة الأزهر في ملف التجديد في الفكر الديني، بالإضافة لاشتباكها مع القضايا المجتمعية المثارة عبر طرح الرؤية الأزهرية الوسطية المستنيرة، والرد على الخطاب المتطرف والمتشدد دينيا واجتماعيا.
كيان الشعب المصري كيان فريد فهو يجمع بين أطيافه الجميع دون تمييز أو تفريق فالكل سواسية، فبدأت الجريدة عام 2021 بعدد خاص أصدرته بمناسبة أعياد الميلاد يحمل الرؤية الأزهرية الوسطية المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة؛ لتبجيل السيد المسيح، وإجازة الاحتفاء بذكرى ميلاده عليه السلام وتبادل التهاني، من خلال استعراض المقررات الدراسية الأزهرية التي تؤكد على أن المواطنة والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ركيزة أساسية في بناء واستقرار الأوطان، كما أكدت على إلغاء مصطلحات تاريخية انتهى سياقها مثل أهل الذمة والجزية، فضلًا عن بنائها عقل الطالب الأزهرى على أهمية المواطنة الكاملة والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين، وأنهت الجريدة العام بعدد مماثل يحتفي بالسيدة مريم العذراء فى الخطاب الإسلامى بمناسبة ذكرى مولد المسيح عليه السلام.
كما أفردت عددًا خاصًا لمناسبة احتفال بيت العائلة المصرية بذكرى مرور 10 سنوات على إنشائه، كمؤسسة جامعة للمؤسسات الدينية المصرية تحت مظلة وطنية تواجه الفتن وتقوي روابط التعاون والتعايش والحوار.
قامت الدولة المصرية بجهود كبيرة في مكافحة كورونا ودعم الأطقم الطبية، لذا حرصت جريدة صوت الأزهر بالاهتمام بالجهود التي تقدمها الدولة المصرية في مكافحة كورونا عبر دعم الإجراءات الاحترازية وتشجيع السلوك الإيجابي ومواجهة الممارسة الخاطئة، وذلك من خلال إبراز الفتاوى الدينية التى تؤكد على هذه المعاني، كما عملت على دعم الأطقم الطبية من خلال معالجات صحفية متنوعة، ركزت على شرح وجوب الأخذ بالرخص الشرعية في زمن الجوائح، والتصدي لمحتكري المستلزمات الطبية وأنابيب الأكسجين، والاحتفاء بالتطوع والبذل، ونقد الإهمال وعدم المبالاة، والدعوة لتعجيل إخراج الزكاة لإنقاذ المتضررين من "كورونا"، ورفض مظاهر امتهان جثة المتوفى بفيروس كورونا كونه مناف للدين والقانون والإنسانية والمروءة.
يعتبر ملف التجديد في الفكر والعلوم الدينية على رأس أولويات الأزهر الشريف وخاصة بتواجد تلك الجماعات التي تقوم بتقديم تفسيرات خاطئة للتراث مما يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، لذا كان للأزهر جهود كبيرة في هذا الشأن حفاظًا على استقرار المجتمعات، فواصلت الجريدة دعم جهود الأزهر الشريف فى هذا الملف وخاصة أن فضيلة الإمام الأكبر خصص خلال العام المنقضي الجزء الأكبر من محتوى برنامجه في رمضان الماضي عن قضية التجديد وما تم فى هذا الملف، كما وضع خريطة طريق تستكمل رحلة سنوات الاجتهاد المتصلة، مطلقا دعوته الكبرى بأن "التجديد ليس خروجًا على الشريعة ولا تفريطًا فى الدين.
وركزت الجريدة على وضع مواصفات علماء التجديد وإزالة الخلط بين النصوص الدينية وبين آراء الفقهاء، وبين أحكام الشريعة وموروثات العادات والتقاليد، مع التأكيد على احترام النصوص القطعية، فضلًا عن محاولة ضبط فوضى الفتاوى والمفتين عبر وضع آلية قانونية لمنع غير المتخصصين من الإفتاء، وذلك من خلال إبراز الشروط الواجب توافرها فى العلماء المجتهدين المتصدين للفتوى وفق المنهج الأزهرى فى ضبط علوم الدين وصناعة العلماء، كما دعمت الجريدة برامج تدريب الأئمة والوعاظ والعاملين فى حقل الفتوى، ودخول الواعظات إلى لجان الفتوى وتطوير وتحديث المناهج الأزهرية وترويجها.
ودعمت الجريدة قضية مناهضة ختان الإناث بإبراز الرأي الشرعي الذى يؤكد أنها من العادات ولا سند لها فى الشرع، ونشرت رؤى فقهية حول تنظيم النسل ومشروعية تنظيم الأسرة فى الإسلام، وركزت على ما تقوله المقررات الأزهرية الدراسية عن المرأة واحترامها وحقوقها فى التعاليم والتربية والمعاملة والمعاشرة بالمعروف بعد الزواج والمساواة بينها وبين الرجل على معيار الكفاءة فى تولي الوظائف العامة، كما أبرزت حديث فضيلة الإمام الأكبر حول شروط تعدد الزوجات، وتأكيد فضيلته أن "المسلم ليس حُرا فى الزواج من ثانية وثالثة ورابعة.. والتعدد "رخصة" مقيدة بشروط.. والأصل فى القرآن الكريم هو: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
ووسط الجدل على أحكام الآثار مع تصدي الدولة للحفاظ عليها وتطويرها أبرزت الجريدة منهج الأزهر الشريف الذى يؤكد على أن "الآثار موروث ثقافي يعرف بتاريخ الأمم والحضارات.. ولا تعد أصناما ولا أوثانا"، والتأكيد على أنه لا تعارض بين الحضارة الفرعونية والثقافة الإسلامية فالحضارات سلسلة متواصلة ببعضها، والمسلمون أبقوا على منجزات سابقيهم واستفادوا منها، كما أبرزت حكم نقل أعضاء من الخنزير للإنسان للتداوي، فتبنت الجريدة الموقف الأزهري المستنير بجواز النقل عند الضرورة وعدم توافر البديل، انطلاقا من كون التداوى فرض وحفظ النفس أولوية، وتصدت للآراء الشاذة التى رأت بغير ذلك.
وظفت الجريدة أعدادها فى دعم الدولة المصرية بشكل عام فيما تواجهه من تحديات، وتثمين ما تحققه من إنجازات على أرض الواقع من خلال خطاب إعلامي وطني وديني يرصد ويتابع ويحلل ويتصدى للشبهات، ومن ذلك مواجهة الجريدة لقضية الشائعات التى تستهدف الدولة المصرية من خلال التأكيد على قيمة التثبت والتبين فى المنهج الإسلامى، وأهمية عدم الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب وعدم ترديدها دون علم أو تيقن.
ولم تغب جريدة صوت الأزهر عن مساندة الموقف المصري من قضية سد النهضة عبر دعم الرؤية المصرية فى تحويل السد إلى ملف تعاون يربح منه الجميع دون تهديد للاستقرار فى حوض وادى النيل، مع التأكيد على رؤية الإمام الأكبر والأزهر الشريف حول الملكية العامة للمياة وعدم جواز التحكم فى مصادرها للإضرار بالآخرين.
ودعمت الجريدة الجمهورية الجديدة، بمناسبة ٧ سنوات على تولي الرئيس السيسى المسؤولية الوطنية بعدد خاص ركز على النجاحات فى تثبيت أركان الدولة وكسر شوكة الإرهاب ميدانيا وفكريا، وتحقيق قفزات تنموية وخدمية لـ"صالح المواطن"، كما تبنت عبر صفحاتها مشروع "حياة كريمة"، باعتباره من المشروعات التى تعد أحد مصارف الزكاة، وأبرزت شراكة الأزهر الشريف ودعمه للمشروع عبر قطاعاته المختلفة.
كما دعمت الجريدة المبادرة الرئاسية "قوارب النجاة" فى التصدي للهجرة غير الشرعية، مبرزة فتوى الأزهر من أن هذه الهجرات والمغامرات مما لا يجوز فعله شرعا ولا قانونا لما فيها من المخالفات وتعريض النفس للمخاطر، كما احتفت بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان كونها تدعم قيم المواطنة والأخوَّة الإنسانية، وبإلغاء حالة الطوارئ وحصد مصر ثمار الأمن والاستقرار.
ودعمت صوت الأزهر جهود الرئيس السيسى والدولة المصرية والأزهر الشريف فى التصدي لخطر التغير المناخي عبر إبراز تحذيرات الرئيس السيسي فى القمة العالمية وخطاب شيخ الأزهر فى قمة قادة الأديان واستعدادات مصر لاستضافة COP 27 فى العام المقبل ومن بينها عدد خاص لتغطية فعاليات مؤتمر جامعة الأزهر حول التغير المناخى فى 18 ديسمبر من عام 2021 والذى يعد نواة أولى للتحضيرات لاستضافة مصر القمة العالمية حول التغييرات المناخية.
واصلت الجريدة دعم ثقافة الأخوة الإنسانية وجهود الأزهر فى هذا المجال عبر الاحتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية وذكرى توقيع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان لوثيقة الأخوة الإنسانية، واستطلاع رؤى علماء العالم الإسلامى والمؤثرين فى العالم حول الحوار بين الأديان وترسيخ قيم الإخاء الإنسانى، ومتابعة أنشطة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية برئاسة شيخ الأزهر ومجلس حكماء المسلمين فى بناء جسور الحوار الإنسانى فى العالم تحت مظلة الأزهر الشريف، إلى جانب رصد تضمين الوثيقة فى المناهج الدراسية فى عدة دول، ودعوة الإمام الأكبر للجميع للالتحاق بركبها والانتصار لمبادئها، ومتابعة حوارات شيخ الأزهر مع القيادات الدينية فى العالم سواء فى مصر أو فى الخارج، والتعاون الأزهرى مع المؤسسات والهيئات فى العالم كله لتعزيز الرابطة الإنسانية والتعايش والسلم مع حفظ خصوصية الأديان والعقائد واحترامها.
تصدت الجريدة لعدد من الظواهر الاجتماعية السلبية المرفوضة بالمعالجات الصحفية والفتاوى التى تظهر المشكلة وتقترح الحلول، ومنها التنمر وزواج التجربة والمثلية والتحرش بالأطفال وانتهاك الخصوصية وترويج الفضائح، فضلًا عن التصدي لقضايا الاتجار بالبشر والتأكيد على أن الإسلام دعا إلى تجريم كل أشكاله، بالإضافة إلى التصدي لظاهرة التحرش بالنساء مع التأكيد على رفضه أيا كانت ملابس المرأة، كما تصدت لظاهرة التلصص وإفشاء أسرار الحياة الزوجية عبر السوشيال ميديا، مطالبة بتشديد عقوبات القيادة تحت تأثير المخدرات والمسكرات لما تسببه من حوادث أليمه، كما تبنت حملات لترشيد الاستهلاك، إلى جانب إدانة التعصب الرياضي والدعوة إلى ضبط المنظومة الرياضية بميزان أخلاقى.
واصلت الجريدة دعم الحق الفلسطينى باعتباره أحد المرتكزات الأساسية فى سياسة مصر والأزهر الشريف، فأدانت جرائم الإرهاب الصهيوني، وتبنت دعوة شيخ الأزهر التحقيق الدولي فى إجرام الكيان الصهيوني بالتوازي مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بولايتها على الأحداث في الأراضي المحتلة، ودعمت الجهود المصرية فى لم شمل الفلسطينيين بمصالحة حقيقية، وطالبت بحماية دور العبادة فى القدس مع إبراز إدانة الأزهر لمخططات صهيونية للاستيلاء على أراض تخص الكنيسة الأرثوذكسية.
ودعمت الجريدة انتفاضة شباب القدس فى "باب العامود" وأبرزت الموقف المصري الداعي للكف عن المساس بحق المصلين في الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى، كما أكدت على موقف الأزهر من إدانة المساعي الصهيونية الجائرة لطمس الهوية العربية لمدينة القدس، فضلًا عن الجهود المصرية الكبرى لوقف العدوان على غزة وجهود إعادة الإعمار، كما تفاعلت مع دعوة شيخ الأزهر لإطلاق حملات إلكترونية لفضح الجرائم الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني.
وتوجت جريدة صوت الأزهر جهودها بحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أجراه رئيس التحرير بعد خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الأمم المتحدة، والذي أكد فيه على استمرار التنسيق مع مصر والرئيس السيسي وتثمين مواقف الإمام الأكبر والتأكيد على الاستمرار فى مقاومة الاحتلال سياسيا وقانونيا.