أستاذ علوم سياسية يكشف أهمية القمة المصرية الأردنية الإماراتية (خاص)
الإثنين 25/أبريل/2022 - 11:41 م
أكد الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني والشيخ محمد بن زايد في القاهرة جاء لدعم الجانب الاردني في اقرار ولايته علي المقدسات الاسلامية والمسيحية بناء علي الاتفاق الثلاثي والعمل على تنسيق المواقف العربية بين الاطراف الثلاث التي تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل كالية جديدة للتنسيق ينقصها السلطة الفلسطينية لطبيعة علاقتها الراهنة مع ابو ظبي.
وأشار فهمي، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي أن اللقاء ينقل رسالة الي الادارة الامريكية بقدرة الاطراف العربية للتعامل المباشر مع اسرائيل بدون الطرف الامريكي الذي ارسل وفدا ضعيف المستوي وقليل الخبرة بملف الشرق الأوسط زنقل رسالة الي الجانب التركي بالحضور العربي المهم في ملف القدس خاصة وان تركيا لها حضورها الكبير في مدينة القدس وتسعي لتوظيفه اقليميا ودوليا.
وأوضح استاذ العلوم السياسية، أنه ليس مستبعدا ان تجري لقاءات اخري تضم الاطراف المعنية بما فيها السلطة الفلسطينية ولن يمانع رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت في مقابلة الرئيس محمود عباس في ظل مخاوف تفكك ائتلاف حكومته خلال الاسبوعين المقبلين فالكنيست في اجازة والضغوط علي القائمة العربية للخروج من الائتلاف واردة.
وأكد الدكتور طارق فهمي، ٱن سيناريو قمة النقب ستكرر في ظل حسابات مدروسة ومخطط لها بين القاهرة وعمان للضغط علي تل ابيب ومحاولة الضغط علي الحكومة الاسرائيلية لوقف التصعيد في القدس. ومنع تدهور المشهد مع قطاع غزة ومن المستبعد دخول قطر علي خط الاتصالات العربية الراهنة ودورها محدد وحتي اشعار اخر في التهدئة في قطاع غزة.
وأكد فهمي، أنه من المرجح ان تقدم الادارة الامريكية علي التنسيق مع مصر والاردن تخوفا من انفراط عقد الشراكة الامريكية مع الدول العربية المعنية ويساعد الي ان الوفد الامريكي لم يحدد جدول اعمال محدد للزيارة واكتفي باطلاق الوعود بقرب افتتاح القنصلية الامريكية في شرق القدس واستئناف ضخ المساعدات الامريكية للسلطة.
وأوضح : من المحتمل ان تبادر الحكومة الاسرائيلية وتحت ضغوطات مصرية واردنية وامريكية علي التهدئة مع السلطة الفلسطينية تخوفا من انفلات الاوضاع الامنية والضغط في خطوة استئناف الاتصالات الامنية المجمدة بقرار من الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي وقت سابق استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في لقاء أخوي ودي بقصر الاتحادية كلاً من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مأدبة إفطار على شرف ضيوف مصر الكرام، حيث تبادل الزعماء الأشقاء التهاني بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك.
كما هنأ الرئيس وسمو ولي عهد أبو ظبي جلالة ملك الأردن على نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً متمنيين له دوام الصحة والعافية، فيما أعرب جلالته عن شكره وتقديره للمشاعر الأخوية الطيبة التي أبداها شقيقاه المصري والإماراتي.
ورحب الرئيس بشقيقيه الأردني والإماراتي ضيفين عزيزين على مصر، معرباً سيادته عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي، فضلاً عن التشابك الحضاري الممتد بينها، ومؤكداً تطلع مصر إلى تعزيز التعاون البناء بين مصر والأردن والإمارات، والانطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية التي تؤسس لعلاقات ممتدة وتحقق المصالح المشتركة، وتصب في خانة تعزيز العمل العربي المشترك، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي تموج بها المنطقة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.
من جانبهما، ثمن ضيفا مصر الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، مؤكدين الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعوب الشقيقة في الدول الثلاث، وبما يعظم استفادتها من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة، فضلاً عن كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والأردن والإمارات إقليمياً ودولياً.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطورات مسارات التعاون المختلفة بين مصر والأردن والإمارات، حيث تم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور إزاء كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي.
كما شهدت المباحثات كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين الدول الثلاث في هذا الإطار، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها مدينة القدس، مشددين على أهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، كما أكد الزعماء في ذات السياق على احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، فضلاً عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
وتم أيضاً تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الدولية، خاصةً تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، والدور العربي في هذا الصدد من خلال لجنة الاتصال العربية، حيث تم التأكيد على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفادياً لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمى.