طيب ياصبر طيب.. عم ابراهيم سائق حنطور فى كفر الشيخ:"مهنتنا مهنة بشواتى.. والتكاتك خلصت علينا"
الخميس 28/أبريل/2022 - 01:47 ص
"ولما أقول شي الزفة تمشي.. ولما أقول هس كله سمع هُس ودقى يامزيكا" مشهد مؤثر للفنان العبقرى عبد المنعم مدبولى جسده مطلع الثمانينات، كان الأمر فى بدايته، نقل لنا واقع سائقي عربات الحنطور وكيف جاء عليهم الزمن؟، نفس المشهد يتكرر الأن الحنطرجى اختفى من المشهد والمهنة انقرضت حقيقي.
قدم موقع "مصر تايمز" بثاً مباشراً مع عم ابراهيم، أحد المتمسكين بمهنة سائق الحنطور، لم نكن على موعد معه، فقط تجولنا فى شوارع دسوق فاستوقفنا وجوده، عربة حنطور فى الحى أمر غريب لم نعتاد رؤيته منذ سنوات طويلة، اقتربنا منه فكان يقوم بتنظيف عربته ربما استقلها أحد الزبائن الراغبين فى عودة الزمن الجميل أو خطف دقائق مع الماضى.
بدأنا حديثنا معه بعد أن أنهى عمله فقال:" الحنطور تاريخ مصري أصيل وكنا زمان ركوبة البشوات" نفس المشهد يتكرر ملامحه تقترب من ملامح الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، كلماته فى وصف المشهد وما آلت إليه الأمور تقترب من كلمات الأغنية الأشهر فى فيلم "مولد يادنيا"
استكمل عم ابراهيم حديثه قائلاً:" زمان كان الناس بتركب معانا وهما مطمنين دلوقتى التكاتك غطت علينا ومش أمان زينا"، بهذه العبارة وصف أولى خطوات الأزمة التى تعرض لها أصحاب مهنة الحنطور.
اهتمامه بعربته كان ملفتاً للنظر لم ينتظر سؤالنا عن السبب فبادر قائلاً:" أنا بحب أهتم بالعربية بتاعتى والناس لازم تركب فى مكان نظيف، احنا مش بنلوث الجو زى العربيات ومنظرنا كان مبهج لكن دلوقتى شوف التكاتك اللى موجودة فى الشوارع هتلاقي مناظر غريبة علينا"
استكمل الحديث وقال:" نفسنا نرجع زى زمان، أوقات مبشتغلش طول اليوم وبكفى الحصان من أكل من جيبي لكن مهنتى وبحبها وماليش غيرها ومش هعرف أسيبها"
قطع عم ابراهيم حديثه معنا وراح يستعد لاستقبال زبائنه، لمسات بسيطة أضافها على العربة الخاصة به وجلس بداخلها ينتظر ضيوفه، كان ذلك قبل أن يختتم حديثه معنا قائلاً: "الرزق بتاع ربنا، والشغل علينا واللى بيركب معانا مش بيكون عايز ينزل، ربنا يصلح الأحوال"