الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

الخشت يطالب بمواجهة علمية لمن يحاولون فرض نظرتهم الجزئية على الآخرين

الأربعاء 05/يناير/2022 - 09:34 ص
محمد عثمان الخشت
محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة عن "تطوير الوعي بالدين" للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، والشيخ جابر طايع رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، في إطار مشروع جامعة القاهرة لتأسيس خطاب ديني جديد، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب.

وتناول المشاركون طرق تنمية الوعي بالدين في الإعلام والمنابر وكيفية التخلص من الوعي الزائف، وفي بداية كلمته، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن تطوير الوعي بالدين له وسائل عديدة، وقنوات متعددة، من أهمها المناهج الدراسية والمنابر ووسائل الإعلام والعمل الثقافي، والدور الذي تقوم به هذه القنوات في نشر الوعي سواء كان الوعي بالدين أو الوعي السياسي أو الوعي الاقتصادي أو الوعي المجتمعي مهم جدًا في صناعة الوعي العام وتطهير الوعي بالدين من الخرافات والأساطير ومغذيات التطرف.

وقدم رئيس رئيس جامعة القاهرة، محاضرة بعنوان "تطوير الوعي بالدين بين النظرة الجزئية والنظرة الكلية"، أكد فيها أن معرفتنا بجزء من الحقيقة لا يترتب عليه بالضرورة إنكار ما يعرفه الآخرون، وأن علينا ان نتجاوز في نظرتنا مختلف النظرات الجزئية حتى نرى الأشياء بنظرة كلية.

وقال الدكتور الخشت، إن الوعي بالدين يشترط التخلص من النظرة الجزئية والنظرة الأحادية في النظر إلى الدين، مؤكدًا حاجتنا إلى النظر نظرة كلية تتضافر فيها علوم الدين والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية ومختلف العلوم من أجل أن نفهم ديننا بشكل أفضل.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن أحد أهم المشكلات التي تواجهنا في الحياة المعاصرة وعبر القرون الماضية، أن بعض الناس ينظرون إلى الأمور أو إلى الظواهر  نظرة جزئية ثم يريدون فرض رؤيتهم على الآخرين باعتبار أن ما يرونه وحده هو الحقيقة، مستشهدًا بقصة "الفيل والمكفوفين"، قائلًا إن هذ المثال يعكس موقف معظم الناس في معظم الأمور حتى في الأخبار التي تنتشر على مواقع السوشيال ميديا، وتأخذ جزءا من الحقيقة ويتم التمسك بهذا الجزء ضد الآخرين، مشيرًا إلى أن الأمر نفسه يتكرر مع المتعاملين مع الدين، وأن كلا منهم ينظر إلى الدين نظرة جزئية أحادية ويزعم أن الدين كله هو هذا الجزء.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن هناك إشكالية في التعامل مع الحقيقة بين النظرة الجزئية وبين النظرة الكلية، مؤكدًا أن الأمور تقاس بنتائجها.

من جانبه، قال الدكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، إن موضوع ندوة اليوم مهم ويستدعي تعريف مفهوم الوعي وهو الفهم الصحيح لأي ظاهرة وسلامة الإدراك لهذه الظاهرة، مؤكدًا أن الوعي بالدين مسأله في غاية الأهمية ويشمل عدة أمور ومنها، المناهج الدراسية التي تشمل أمرين وهي مناهج ما قبل التعليم الجامعي ثم المناهج الجامعية.

ووجه رئيس تحرير جريدة الوفد، الشكر للدكتور محمد الخشت، على هذه الندوة؛ مشيدا بالدور الذي يقوم به الدكتور الخشت في تعميم تدريس التفكير النقدي على طلاب جامعة القاهرة نظرًا لأهميته في إعمال العقل والتفكير وعدم الأخذ بالمسلمات.

وقال الدكتور وجدي زين الدين، إن الدكتور الخشت صاحب فكر ومدرسة عظيمة، وأن فلسفته تتماشى مع تأسيس الدولة الوطنية الجديدة، وأن أفكاره في كيفية إعمال العقل والتفكير تعد منبرًا مهما في نطاق تأسيس الجمهورية المصرية الجديدة.

وأكد رئيس تحرير جريدة الوفد، أن تدريس منهج التفكير النقدي لطلاب الجامعة مهم لإخراجنا من عملية المسلمات والحفظ والتلقين والتمرد عليها والذي لا يأتي إلا بإعمال العقل والتفكير النقدي، مشيرًا إلى أن المساجد والكنائس والصحف والأحزاب والقوى السياسية والإعلام، تعد من المنابر المهمة لتطوير الوعي، مؤكدًا على ضرورة تطوير هذه المنابر في هذا التوقيت تحديدا، لمواكبة الدولة المصرية في هذه المرحلة والتي تحدث فيها نهضة وتطوير في كل المجالات.

وأشار الدكتور وجدي زين الدين، إلى أن الأحزاب المصرية والإعلام لهما دور فاعل في تطوير الوعي، حيث لابد أن يتصدى الإعلام للجماعات الارهابية التي تسعى بكل الوسائل الحديثة لتزييف الوعي، مضيفاً أن مصر الآن في حرب كبيرة من أجل تطوير الوعي لمحارية الجماعات المتطرفة، متابعا أن المسجد له دور كبير في الوعي، حيث تقوم المساجد هذه الفترة بدور مهم، ومنع كل متطرف من صعود المنبر، كما أن لكل الكنائس المصرية دورا توعويا ومهما في تطوير الوعي مما يتماشى مع جهود الدولة والجمهورية الجديدة.

وتابع رئيس تحرير الوفد، أن تطوير الوعي مهم في مواجهة حروب الجيل الرابع، مشيرًا إلى ما يحدث الآن على الساحة في عدد من الدول العربية، حيث يستدعي ذلك مواجهة كل المؤامرات والحروب المزعجة التي تتعرض لها البلاد، مؤكدًا على ضرورة وجود تغيير يتمثل في تطوير الوعي بما يمنح حصانة في مواجهة هذه الحرب البشعة، والتطوير الذي يأتي من هذه المنابر التي لها دور مهم في نشر الوعي.

وأكد الدكتور وجدي زين الدين، أن الشعب المصري عظيم وواع وهو الذي دفع المصريين على الخروج عن جماعة الإخوان الإرهابية، لافتًا الى ضرورة عدم الإكتفاء بهذا الوعي، حيث لابد من تطويره ليتماشى مع الجمهورية الجديدة والإنجازات التي تمت على الواقع ولا تزال تقوم بها الدولة المصرية.

ومن جانبه أكد الشيخ جابر طايع رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، على ضرورة فهم الأمور والوعي بها، وضرورة الفهم الدقيق للدين، موضحًا أن الوعي يكون عبر مراحل ليكون وعيا حقيقيا وهي مثل التجرد والإخلاص والفهم، موضحا أن بعض الأمور في الدين لا يمكن الأخذ بها بشكل مطلق ولكن لابد من الأخذ بظروف كل عصر. 

وأكد رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، على ضرورة عدم السماح لأي شخص بالحديث عن أمور الدين سواء في الإعلام أو دور العبادة بدون وجود ترخيص له بما يساهم في حجب انتشار أو بث أي افكار إرهابية أو متطرفة.

وأوضح الشيخ طايع، الفرق بين الإجماع والقياس، مشيرًا إلى أن الإجماع يتمثل في ما أجمع عليه علماء الأمة في مرحلة ما، وتوجد 4 مصادر أساسية معتبرة، وما عداها فهو غير معتبر، بينما يتمثل القياس في قياس مسألة في الحاضر على مسألة في السابق، لافتًا إلى أن علماء الدين اليوم مقلدون وليسوا أصحاب مذاهب، وأن كل شخص له أن يتبع مذهب معين ما لم يكن من أهل النظر، مع إجازة التنقل بين المذاهب.

وأكد الشيخ طايع، أن الدكتور محمد الخشت ليس علمانيا وأنه يستشهد بالقرآن الكريم بدرجة كبيرة تفوق الآخرين، مضيفًا أن الجماعات المتطرفة نجحت في حقبة من الزمن في عمل انفصال بين الفرد والدولة، وعملوا على أن يصموا آذان الناس عن علماء مخلصين وذوي كفاءة كبيرة، مع تصدير علماء أو أفراد ليس لدبهم أي قدر من المعرفة، مؤكدًا أن المصريين استعادوا وعيهم، وتطور فكرهم، وأن الدولة قامت بدورها في العديد من الجوانب كما أن الدولة ترعي الدين بشكل كبير من خلال عدة إجراءات من بينها بناء المساجد.

وعقب المحاضرة المشتركة تم فتح باب الحوار مع الطلاب، حول أهم القضايا التي ناقشتها المحاضرة لإثراء أفكارهم من خلال تفاعلهم مع نخبة من كبار العلماء والمفكرين بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.

وفي نهاية اللقاء تم توزيع مجموعة متنوعة من الكتب الثقافية والفكرية والإصدارات الإعلامية الوطنية المتعددة على الطلاب من أجل توسيع دائرة الاطلاع أمامهم، ومساعدتهم للانفتاح على الآراء المختلفة، ونشر ثقافة القراءة داخل المجتمع الجامعي في إطار الجهود المتواصلة نحو تطوير الوعي الوطني.