مسلسل "بطلوع الروح".. كيف يستغل داعش الأنماط الشخصية للمرأة في تجنيد النساء؟
الثلاثاء 19/أبريل/2022 - 01:05 م
أثارت صورة إلهام شاهين في مسلسل بطلوع الروح، الجدل منذ بداية نشرها قبل أن يعرض المسلسل، حيث ترتدي الفنانة زي داعش وعصابة سوداء مكتوب عليها لا إله إلا الله، وأوضحت إلهام في حوار لها قبل عرض المسلسل أنها تقوم بدور ام جهاد قائدة للجيش النسائي التابع لتنظيم "داعش"، وتساءل الكثير عن كيف يستغل "داعش" الأنماط الشخصية للمرأة في تجنيد النساء
وكان قد سبق ورد مرصد الأزهر في تقرير له ، إن بناء الشخصية من أهم التعاليم الدينية والركائز الأساسية في الدِّين الإسلامي، ومن المعلوم أن هناك مجموعة من المقومات والعناصر التي تعمل على تحديد معالم الشخصيَّة السَّويَّة والهُويَّة الدينية في المجتمع، وبما أن الشخصيَّة هي مجموع الخصال والطباع المتنوعة التي تميز الفرد عن غيره في المجتمع، وتحدد هويته، فإننا من خلال ذلك نستطيع التنبؤ بتصرفات الأشخاص في المواقف المختلفة في الحياة الاجتماعية، بل والأحرى من ذلك نستطيع الوقوف على مدى ما يعتري الشخص من اهتمامات ماديِّة ومعنويَّة تجعل منه فريسةً سهلةً للإقناع العقلي تجاه فكرة معينة.
ويتساءل المرصد: ما الأنماط الشخصية للمرأة التي يستغلها تنظيم داعش الإرهابي في تجنيد النساء؟
وكانت المرأة ذات الشخصية القيادية من أم تلك الأنماط، إذ أن من أهم صفات المرأة ذات الشخصية المستقلة الاعتزاز بالرأي، وحبُّ المدح والثناء على عقلها وتصرفاتها، وتبدأ مرحلة الاستقطاب من خلال إشباع رغباتها عبر الشبكات العنكبوتية، بالثناء على آرائها التي تدل على قوة شخصيتها، وقدرتها التحليلية على فنِّ الإدارة والتوجيه، يحدث هذا من التعليق على آرائها على إحدى الصفحات، حتى تأتي المرحلة النهائية بإقناع الفريسة بالانضمام إلى صفوفه؛ لتكون قائدة على نساء ضعيفات، لتجد نفسها بين نساء "الحسبة" داخل تنظيم داعش الإرهابي، فهن أشد النساء شرًّا وأكثرهن قسوة على الإطلاق بين صفوف النساء داخل التنظيم.
وأشار المرصد في تقريره إلى أن المرأة ذات الشخصية المتمردة، تلك المرأة التي تتصف بالتمرد في شتي جوانب حياتها، سواء على العادات والتقاليد في مجتمعها، أو على طريقة تعامل والديها معها، وتربيتهما لها، أو على أسرتها وأبنائها، أو على المجتمع كلِّه، ومن أهم مميزاتها أنها تهوى المغامرة البعيدة عن التقاليد الجامدة في مجتمعها، والتفرد بالأفعال والأفكار، والسلوكيات - حتى وإن كانت خاطئة-، وكان إشباع رغبات تلك الشخصية على التنظيم أمرًا يسيرًا؛ فتوهُّم الزواج من البطل المغوار- على حدِّ ادعائهم- طُعمٌ سائغٌ يستهوى هذه الفئة من النساء، من هنا تُجتَذب تلك المرأة إلى تنظيم داعش الإرهابي من خلال التمرد على المجتمع الذي تعيش فيه، لتلحق بحياة المغامرة في كنف التنظيم.
وأضاف المرصد نمط آخر وهو المرأة ذات الشخصية المحفزة، تلك المرأة النشيطة التي تستطيع تحقيق النجاح في شتى المجالات الحياتية المختلفة سواء المهنية، أو الأسرية، أو الشخصية، وذلك لاستطاعتها العمل لساعات طويلة بكفاءة عالية، إلا أن هناك من الصعوبات التي تواجها في حياتها الاجتماعية، كشغف الاحتواء والاهتمام بأمورها الماديَّة والمعنويَّة، واكتسابها خبرات جديدة تساعدها على إدارة وتنظيم شئونها بصورة أكثر نجاحًا، لنجد تنظيم داعش الإرهابي قد نصب شباكه عبر الإنترنت في إصداراته المتطرفة؛ وفقًا لمعرفته بالسمات المميزة لتلك المرأة.
بالإضافة إلى المرأة ذات الشخصية المُسالمة، تلك المرأة التي تبحث عن السلام في حياتها، وتهتم بشئون أسرتها، ومن أهم ما يميز ذلك النوع من النساء رقة القلب، وتدفق العاطفة التي تقيس بها سائر الأفكار والأفعال في حياتها الاجتماعية، الأمر الذي يجعلها تنساق وراء ظاهر الحديث وليس مضمونه، وبخاصة عند الحديث المرتب الذي يتناول الرقائق الدينية، لذلك نجدها تُقْدِم على تصديق الأخبار الكاذبة والتشبث بها دون غيرها.
وأكد مرصد الأزهر على ضرورة النظر إلى المرأة باعتبارها إنسانة فاعلة في المجتمع كما بيَّنت تعاليم الدين الإسلامي، وليست وسيلة لتحقيق أغراض معينة، مع التأكيد على رفض النظرة الدونية للمرأة باعتبارها أسيرة أو تابعة، بل هي كما جاء في البيان النبوي: «النساء شقائق الرجال».