السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

حسن كامل.. أبهر العالم ولم يعرفه أحد.. قاوم الإستعمار وصفقت له أم كلثوم

الأحد 27/فبراير/2022 - 12:41 ص

فنان لا نراه إلا في أفلام الأربعينات من القرن الماضي جسمه الضئيل ودمه الخفيف مع كبر سنه وتكاد أفلام الأربعينات لا تخلو من وجوده

حسن عبدالله إبراهيم كامل إبن حي الجمالية بالقاهرة المولود في عام 1893 .



بدأ حياته الفنية منولوجست ثم التحق بالفرق المسرحية إلي أن ظهر في بدايات السينما المصرية ونجح بالفعل وقدم أكثر من 100 فيلم خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات

مع أم كلثوم في فيلم "فاطمة" 
مع عبد الوهاب في "ممنوع الحب" 
مع نجيب الريحاني في "سي عمر" 
مع ليلي مراد في "ليلي بنت الفقراء" 
مع أسمهان و فريد الأطرش في "إنتصار الشباب" 
مع محمد فوزي في "فاطمة و ماريكا و راشيل" 
مع فاتن حمامة في "بابا أمين" 
مع إسماعيل ياسين في "ليلة الدخلة" 
مع عبد العزيز محمود في "منديل الحلو" 

قدم ثنائي فني مع بطل العالم لكمال الاجسام مختار حسين مع نعيمة عاكف في أفلام "لهاليبوا والعيش والملح وبابا عريس" . 

قائمة أفلامه بها أهم فيلم في تاريخ السينما المصرية فيلم "العزيمة" عام 1939 وبها أيضاً أربعة أفلام أخري من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية هي "سي عمر ورصاصة في القلب ودنانير ولاشين" . 

لم يكن مجرد فنان يؤدي دوراً كوميديا في أفلام الأربعينات بل تخطت مواهبها ذلك بكثير .

حفظ القرآن الكريم منذ صغره واستمر في حفظه وتلاوته حتي آخر يوم في عمره

نظم الشعر وألف كتب وله العديد من السيناريوهات الفنية



كافح الإستعمار البريطانى باشعاره الوطنية البليغة إبان ثورة 1919، وطرده المستعمر فسافر إلى تونس وهناك كافح أيضا ضد الإستعمار الفرنسي، ثم سافر إلى فرنسا وهناك عمل حاويا للثعابين، قبل أن يعود مرة أخرى فى سن متقدم إلى مصر ليعمل عازف ناى وممثل فى إحدى الصالات .

أجاد كل الحرف مثل: النجارة والسباكة والدهان والكهرباء والبناء، بل كان له إلمام بالهندسة - عن غير دراسة علمية ــ وفي روائعه في هذا الصدد بنى لنفسه بيتاً في المطرية، وهو الذي صممه هندسياً وبناه بيده وصنع كل شيء فيه من الشبابيك والأبواب والتركيبات الكهربائية والصحية والدهان والبياض وتركيب البلاط وغيره.

أُشتهر عنه أنه كان صاحب لسانا مهذباً، ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أنه كان بارعا في صناعات كثيرة.. فقد كان موسيقيا رائعا، فهو الذي أخترع "جهاز العفق في آلة القانون" التي تستعمل حتي اليوم، وتعتد عليها كل الفرق الموسيقية، وهو اختراع كان يكفي لينال منه المجد لولا أنه كان من هواة الهروب بعيدا عن الأضواء .

كان يتحدث مع البط والوز والفراخ والقرود.. وكانت لديه حظيرة فوق سطح منزله تضم كل أنواع الطيور بجانب القطط والكلاب، وكان يتحدث معها بأسمائها وتمتثل كل الحيوانات لأوامره بشكل يدعو إلى الدهشة.. حتى قالت عنه أم كلثوم:  "الراجل ده غريب وعجيب" وقد انبهرت به أم كلثوم وصفقت له عندما شاركها العمل في فيلم "فاطمة" وكان يقوم بدور القرداتي وكان القرد "ميمون" في المشهد يمتثل لأوامره بطريقة أثارت اعجابها وتصفيقها بعد إنتهاء المشهد .



وكان حسن كامل يتمنى طوال حياته أن يموت قبل أن تضطره حالته الصحية إلى الإعتزال، وقد حقق الله امنيته الوحيدة، وفى يوم 13 نوفمبر عام 1959 توفي وهو جالس في منزله يشرب كوبا من الشاي نتيجة توقف مفاجئ بعضلة القلب .

فقد كان أعتزل الفن قبل وفاته بثماني سنوات وتفرغ لحياته الأسرية ومواهبه الأخري ورحل في هدوء ولم يحتاج لأموال الفن فقد كان واثقا أن الفن لن ينصفه في أيامه الأخيرة لذا أعتمد علي مواهبه العديدة التي كفته شر السؤال.. رحمه الله حسن كامل وغفر له .