حكاية عم "علي" أقدم بائع عرقسوس في قنا:"لفيت 5 محافظات ومعنديش مصدر رزق غيرها.. ونفسي يكون عندي معاش" (فيديو وصور)
السبت 09/أبريل/2022 - 10:16 ص
عندما تدق قدمُ إلى محافظة قنا وبالتحديد بالقرب من الديوان العام، تجد زحام شديد والمواطنين بالطوابير على رجل عجوز يقف على قدميه أمامه منضدة صغيرة وكوز كبير بداخله المشروب الشهير«العرقسوس» رغبة في الشراء منه، رغم كثرة البائعين لكنهم اعتادوا عليه فيقف في ذلك المكان منذ 30 عامًا خلال شهر رمضان فهذه مهنته ومصدر رزقه الوحيد الذي لف بها 5 محافظات واستقر أخيرًا داخل محافظة قنا.
عم علي أحمد علي أحمد، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا، ابن محافظة سوهاج، والذي يقيم في محافظة قنا منذ 30 عامًا، لديه 6 فتيات زوج منهن 4 وابن، أقدم بائع العرقسوس.
امتهن «عم علي» العرقسوس منذ طفولته اتخذه سبيله باعه في عدة محافظات منها الإسكندرية والجيزة وطنطا، لم يمل ولم يتعب رغم كبر سنه من البيع في الشوارع بل يصارع من أجل أبنائه لتوفير حياة كريمة لهم من الدخل البسيط الذي يكسبه من بيعه لمشروب العرقسوس.
يقول العم «علي»، خلال لقائه مع «مصر تايمز»، إن بيع «العرقسوس» هي مهنته الأساسية والوحيد طوال شهر رمضان المبارك، حيث يقف بجوار ديوان محافظة قنا منذ 30 عامًا.
وأضاف أقدم بائع العرقسوس في قنا، في الأيام العادية لديه عربة يسرح بها في مختلف الشوارع يخرج من منزله صباحًا حتى العاشرة مساءً، وفي رمضان ينتهي عمله قبل الإفطار مباشرة وظل يمارس حياته هكذا حتى الآن.
وتابع: أنه ليس من أبناء المحافظة لكنه أحب أهلها والمواطنين اعتادوا عليه ويعامله كفرد منهم ولديه زبائن منذ قدومه لقنا لم يلجأوا لأي بائع آخر، وهو يتعامل معهم بود وسماحة وحب ولم يرفع الأسعار عليهم فمن يحتاج الشراء بجنيه واحد يعطيه مفتاح أي سعر للعرقسوس لم يرفض طلب أحدُ يومًا ما، موضحًا أن المكان الذي يقف فيه حاليا للبيع أعطاه له أحد مواطني قنا كمساعدة له حيث عقب قدومه لم يكن يعرف شيئًا وصاحب المكان هو الذي قدم له المساعدة ووقف بجانبه حتى توفاه الله.
وذكر «العم علي»، أن ابنه الوحيد هو الذي يساعده في بيع العرقسوس، فليس لديهم مهنة أخرى فمنها زوج 4 بنات ومعه اثنتين يدبر لتجهيزهما، مشتكيًا أنه يعيش معاناة مع المسئولين للحصول على المعاش الخاص به كونه مُسن، فكلما ذهب إلى محافظة أرسلته إلى أخرى وسنوات هكذا، ليس لديه أي دخل سوى بيعه للعرقسوس فاليوم الذي يخرج فيه أو عند مرضه لم يجد لقمة العيش لأسرته، فكل متطلباته في المساعدة للحصول على معاشه الشهري للمساعدة في توفير متطلبات أبنائه.