الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

28 عاماً علي رحيل سي سيد السينما المصرية يحيي شاهين

الخميس 24/مارس/2022 - 04:39 م

سي السيد السينما المصرية وأحد أهم فرسان الزمن الجميل في تاريخ الشاشة العربية أنتج ومثل وأبدع وأتقن أصعب الأدوار علي مدار ما يزيد على نصف قرن من الزمان سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة، وتعد أفلامه من أهم أفلام السينما المصرية .



هو الفنان الوحيد الذي إختارته كوكب الشرق أم كلثوم ليتقاسم معها بطولة فيلمها قبل الأخير {سلامة} عام 1945، والفنان الوحيد الذي أقنع أديب مصر العالمي نجيب محفوظ بأن شخصية سي السيد الذي جسدها يحيي شاهين علي السينما هو أصدق من الشخصية الذي كتبها محفوظ في ثلاثيته الشهيرة.

نال العديد من الجوائز المحلية و الدولية و كرمه الزعيم جمال عبد الناصر في عيد الفن ومنحه الرئيس محمد أنور السادات شهادة تقدير، كما كرمه الرئيس محمد حسني مبارك في إفتتاح دار الأوبرا المصرية.



هو أفضل من قدم دور الشيخ أو رجل الدين علي شاشة السينما المصرية من خلال فيلم {جعلوني مجرماً} عام 1956، وعُرف عن يحيي شاهين الإلتزام في العمل و التقرب إلى الله فحرص علي أداء فريضة الحج 12 مرة في حياته.

إلي جانب مشاركته في العمل الإنساني و الإجتماعي كإشتراكه في جمعيات الخير ودار تحفيظ القرآن الكريم ودار رعاية الأيتام ودار رعاية المسنين فكان حريص كل الحرص على مساهمته في كل وجوه الخير المتاحه له حتي أنه كان يرفض كثير من الأدوار التي تعرض عليه في الفترة الأخيرة من حياته لأنها تخالف إلتزامه الذي حرص عليه شدة الحرص خاصةً في أواخر أيامه.



صادف يحيي شاهين في رحلة الحج أن قابل هناك شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود وهو أحد أهم مشايخ الأزهر الشريف علي الإطلاق وأحد أهم رجال الدين بصفة عامة فسأله يحيي شاهين وهو حائر وقال له {هل الفن حلال أم حرام}، فأجابه وهو مبتسماً {نحن كدعاة ممكن نعظ عشرات أو علي الأكثر مئات من الناس لكن أنتم كفنانين إذا إلتزمتم ممكن تعظوا الملايين المحبين لفنكم }.

فقام يحيي شاهين مقبلاً جبينه ويده باكياً بعد ما إحتضنه شيخ الأزهر رحمه الله، وقبل أن يرحل يحيي شاهين بأيام معدودة رأي له أحد الأصدقاء رؤية غريبة حيث رأي أناس يتجمعون حول شخص هو سيدنا سليمان صلي الله عليه وسلم وعندما إقترب وجد يحيي شاهين واحداً من هؤلاء الناس المجتمعين حول النبي سليمان صلي الله عليه وسلم.



إستغرب يحيي شاهين من هذه الرؤية و ذهب للشيخ محمد متولي الشعراوي ليخبره بفحواها فأكد له أنها خير طالما بها أحد الأنبياء، وبعدها بأيام قليلة يرحل يحيي شاهين في يوم 18 مارس 1994، رحمه الله و غفر له.