الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في ذكري ميلاد فراشة الربيع الجميل سامية جمال

السبت 05/مارس/2022 - 03:36 م

نافس علي حبها الموسيقار والملك والدونچوان وآخرون، هي زينب علي خليل مواليد 5 مارس 1924 من بني سويف ، هربت من سطوة و جبروت زوجة أبيها التي كانت تضربها يومياً { بعصاية الغالية } وسافرت إلي خالتها بشاع عماد الدين بالقاهرة وإشتغلت معها { خياطة } وكانت تستمع و تستمتع بصوت فريد الأطرش من راديو الجيران بل ترقص علي أنغامه إلي أن جاءتها الفرصة لتنضم لفرقة بديعة مصابني وبالفعل رأتها بديعة وأعجبت بها وعملت تابلوه راقص مع المجموعة ثم بمفردها مما جذب النظر اليها ، وطلب المخرج أحمد بدر خان من بديعة مصابني مجموعة راقصات لفيلمه الجديد { إنتصار الشباب } 1939.

أحبها الفنان محمد عبد المطلب وبالفعل تقدم لخطبتها ولكن فشل مشروع الزواج لعدم رغبتها في ترك الفن وظل محمد عبد المطلب يحبها حتي آخر يوم في عمره بل و أطلق علي أبنته إسم سامية بسبب حبه الشديد لسامية جمال 

كانت الإنطلاقة الحقيقية دورها في فيلم { أحمر شفايف } أمام الريحاني عام 1946 وبعده أصبحت كوكب لامع من كواكب السينما إلي أن تم أمنية حياتها أن تمثل و ترقص أمام فريد الأطرش وقد كان أول هذه الأفلام فيلم { حبيب العمر } 1947 ثم تلي هذا الفيلم خمسة آخرين { عفريتة هانم / أحبك أنت / آخر كدبه / تعالي سلم / متقولش لحد } هذا وكانت هناك قصة حب لا تخفي علي أحد وغني لها أشهر و أهم أغانيه أغنية ( الربيع ) التي أصبحت أيقونة أعياد الربيع في الوطن العربي.



ولكن فشلت قصة الحب بينهما بسبب الملك فاروق الذي كان لا يحب فريد الأطرش لعدم غنائه له و تقديم فروض الولاء و الطاعه لجلالته الي جانب منافسة فريد للملك في حب و عشق الحسناوات له فأزاح تحية كاريوكا راقصة القصر الأولى وجاء بسامية جمال حتي وقع في غرامها وأصبحت لا تفارقه في سفرياته حتي أشاع أنه تزوجها عرفيا مما أثر علي علاقتها بفريد الذي كان حساس بطريقة مرضية وأستجاب للإشاعات والأقاويل.

ولكن سامية جمال لم تكن تدري أنها ضحية منافسة غير شريفة بين الملك و فريد فحاولت مع فريد دون جدوي ثم جرحها بقوله { أنا أمير إبن أمراء إزاي أتجوز فلاحة إحترفت الرقص }.



فما كان منها إلا أنها وافقت علي طلب أول من طلب الزواج منها وكان ريتشارد كينج الأمريكي متعهد حفلاتها الخارجية فوافقت علي الزواج منه شرط أن يشهر إسلامه و يتبرع ببناء مسجد في بني سويف فكان هذا مهرها وسافرت معه أمريكا و غير أسمه إلي عبدالله كينج واعتزلت وهربت من سطوة الملك لتداوي جرح فريد ولكن بعد سنة عادت إلى مصر بعد ما تم الطلاق وتفرغت لفنها خاصة بعد قيام ثورة يوليو 1952 و الإطاحة بالملك فاروق ، فقدمت أفلام تعد علامات في تاريخ السينما المصرية الإستعراضية منها { حبيبي الأسمر / خد الجميل / تاكسي و حنطور / أسمر و جميل / النغم الحزين / زنوبة / بنت الحتة / الوحش }.

وأيضاً قدمت أفلاما بعيداً عن الرقص و نجحت مثل { قطار الليل / موعد مع المجهول / سكر هانم / نشالة هانم / غرام المليونير / الرجل الثاني } 

تزوجت من دونجوان السينما رشدي أباظة وكان زواج عقلاني أكتر منه رومانسي و يعد هذا الزواج أطول زواج في حياة رشدي اباظه متعدد الزيجات حيث أستمر 17 عاماً إعتنت فيه به وتكاد يكون عملها كان قليلاً جداً بسبب تفرغه له ولإبنته قسمت التي كانت تناديها { ماما سامية } وتحملت سامية جمال نزوات رشدي اباظه و عصبيته و إهماله لبيته حتي تزوج من صديقتها الفنانة صباح فكانت أكبر إهانه لها فأصرت علي الطلاق بعد ما نشر في الصحف أكاذيب حول أنها تبكي و تنهار و دخلت مصحة نفسية بسبب هذا الزواج وكان الطلاق وظلت إبنته قسمت معها حتي زواجها ولما سئل رشدي أباظة عنها قال ... رأيت كل نساء العالم في سامية جمال.



وعندما إشتد المرض الأخير علي رشدي اباظه طلب من نادية لطفي أن تذهب الى سامية جمال ليكي يراها و يستسمحها فذهبت نادية لطفي فكان وجاءت معها سامية جمال ولما رآها رشدي أباظة قبل يدها و إنهمرا الإثنان في البكاء

إعتزلت الفن وكان آخر أفلامها { الشيطان و الخريف } عام 1975 ومن قبله إعتزلت الرقص إلا أن عادت فترة قصيرة بعد ما أقنعها سمير صبري ثم ندمت أن عادت و إعتزلت بعد ذلك بلا رجعة 

كانت تهتم برشاقتها ولا تهتم بالطعام فكان أغلب طعامها فاكهة وفي العشاء زبادي مما جعلها تعاني في آواخر أيامها من الإنيميا، وقامت بأداء فريضة الحج قبل وفاتها بشهرين فقط ثم قامت بشراء مدفن بإسمها ورفضت أن تكتب عليه لقب الفنانة، وأوصت أن يخرج جثمانها من سلم الخدم وأن يصلي عليها من مسجد السيدة نفيسة التي كانت تصلي فيه ورحلت في 1 ديسمبر عام 1994.