الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

حكم علاج المواطنين المحتاجين من غير المسلمين من أموال الزكاة.. الإفتاء تجيب

الخميس 05/مايو/2022 - 01:56 م
دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية

تلقت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي، سؤال عن حكم إعطاء الزكاة للمحتاجين للعلاج من غير المسلمين ،حيث قالت أَّنه يجوز إعطاء الزكاة للمحتاجين للعلاج دون تفرقة بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك وفقًا لآية الزكاة، تلك التي لم تفرق بين المسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلى مذهب الصحابي عمر بن الخطاب، وهو مذهب بعض السلف الصالح وبعض فقهاء المذاهب المعتبرين.

وأضحت الإفتاء في فتواها ، أنَّ الإسلام حدد مصارف الزكاة، حيث قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 60).

وتابعت أنها من أجل بناء الإنسان قبل البنيان، حيث أن كفاية المحتاجين والفقراء من المأكل والملبس والمسكن والتعليم والعلاج والمعيشة وجميع أمور الحياة، يجب أن تكون محط اهتمام في الأولوية، وذلك حتى تتحقق حكمة الزكاة، التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «تُؤخذ مِن أغنيائهم وتُرَدُّ على فقرائهم» رواه البخاري، مما يدخل فيه الصرف منه على الخدمة الطبية لعلاج غير القادرين، وتوفير الدواء لهم.

وأكدت الدار أن اختلاف الديانات والتنوع البشري، من السنن التي أرادها الله سبحانه وتعالى في خلقه، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الاستخلاف في الأرض الذي يكون على وفق مراد الله وإعمار الكون، حيث قال سبحانه: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" (هود: 118- 119)، وقال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99).ولفتت إلى أن الله بيَّن أن ذلك الاختلاف يستوجب التعاون بين البشر، ويتطلب التنافس فيما بينهم في فعل الخير وحسن المعاملة، مع إظهار أهل كل دين جمال ما لديهم من الأخلاق والقيم، إذ قال تعالى: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148).

كما قال سبحانه: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة: 48).