بعد الاعتداء على إحداهم.. متى يتم تغليظ عقوبة التعدي على الأطباء؟ (خاص)
السبت 19/مارس/2022 - 03:17 م
مسلسل تمتد حلقاته منذ سنوات طوال، يعاني خلالها الأطباء من توجيه الإهانة والاعتداءات لهم من قبل أهالي المرضى، خاصة في الطوارئ والاستقبال، حيث تعرضت طبيبة بمستشفى أبو كبير المركزي بمحافظة الشرقية صباح يوم الاثنين الماضي لاعتداء بدني ولفظي صارخ عليها من قبل أهالي مريض طلبت أن ينقل إلى مستشفى الجامعة دون مرافق، لكن المسعف الذي جاء لنقله أخبر ذويه أنه يحتاج إلى مرافق.
رفضت الطبيبة أن تترك مكانها في المستشفى؛ لعدم وجود طبيب غيرها في ذلك الوقت يتابع الحالات القادمة، لما قد ينتج من مضاعفات ومخاطر من شأنها أن تضر بصحة المرضى المترددين على المستشفى.
قالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن حوادث الاعتداء على الأطباء زادت خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن ذلك لا يتوافق مع تعاليم الدين ولا القانون ولا العادات والتقاليد، مؤكدة أنه هناك طرق قانونية يمكن أن يسلكها أهالي المريض لتقديم شكوى ضد الطبيب الذي يتابع حالته.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" أن قانون المسؤولية الطبية الذي من المتوقع أن يخرج للنور قريبا يعاقب الطبيب وينظم العلاقة بينه وبين المريض في حالة إذا أخطئ الطبيب في متابعة الحالة أو أهمل في عمله تجاهه.
وأكدت على أن الاعتداء على طبيبة أبو كبير هو اعتداء على هيبة الوظيفة، وأنه لابد من وقفة ضد ذلك، مؤكدة أنها ستقدم اقتراح برغبة لتغليظ عقوبة التعدي على الأطباء والإسراع في تلك الخطوات على أن يتم نشرها على نطاق واسع حتى يعرف المواطنين عقوبة التعدي على الأطباء أو المؤسسات الطبية بشكل عام.
وأشارت إلى أن الطبيب هو الذي يتخذ قرار هروح المريض من المستشفى بمرافق أو من دونه، ويتحمل المسؤولية كاملة، ونقص عدد الأطباء في المستشفى استوجب الطبيبة أن لا تخرج مع المريض حتى لا تتعرض باقي الحالات الموجودة تحت عهدتها لمضاعفات خطيرة.
كما قالت الدكتورة نجوى الشافعي، أمين عام الأطباء، وعضو مجلس الشيوخ، إن "الاعتداء على الأطباء أصبح مهزلة لأنه لا يعقل أن يكون العنف هو سبيل الناس للتفاهم مع الأطباء، لأنه بهذا قد وصلنا إلى مرحلة الغابة".
وتابعت في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" "فين القوانين واللوائح والنظام، من آمن العقاب أساء الأدب، هو اللي بيعتدي على طبيب عارف أنه العقوبة بسيطة وقدمنا مشروع لتغليظ العقوبة لكنه لم يتم الانتهاء منه حتى الآن".
وأكدت على أن ما يمر به الأطباء من تعدي لفظي وبظني عليهم يعد انتهاكا لحقوقهم، ولا يتمكن من العمل بشكل آمن في ظل ما يمروا به من أزمات، مشيرة إلى أنه يجب الإسراع في تغليظ العقوبة.
وأشارت إلى أنه هناك بعض الأطباء ممن يضطرون التنازل عن شكواهم بسبب تقديم أهالي المرضى لشكوى ضدهم عند علمهم باتخاذ المعتدى عليهم خطوات قانونية ضدهم، وذلك يكون السبيل لفض النزاع دون حصول الطبيب على حقوقه، وتابعت متسائلة "فين المنطق في أن العيان يدخل للطبيب فيقوم الطبيب يعتدي عليه كدا من غير سبب؟".
ونوهت إلى أن اعتداء أهالي المرضى على الأطباء أصبح ممنهجا، ففي السنوات الماضية كان يتم الاعتداء وتكسير الأجهزة الطبية، لكن أهالي المرضى أصبحوا يعتدوا على الطبيب دون أن يتركوا أثرا الجريمة ورائهم