الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
رياضة

115 سنة أهلي.. كل ما تريد معرفته عن نشأة نادي الوطنية

الأحد 24/أبريل/2022 - 09:35 ص
اول اجتماع في تاريخ
اول اجتماع في تاريخ النادي الأهلي

تحل اليوم الأحد الذكرى 115 على ميلاد النادي الأهلي الذي جاء مولده من رحم الحركة الوطنية المصرية، مطلع القرن العشرين.

مع استمرار الاحتلال الإنجليزي وما رافقه من مساوئ، ارتفعت الدعوات لمقاومة الاحتلال، وبدأت عقول وقلوب شباب الوطن تتفتح وتغضب، ونبتت زهور الوطنية التي روتها خطب مصطفى كامل لتحرير الوطن، للموقع الرسمي للنادي الأهلي.

وفكّرَ مصطفى كامل ورفاقه رجال الحزب الوطني في كيفية استثمار ورعاية النبتة الجديدة، وأجمعوا على أن الحل هو إنشاء نادٍ للمدارس العليا يجمع هؤلاء الطلبة، يجمعهم في اتجاه تحقيق هدف واحد.

البداية.. نادي المدارس العليا

بدأ التفكير في إنشاء النادي في أكتوبر من سنة 1905م وتألفت لجنة تأسيسه برئاسة الدكتور عبد العزيز بك نظمي الأستاذ بمدرسة الطب، وبدأت اللجنة في الاكتتاب لتوفير رأس مال بناء النادي، وقامت جريدة اللواء بنشر الفكرة وتأييدها وأقيمت حفلات لجمع المال اللازم لتأسيسه.

اجتمعت أول جمعية تأسيسية لنادي طلبة المدارس العليا يوم الجمعة 8 ديسمبر 1905م بإحدى قاعات مدرسة الطب؛ لانتخاب مجلس إدارة النادي، وبلغ عدد الحاضرين مائتي طالب من مختلف المدارس العليا، وعدد كبير من الخريجين، وأسفرت عملية الانتخاب عن اختيار عمر بك لطفي رئيساً للنادي، وكان من أخلص أصدقاء مصطفى كامل، وانتخب معه كأعضاء عبد الخالق بك ثروت عن خريجي مدرسة الحقوق، وأمين بك سامي وأحمد بك عزي عن خريجي مدرسة المهندس خانة، والدكاترة عبد العزيز بك فهمي وعبد المجيد محمود عن خريجي مدرسة الطب، ومحمد علي دولار بك، وعلي حسني المصري عن خريجي مدرسة الألسن والمعلمين، وإسماعيل أفندي زهدي وأحمد أفندي أمين عن طلبة الحقوق، وحافظ أفندي عفيفي وفؤاد أفندي صدقي عن طلبة الطب، وسامي أفندي عصمت ونجيب أفندي مرتضى عن طلبة المهندس خانة.

وافتتح النادي يوم الخميس 5 أبريل 1906 وكان يوم الافتتاح يوماً مشهوداً حضره أغلب الطلبة والخريجين وبعض رجال الحكومة وعلى رأسهم؛ حسين باشا فخري وزير المعارف في ذلك الوقت، ومحمود باشا صدقي محافظ القاهرة، ونظار المدارس العليا ووكلائها، ومستر ميتشل أنس وكيل وزارة المالية.

كان نادي طلبة المدارس العليا من أعظم مظاهر الحركة الوطنية في تلك الحقبة، وكان مصطفى كامل يلقي فيه خطبه الوطنية لإشعال الحماس الوطني، ومنه تأججت روح الحركة الوطنية فكان بمثابة الملهم لأعضائه للقيام بمشاريع جليلة كان لها فضل كبير على الوطن، فقد امتزج في العمل الوطني طلابه بخريجيه، وتجمع به أعلام الفكر والأدب والعلم، وألقوا فيه المحاضرات في مختلف العلوم والفنون، ومن خزانته الوطنية تأسست جمعية رعاية الأطفال واجتمعت فيه لجنة تأسيس الجامعة المصرية وتأسست مدارس الشعب وقام بالتدريس فيها أعضاء النادي.

وفيه أيضا نشأ مشروع النقابات الزراعية وتأسست حركة التعاونيات على يد رئيسه عمر بك لطفي.. وأصبح نادى الطلبة هو العقل الوطني الذي تجمع حوله أبطال الحركة الوطنية .. ومنه ظهرت فكرة إنشاء النادي الأهلي للرياضة البدنية.

فكرة إنشاء النادي الأهلي

وجد عمر بك لطفي رئيس نادي طلبة المدارس العليا أن نادي الطلبة لا يكفي لملء فراغ طلبة المدارس العليا وخريجيها، فهؤلاء الطلبة في حاجة لناد رياضي يجمعهم لقضاء أوقات الفراغ، بجانب أن أغلب هؤلاء الطلبة وبمرور الأيام سيتفرقون وقد ينشغلون بأمور لا تهم الوطن والهدف السامي الذي من أجله أُنشئ نادي طلبة المدارس لتجميع قواهم وفكرهم فيه.

عرض عمر لطفي فكرته على رفقاء النضال وأعضاء نادي الطلبة وعلى رأسهم عبد الخالق باشا ثروت الذي تحمس للفكرة، وتثبت محاضر مجلس الإدارة وجمعيات النادي العمومية أن عمر لطفي هو صاحب الفكرة، فقد وقف دولة رئيس اللجنة العليا عبد الخالق ثروت باشا متحدثا للجمعية العمومية للنادي بجلستها المنعقدة في 6 فبراير سنة 1919 قائلاً: "إن أول ما ينطق لساني في هذا الحديث هو اسم المرحوم عمر لطفي بك؛ ذلك لأنه الواضع لهذا النادي وصاحب الفكرة في تأسيسه، فكر عمر لطفي بك في أحوال طلبة المدارس العليا وكيفية تمضيتهم لأوقات فراغهم وفي علاقات خريجيها بعضهم ببعض، فرأى أن بعضًا من الطلبة يقضون أوقاتهم في المحال العمومية ليس لهم من أنواع الرياضة غير الجلوس في القهاوي، وأن البعض الآخر وهو من يرى الترفع عن ذلك يعتكف في منزله، وأن الطلبة بمجرد إتمام دراستهم واشتغالهم بأمور معاشهم إذا ما تفرقوا في البلاد وبعدوا عن القاهرة انقطعت بينهم أسباب الألفة وأصبحوا أغرابا بعضهم عن بعض، شكا إلى تلك الحال وما يترتب عليها من المضار الأدبية والمادية".

وقال إنه يرى خير دواء لها تأسيس فناء في نقطة صحية خارج المدينة يكون منتدى لطلبة المدارس العليا ومتخرجيها؛ يقضون فيه أوقات فراغهم ويتمرنون فيه على الألعاب الرياضية، ويكون للطلبة الذين قضى عليهم جهاد الحياة أن يكونوا خارجًا عن القاهرة واسطة في الاجتماع بإخوانهم المقيمين فيها كلما سنحت لهم فرص العودة إليها.

انتهت شهادة عبد الخالق باشا ثروت التاريخية، وهكذا نجد أن التفكير في إنشاء نادٍ رياضي مصري خالص كان جزءًا من تفكير الجماعة الوطنية المصرية في تأسيس كيانات مصرية مائة في المائة؛ من أجل استقلال مصر في كل المجالات عن المحتل البريطاني.

الاجتماع الأول للتأسيس

عندما اكتملت الفكرة في رأس عمر لطفي، تقابل يوم 8 أبريل 1907 مع أصدقائه من الوطنيين المصريين، عبد الخالق ثروت باشا، حسين رشدي باشا، محمد محمود باشا، إسماعيل سري باشا، أمين سامي بك، إدريس راغب بك، عزيز عزت بك، عمر سلطان بك، الذين وافقوه على الفكرة وتحمسوا لها، وضموا إليهم الإنجليزي مستر متشيل أنس وكيل وزارة المالية ليسهل لهم استخراج أوراق تأسيس النادي والحصول على أرضه، وتحدد الاجتماع الأول لتشكيل اللجنة العليا في 24 أبريل 1907.

وفي هذا الاجتماع تشكلت لجنة النادي الأهلي للألعاب الرياضية برئاسة مستر متشيل أنس وبعضوية إدريس راغب بك، وإسماعيل سرى باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيراً لها.. وبدأ العمل.

قررت اللجنة في 26 مايو 1907 تأسيس شركة مساهمة برأسمال 5000 جنيه لتأسيس النادي، وفي 19 يونيو 1907 تسلم المؤسسون أرض النادي من مصلحة أملاك الدولة، وكانت مساحتها أربعة أفدنة وثمانية قراريط وسبعة عشر سهمًا. حصل عليها المؤسسون بإيجار رمزي قدره قرش صاغ واحد سنويًا ولمدة عشر سنوات.. وكانت هذه الأرض هي اللبنة الأولى التي رسمت عليها خريطة النادي الأهلي.. وبدأ العمل في بناء النادي.

ولأن النادي تأسس لجمع خريجي طلبة المدارس العليا، تقرر في 18 يوليو 1907 أن يكون وزير المعارف رئيساً للجمعية العمومية للنادي، وفي 13 ديسمبر 1907 تقرر أن يكون اسم النادي "النادي الأهلي للرياضة البدنية"، وفي يناير 1909 تقرر بدء قبول الأعضاء.